مدير مكتبُ رئاسة الجمهورية خلال تدشين مدوّنة السلوك الوظيفي: كاذب من ينادي بالجمهورية من أحضان الملكية المتسلطة وينادي بالحرية من تحت أقدام السلاطين العملاء
أحمد حامد في كلمته خلال تدشين مدوّنة السلوك الوظيفي:
المدونةُ شملت كُـلّ الفضائل والبديلُ لها هو الضياعُ والخياراتُ التي يريد العدوّ فرضها
كاذب من ينادي بالجمهورية من أحضان الملكية المتسلطة وينادي بالحرية من تحت أقدام السلاطين العملاء
طائراتنا وصواريخنا سوف تصرفُ مرتبات شعبنا من ثرواته التي ينهبها الأعداء ويعبثون بها
دشّـن مكتبُ رئاسة الجمهورية، أمس الأول، العملَ بمدوّنة السلوك الوظيفي وأخلاقيات العمل في وحدات الخدمة العامة.
وفي التدشين، أكّـد عضو المجلس السياسي الأعلى، جابر الوهباني، أهميّة المدوّنة وأثرها الإيجابي في خدمة المواطنين، وتسهيل إنجاز معاملاتهم في المؤسّسات الحكومية.
وأشَارَ إلى أن المدوّنة السلوكية خطوة للأمام، وجاءت وفقاً للرؤية الوطنية لبناء الدولة الحديثة.
واستنكر الوهباني الحملة التي شنها أعداء الوطن على المدوّنة، التي تعزز الهُــوِيَّة الإيمانية، متناسين أن أبناء اليمن خصهم الرسول الكريم بالإيمان والحكمة.
وقال: “إن من يتضرر من المدوّنة إما أنه لم يطلع عليها، أَو أنه غير مستوعب لما ورد فيها من نصوص جاءت لخدمة المواطن الذي نحن في خدمته”.
ونوّه عضو السياسي الأعلى إلى أن المدوّنة لم تخالف القوانين والدستور اليمني، وهي قابلة للتعديل والتجديد لخدمة المواطن.
وأشَارَ إلى أن تدشين العمل بالمدوّنة في مكتب رئاسة الجمهورية يجسّد حرص الدولة على العمل بها، وأن يلمس المواطن نتائجها الإيجابية في تسهيل المعاملات، ابتداءً من رأس هرم القطاع الإداري وحتى قاعدته.. مثمناً الجهود التي بذلت لإنجاز المدوّنة وإخراجها إلى الواقع العملي.
وحث جميع العاملين في القطاع الإداري للدولة على التعاون مع المواطن لإنجاز معاملاته وتسهيلها.. مشيداً بما يتميّز به الكادر الوظيفي في مكتب رئاسة الجمهورية من خبرة إدارية لها دور كبير في إنجاح السياسة الإدارية للدولة.
وتطرّق الوهباني إلى ما قام به العدوان ومرتزِقته من نهب للثروات خلال الأعوام الماضية، ومحاولاتهم الأخيرة التي تصدّت لها القوات المسلحة بكل اقتدار.
المدونةُ كنقطة انطلاقة حقيقية للبناء المؤسّسي.. العدوان وأبواقه الخاسر الأكبر
من جانبه، أعرب مدير مكتب رئاسة الجمهورية، أحمد حامد، عن أمله في أن تساعد المدوّنة على إحداث نقلة نوعية؛ باعتبَارها تمثل أرضية ضرورية للإصلاح والبناء وضمانة حقيقية وفاعلة لتحسين الأداء.
وأوضح أن المدوّنة لاقت ارتياحاً واسعاً من أبناء الشعب اليمني؛ باعتبَارها مطلباً شعبيًّا وإنجازاً ثورياً، سببت قلقاً كَبيراً وانزعَـاجاً بالغاً للعدو وأذنابه، وتذبذباً من القلة الغافلة وقاصري الوعي.
وقال مدير مكتب الرئاسة: “في الحقيقة نحن من اليوم الأول نعلم أنه سيكون هناك ردود فعل غاضبة، كما هي عادتهم وكما هي سياساتهم دائماً في تقزيم الأعمال، وقلب الحقائق، ومهاجمة أي إنجاز، وهذا هو المتوقع أصلاً من العدوّ وأذنابه الخونة”.
