مذكرات وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو ..واشنطن تنفذ ما يطلبه الموساد دون نقاش!
رغم انها لم تُنشر إلا قبل 24 ساعة فقط او اكثر قليلا، حتى كان العنوان الأبرز للنقد الموجه لها هو “الكذب”، انها مذكرات وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، والتي جاء تحت عنون: “لا تبدل رأيك مطلقا، القتال من أجل أميركا التي أحب”، امتدح فيها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بطريقة غير مالوفة، وتهجم بأسلوب مقزز على جمال خاشقجي، ويبرر جريمة قتله الفظيعة.
من بين كمية الكذب الكبيرة، التي احتوتها مذكرات بومبيو، سنتوقف قليلا امام “حكاية” رواها بومبيو، الا انها كشفت عن ابعاد جديدة عن طبيعة العلاقة الشاذة التي تربط الكيان الإسرائيلي بأمريكا، وذلك عندما يقول: “أثناء نزولي من الطائرة بعد عودتي من زيارة إلى عاصمة أوروبية، تلقيت اتصالا من كوهين ( يوسي كوهين الرئيس السابق للموساد الاسرائيلي) فعدت إلى داخلها لتلقي الاتصال، فالطائرة مجهزة بمعدات اتصالات مناسبة لإجراء محادثة سرية مع زعيم إسرائيلي”.
وأضاف بومبيو، ان كوهين قاله له:”مايك كان لدينا فريق أكمل للتو مهمة بالغة الأهمية، والآن أواجه بعض الصعوبات في إخراج بعض منهم. هل يمكنني الحصول على مساعدتك؟”.
ويوصل بومبيو سرد “الحكاية” ويقول:”كلما اتصل يوسي بي، كنت أتلقى الاتصال وهو كان يفعل الشيء نفسه معي.. لم أطرح عليه أي أسئلة، وبغض النظر عن المخاطر. بدأنا في العمل وتواصلنا مع فريقه، وفي غضون اليومين التاليين، عادوا إلى بلدهم دون أن يعلم العالم مطلقا أن واحدة من أهم العمليات السرية التي أجريت على الإطلاق قد اكتملت الآن”.
رغم ان بومبيو لم يذكر اسم العملية أو الفترة الزمنية التي حدثت فيها، إلا ان صحيفة “جروزاليم بوست” “الإسرائيلية” ذكرت ان بومبيو كان يشير الى:” عملية الأرشيف النووي الإيراني عام 2018″.
لسنا هنا في وارد الحديث عن صحة او سقم هذه “الحكاية”، فبومبيو معروف بالكذب، هذا أولا، ثانيا انه اكثر صهيونية من يوسي كوهين نفسه، ويعاني من “عقدة” اسمها ايران، ولكن ما يهمنا من نقل هذه “الحكاية”، هو هذه “العلاقة”، التي تربط بين امريكا و”اسرائيل”، وهي علاقة لا يمكن ادراجها في خانة العلاقات الطبيعية بين “الدول”، فعندما يقول بومبيو ان ينفذ على الفور كل ما يطلبه رئيس الموساد الإسرائيلي، دون أي نقاش، فهذا يعني ان العلاقة ليست بين شخصين ينتميان كل واحد منهما الى “دولة”، بل هي علاقة بين أعضاء “دولة واحدة”.
بغض النظر عن صدق او كذب “الحكاية” الا انه يمكن من خلالها التعرف على العلاقة التي بين أمريكا والكيان الإسرائيلي، فهي علاقة بين “محافظة” وبين المركز او العاصمة، او علاقة بين قاعدة عسكرية، وبين القائد العام للقوات المساحة في الدول التي تعود لها تلك القاعدة، او بتعبير ادق، هي علاقة بين زعيم عصابة، وأحد فرادها، وهذا الامر يؤكد الحقيقة التي طالما قلناها وقالها غيرنا، من ان “إسرائيل” ليست سوى قاعدة متقدمة للغرب في قلب العالم الإسلامي، لا يمكن لهذه القاعدة ان تدوم طويلا دون دعم الغرب ، لذلك اخطأ الكثير منا عندما ينظرون الى “اسرائيل” بوصفها كيان منفصل عن أمريكا، وان الأخيرة يمكن ان تكون وسيطا بين الفلسطينيين و”اسرائيل” او بين العرب و “إسرائيل”.. ان “حكاية” بومبيو، اكدت ما هو مؤكد، وهو ان أمريكا هي “إسرائيل”، و”اسرائيل” هي أمريكا. وهذه الحقيقة قالها الرئيس الأمريكي جو بايدن، بصريح العبارة، عندما قال “لو لم تكن إسرائيل موجودة لكان علينا اخترعها”.