مراجعة .. في دفتر الثورة…. بقلم /علي احمد جاحز
مع اطلالة العام الميلادي الجديد ، كل عام وانتم والوطن بألف خير ، وأسأل الله ان يجعله عاما مفصليا على كل المستويات، نحتفل فيه بالانتصارات وتحقق الطموحات ومعالجة الجراحات ودفن الموجعات والمنغصات ، ومنه ننطلق صوب بناء وطننا الحبيب ونرمم ما خلفه العدوان الغاشم ونرتب الاوراق التي بعثرها .
—
لابد أن نتوقف في هكذا مناسبة، لنراجع خطواتنا ونقرأ ما راكمته الايام والشهور في ذاكرتنا وفي واقعنا ايضا ، لنستفيد ونواصل مشوار ثورتنا متسلحين بتجارب مثمرة وبناءة، فالثورة التي نعيش أولى فصولها ستتكئ عليها بإذن الله خطى ومسارات وتوجهات لعقود طويلة قادمة ، ولا ينبغي ابدا ان نغادرها كما لو كانت حفلة وانتهت .
—
خلال السنوات القليلة الماضية ، كنا نعيش مخاضات مهولة ، وتلك المخاضات دفعتنا نحو طريق مشوك وموحل ومليء بالفخاخ ، بل أن ثمة منعرجات امتحنت صدق وثبات الكثيرين فسقط فيها من سقط وتجاوزها من تجاوزها ، ولن يبقى على درب الثورة سوى من يمتلك بداخله القناعة التامة بانه سينتصر ويصل ، والاحساس بالمسؤولية تجاه الدين والقضية والوطن.
—
كان العام 20144م منتشيا بانتصارات الشعب اليمني المتسارعة والمتتالية والتي أدهشت العالم وتركت قوى الشر والباطل تقف مشلولة امام الثورة الشعبية التي كانت تجتث أياديها وعملاءها من جذورهم وبسرعة قياسية ، بالفعل انتهى ذلك العام والشعب يرقص على إيقاع الحرية والظفر، في مقابل وقوع أيادي الوصاية التي كانت تحكم بداخل مصيدة الارادة الشعبية ، لم يكن يدرك الشعب أن ثمة من يحيك المؤامرات ليفسد على الشعب انجازه الكبير .
—
وجاء العام 20155م لتبدأ تلك المؤامرات في نسج خيوطها على كل منعطفات طريق الثورة لتتعثر وتفشل ، وكانت مؤشرات كثيرة تشير الى أن الثورة مستهدفة على كل الاصعدة سياسيا وعسكريا واقتصاديا ، وبدأت الفخاخ تتفجر في وجه العابرين على طريق التحرر الطويل ، وحين امتلكت الثورة قيادة وشعبا الوعي بأهمية تنظيف الطريق وتعبيده وباشرت التحرك في هذا الاتجاه ، استجاب الطريق ، ولكن ثمة من كان يحيك مؤامرات اكبر خارج حدود الوطن ، وقبل أن نعلن تطهير اليمن من أوبئة المشاريع الامريكية المشبوهة ، جاءت لتنقذها طائرات العدوان ، في 26 مارس . —
لا ينبغي أن نمر دون أن ننصف الارادة الثورية ممثلة بالشعب والقيادة التي امتصت الصدمة المهولة واستوعبت المفاجآت الخاطفة ، وروضت الواقع ليصبح مرنا وطيعا للتحرك فيه رغم صعوبته وقسوته وضيق افقه ، فانطلقنا نحو المواجهة والتصدي والصمود بوتيرة متصاعدة لنصل الى نهاية 2015 ونحن أقوى وأرهف ونمتلك من الخيارات ما لم نكن نمتلكه عند بداية العاصفة .
لا ننكر ان العام 20166 كان عام الموجعات ، لكنه كان عام التجليات ايضا ، ففي الوقت الذي كانت جرائم العدوان ترتكب بشكل فج والعالم يصمت والحصار كان يشتد والأفق كان يضيق أكثر والصديق يتخلى قبل العدو ، كان اليمن الثائر يواجه عسكريا فينتصر ، ويواجه اقتصاديا فيخرق التوقعات ، ويواجه سياسيا فيتألق ويحرج العالم ، وكانت التعبئة تزداد والتحشيد يتضاعف والجبهات تضج بالرجال في جل مجالات المواجهة إعلاميا وعسكريا وسياسيا واجتماعيا ، حتى أدهشت ثورتنا العالم المتواطئ ، وإن كنا لازلنا لم نستوعب بعد هذا الادهاش الذي يخفيه الكثيرون مقابل كسب المال السعودي والرضا الامريكي .
—
وفي مطلع العام الجديد 20177م ينبغي علينا أن ندرك ونعي أهمية ما حققناه وما يجب أن نحققه ، ونواصل التحرك بروحية عالية وبإيمان قوي وثقة مطلقة بأننا أصحاب قضية وعلينا حمل ومسؤولية اكبر مما مضى للمحافظة على ما أنجزناه والمضي نحو تحقيق ما ينبغي تحقيقه .
#سننتصر_أو_ننتصر بإذن الله
—
يوميات – صحيفة الثورة – عدد اليوم الاربعاء الموافق 4 يناير 2017م