“مذبحة أطفال ضحيان”: صورة كربلائية في الوحشية والأثر
كان ملايين اليمنيين مع موعد حتمي مع إزهاق أرواحهم دون أن يرف لقتلتهم جفن، أو تدمع عين عليهم ممن سيتابعون أخبار ذبحهم، لولا عناية الله ورجال الرجال الذين دفع الله بهم أذى المستكبرين من اليهود والنصارى وأذيالهم من الأعراب والمتأسلمين. فضلا عن صمود شعب اتخذ من الصبر درعا لدرأ الأنكى والأمر مما يعانيه اليوم من مرارة العيش.
فطيران التحالف العدواني وعلى مدى سنوات ثمان ظل محلقا معربدا في سماء اليمن، يبحث عن صيد من المدنيين وينجح في استهدافه لهم، أطفالا ونساءا، ورجالا، فيما العالم يرى ولا يتكلم، ويشاهد دماء الأطفال ولا يتألم، لأن مجرد الاعتذار من السعودي وقبوله من الأمريكي، فيه الكفاية.
في مثل هذه الأيام شهد العالم مذبحة كربلائية، في ضحيان محافظة صعدة، وفي التاسع من شهر أغسطُس 2018، أضاف العدوان الأمريكي السعودي إلى سجله الأسود “مذبحة أطفال حافلة ضحيان”، الجرح الغائر في قلوب الأمهات الثكالى والآباء المفجوعين، الذين تفحصوا حينها أشلاء أطفالهم، ليجدوا علامة عليها، ليعرفوا فلذات أكبادهم الممزقة.
قنبلة أمريكية ذكية تحينت الفرصة لتغدر بحافلة أطفال ضحيان بالقرب من سوقه لتكون الحصيلة أربعة وثلاثين طفلا شهيدا وأربعين طفلا جريحا، وستة وثلاثين آخرين بين شهيد وجريح ممن كانوا في السوق عند ارتكاب الجريمة.
وفي حالت بهت وذهول لم يصدق من سلم من المذبحة ومن شاهدها أن يقتل الأطفال بهذه الوحشية، التي سعى الأمريكي، من خلالها تركيع اليمنيين وتخويفهم لإجبارهم على الاستسلام وقبول الاستعباد. والقبول بالسيادة الأمريكية السعودية الإماراتية الصهيونية، وتمكين البريطاني والفرنسي مع هؤلاء من اليمن على أوسع نطاق.
مذبحة أطفال حافلة ضحيان مرت كما مرت جرائم الأمريكية بملايين الأطفال والنساء والرجال في العراق وأفغانستان، وغيرها من دول العالم، غير أن الفارق يكمن في أن اليمنيين أكرموا أشلاء أطفالهم، وعملوا على جمع أشلاء الحافلة التي جعلوا منها جهنما تحرق المستكبرين في عقر دارهم، وحولوا أمانيهم في استعباد اليمنيين إلى حلم بعيد المنال، لأنه أصبح كابوسا، بسببه جاءوا اليوم لاستجداء وقف إطلاق نار ما تم تجميعه من أشلاء الحافلة، وأشلاء كل ما دمرته طائراتهم ووحشيتهم، وكما كانت دماء الحسين عليه السلام وأهله، مشعلا للنور والحرية والحياة، استحالت دماء أطفال ضحيان وجميع شهداء وجرحى معركة العزة والكرامة، إلى دماء متجددة في عروق الأحرار من أبطال الجيش واللجان الشعبية، في كل المناطق العسكرية على امتداد رقعة الأرض اليمنية، فهؤلاء هم من أوقفوا العدو عند حده وعرفوه قدره وصغاره، وليس الأمم المتحدة والإنسانية المزيفة، فاليد اليمنية أصبحت هي الطولى، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.
هاشم الدرة- المساء برس|