مذبحة الدوايمة نقطة سوداء في سجل العصابات الصهيونية
الحقيقة/عبدالحميد الهمشري
لكي لا ننسى ولكي تبقى ممارسات العدو الصهيوني الوحشية ضد الأبرياء العزل من أبناء الشعب الفلسطيني في ذاكرة الزمن ، لا تمحوها الأيام مهما طال بعدها ننقل هنا قضية قرية جارت الأيام على سكانها كل ذنبهم كان كونهم عرباً من فلسطين ، فما تعرض ولا زال يتعرض له الوطن من محاولات طمس وشطب من ذاكرة الأحداث في محاولات مستمينة من عدو غاصب ومجرم يحاول تغييب حقائق جرائمه ومذابحه التي كان وما زال يفعلها بمدنيين أبرياء عزل بغض الطرف عما فعل ولا زال يفعل ودعم من يدعون ويتغنون برعايتهم لحقوق الإنسان وهم من ذلك براء سواء كانوا في أوروبا أو أمريكا صانعة الإرهاب العالمي وراعيته خدمة للصهيونية تغض الطرف عن المجازر والمذابح التي يفعلونها هنا وهناك وتحمل المعتدى ومن وقع عليه الظلم المسؤولية ، فالمجتمع الغربي راعي الصهيونية العالمية والمدافع الأول عنها وعن ممارساتها الحاقدة منذ البداية وحتى النهاية ولغاية هذا التاريخ، وهنا سأتناول مذبحة ” الدوايمة ” التي سقط فيها ما يقارب الألف شهيد ما بين طفل وامرأة وشيخ وشاب وشابة . فاالدوايمة كما هو معلوم قرية عربية فلسطينية تقع على بعد نحو 24 كيلومتراً غرب مدينة ” الخليل ”، عدد سكانها عام 1945م كان نحو “3710” أشخاص ، جرى اقتحام قريتهم وتعرضوا لهجوم قبل منتصف ليل 28/10/1948م من قبل الكتيبة “89” التابعة لمنظمة ” ليحي ” الصهيونية ، حيث تعرض سكانها لمذبحة رهيبة.. وقد ظلت تفاصيل هذه المذبحة طي الكتمان إلى أن كشفت عنها لأول مرة مراسلة صحيفة ” حداشوت ” الصهيونية خلال شهر سبتمبر عام 1984م أي بعد نحو 36 سنة من حدوثها . وعن تفاصيل ما جرى ذكرت المراسلة أن الفرق الصهيونية جاءت ضمن الكتيبة “89” بقيادة ” موشيه دايان “، وابتدأت هجومها على القرية من جهتها الغربية ، ثم توزعت المصفحات التي استخدمتها إلى ثلاث مجموعات : الأولى اتجهت نحو الجهة الشمالية للقرية ، والثانية نحو الجنوبية ، والثالثة نحو الطرف الغربي ، وتركت الجهة الشرقية مفتوحة ثم بدأت عملية إطلاق النار وقد أخذت الفرق تفتش منازل القرية منزلاً منزلاً، وقتلوا كل من وجدوه صغيراً كان أم كبيراً ، شيخاً أم امرأة ، ثم نسفوا بيت المختار ، وفي الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم 29/10/1948م مرت المصفحات الصهيونية بالقرب من ” مسجد الدراويش ” في القرية ، وكان في داخله حوالي “75” مسناً يستعدون لأداء الصلاة ، فقام الجنود الصهاينة بقتلهم جميعاً بالمدافع الرشاشة ، وفي ساعات ما بعد الظهر اكتشفت القوات المهاجمة مغارة كبيرة يطلق عليها ” طور الزاغ ” التي كان يختبئ بداخلها ما يزيد عن “35” عائلة ، فأطلقت عليهم النيران وحصدوا جميعاً وقتلوا عند مدخل المغارة بعد أن أخرجهم القتلة منها .. وفي ساعات الليل تسلل بعض سكان القرية في محاولة منهم للدخول إلى منازلهم ليتناولوا بعض الطعام والملابس ، فتلقاهم الجنود الصهاينة الذين عمدوا لقتل كل من يضبط عائداً إلى القرية حيث تم جمع جثث نحو ” 580