مراحل توازن الردع وزوال النظام السعودي…بقلم/د. هشام الجنيد
تأتي عملية سلاح الجو المسير اليمني على مصفاتي بقيق وخريص التابعتين لشركة ارامكو النفطية المسنودة بتعاون استخباراتي مع القوات المسلحة اليمنية من قبل الشرفاء الأحرار من أبناء المنطقة في محافظة البقيق التابعة للمنطقة الشرقية تأتي ردا على جرائم وحصار العدوان السعودي الشامل المستمر. فهي إذن عملية دفاعية مشروعة، فالسن بالسن والأمن بالأمن والنفط بالنفط والجروح قصاص. وقد خلفت هذه العملية التي أطلق عليها عملية توازن الردع الثانية خسائر فادحة لشركة ارامكو. وحتى تعود شركة ارامكو الى انتاج النفط بنفس الكميات الطبيعة، فقد تحتاج عمليات إصلاحها بالكامل إلى أشهر وفقا لوكالة رويترز نقلا عن مصدرين مطلعين بارامكو، ما يعني أن حجم الأضرار كبيرة جدا ترتب عليها انخفاض كمية الصادرات النفطية إلى (50%) وربما أكثر من هذه النسبة، ليرتفع سعر برميل النفط عالميا بنسبة (18%) ثم (20%) وبواقع (10) دولار على الأقل وهو مؤشر ربما قابل للزيادة.
لقد طالت خسائر منشأتي ارامكو النفطية امريكا، كونها هي المتحكم الأساسي بعائدات مبيعات صادرات النفط السعودية التي ترحل إلى خزائنها وإلى تجار السلاح اليهود فيها. ما يعني أنه استهداف واضح للضرع الذي تحلبه امريكا. وما يبقى لنظام قرن الشيطان السعودي سوى مخصصات زهيدة بالمقارنة مع ما يرحل لامريكا، وتنفق معظمها مع عائدات من مصادر أخرى للصد عن سبيل الله في مختلف الدول الإسلامية بما فيها العربية لتحريف مضمون الدين الإسلامي وإعاقة التنمية الوطنية وقتل الإنسان وصناعة الفتن وتمويل الحروب وغيرها من مظاهر الارهاب. ولكن مهما بلغت الخسائر النفطية، فليس النفط الذي يتباكى عليه هذا العدوان السافر وتندد به الأمم المتحدة ليس أغلى من الدم اليمني.
ومنذ العام 2011م وإنفاق نظام بني سعود للصد عن سبيل الله ولتمويل الحروب في المنطقة يتزايد بوتيرة عالية عاما بعد أخر خصوصا عندما قام بالعدوان المباشر على بلادنا، ويبد أن هذا النظام الإجرامي قد وصل في حجم إنفاقه وخسائره إلى ذروته، ومرحلة الذروة هذه آيله حتما إلى الجفاف.
إن حق الدفاع والرد المشروع منظمة على استراتيجية الاستنزاف، ليتناسب مع امكانات بلادنا المتواضعة. وهي على هذا الأساس تمضي وفق أطر مدروسة وتحت سيطرة وتحكم قيادة الجيش واللجان الشعبية، ومراحل توازن الردع تنفذ بما ينسجم واستراتيجية حرب الاستنزاف التي ينفق عليها العدوان السعودي الملايين من الدولارات يوميا. ومن أخطر عمليات الاستنزاف المالي هي عملية حلب الضرع التي يقوم بها ترامب، وهي في طريقها إلى مرحلة الذبح التي وعد بها ترامب قبل أن يكون رئيسا في فترة المناظرات الانتخابية. وعلى هذا الأساس لن يكون مآل النظام السعودي – إذا لم يوقف الحرب على اليمن – سوى إفلاسه وخسارته، أي زواله. فقوانين التاريخ تؤكد النهاية الحتمية لأي نظام ظالم، وقول الله تعالى (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون) سورة الأنفال من الآية (36).
ومرحلة الإفلاس والحسرة والخزي ستأتي بإذن الله، وقد بانت مؤشراتها بفشل رهان العدوان السعودي على الحماية الأمريكية، بانت بصمود وثبات المقاتلون في سببل الله أولي البأس الشديد، بانت جليا بفرض معادلة توازن الردع الأولى التي نفذت في الضربة الدفاعية للطيران المسير على حقل الشيبة في 17 من شهر سبتمبر الماضي، ثم مرحلة توازن الردع الثانية في 14 من شهر اغسطس بالضربة الدفاعية بعشر أيضا طائرات مسيرة على منشأتي ارامكو النفطية. وقد أحدث هذا الهجوم الدفاعي هلعا وخوفا أربك حسابات العدوان الامريكي السعودي ، وجعله في دوامة مستمرة في تبادل المعلومات ومع ارامكو للخروج من هذا المأزق الإقتصادي الذي حاق بالعدوان السعودي، بل والخروج من مأزق النيران اليمنية التي أحرجت امريكا بعجز نكنولوجيتها العسكرية التصدي لها.
هل سيدرك هذا النظام العدواني – عديم الإنسانية وعدو الخير – حجم الخسائر الفادحة ويتراجع عن استمرار الحرب ويعترف بعدوانه وما سببه من دمار وقتل وحصار و.. و.. ويتحمل الأضرار التي ألحقها بالشعب اليمني .. أم سيستمر في عدوانه؟. فوتيرة الرد على العدوان السعودي بل والعدوان الاماراتي منظمة وفق مراحل تطويرية وتصاعدية لتوازنات الردع. بمعنى أن مرحلة توازن الردع الثالثة ستكون بلا شك أكثر إيلاما وأشد ضررا على الأهداف العسكرية والحيوية المرصودة ضمن بنك الأهداف المشروعة القابلة للزيادة، وهكذا على هذا النحو، فكل مرحلة قادمة ستكون أشد من سابقتها. وما على نظام مملكة الشر إلا أن يعي الدروس والرسائل والحجج والتحذيرات التي وجهت إليه وما زالت توجه إليه من قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ومن القيادات السياسية والإعلامية الوطنية.