وَأَضَـافَ “ومع ذلك كُـلّ ما سمعناه من هجوم وانتقاد على المدونة، لا علاقة له بمضمونها وما تحويه من عملٍ عظيم، وإعدادٍ راقٍ، بل يعكس حقدهم، وكذبهم، وافتراءهم، وموالهم الذي عوّدونا عليه، وأُسطوانتهم المشروخة التي نسمعها دائماً”
ودعا مدير مكتب الرئاسة إلى عدم الانجرار وراء من يروّجون لحملة الأعداء بعدم جدوى مدوّنة السلوك الوظيفي.
وتابع حديثه “أقولُ لمن ينجرون مع حملة الأعداء: اقرأوا المدوّنة، وفاخروا بها، فهي ليست محرجة لكم بل هي فخر وإنجاز يستحق الإشادة، ولو كان فيها ما يقلق أَو يمثل ثغرة أَو يحوي مشكلة لما نشرناها من اليوم الأول، فليس فيها أي شيء عنصري أَو مناطقي أَو مذهبي، وهي متوافقة مع الدستور ومنسجمة مع الهُــوِيَّة الإيمانية للشعب اليمني وأخلاقه وقيمه الأصيلة”.
وأشَارَ إلى أن المدوّنة جاءت لمصلحة الموظفين والمواطنين وليس فيها أية مضرّة على الشعب.
بدائلُ المدونة.. التشتُّتُ والضياع
وأكّـد مدير مكتب رئاسة الجمهورية أن نقائضَ مدوّنة السلوك الوظيفي هي الخطر، مردفاً بالقول: “لو يتأمل المتأمل وينظر ماذا لو تم استبدال كُـلّ قيمة من القيم المذكورة في المدوّنة بنقيضها، فكيف سيكون وضع المؤسّسة ونفسيات موظفيها”، مُضيفاً “لو استبدلنا الرحمة بالغلظة، والحكمة والرشد بالسفه والطيش، والإخلاص باللا مبالاة، والإحسان بالقسوة، والصبر بالملل، والورع بالسرقة، والصدق بالكذب، والأمانة بالخيانة، الوفاء بنقيضها، واستبدلت الحلم بالعنف، التواصي بالتحريض، والعمل الجماعي بالعمل الفردي، والمبادرة بالكسل، والاتقان بالإهمال، وصلاح ذات البين بالتباين والتنازع، واستشعار الرقابة الإلهية بالغفلة والإعراض، والارتقاء بالهبوط، والتكريم للإنسان بالإهانة، والبذل بالشح، والتضحية بالتنصل، والعفة والحشمة بالسفه وقلة الحياء، إن فعلنا ذلك فكيف سيكون وضع المؤسّسة ونفسيات موظفيها؟ فهل هذه القيم الرفيعة، تمثل قيوداً على الموظف أَو تستهدفه؟ أَو تجرح مشاعره أَو تضيق عليه أم هي التي تتطلبها كرامته ووظيفته وتحتاجها مؤسّسته، هل هي تضر بالمواطن؟ هل ستخل بالمؤسّسة أم تبنيها؟”.
وَأَضَـافَ “إن القيمَ الرفيعة التي تضمنتها المدونة لا تمثل قيوداً على الموظف، أَو تستهدفه أَو تجرح مشاعره أَو تضيّق عليه، بل هي ما تتطلبه كرامته ووظيفته، وتحتاجها مؤسّسته”.
وذكر أن مدوّنة السلوك الوظيفي تحصّن المؤسّسة وتبنيها وتحفظها، وتحول دون نفاذ الحرب الناعمة، والسياسة الخبيثة، التي تسعى لأن تبقى المؤسّسات خاوية لا قيم ولا ضوابط تحكمها، مؤكّـداً أن المدوّنة تؤسس لإصلاحٍ مؤسّسيٍ راقٍ، وهي بداية الطريق لثورة إصلاح إداري شامل، سيتوالى ويتنامى ويرتقي ويعمل على الإضرار بمصالح الفاسدين وأصحاب المصالح الخَاصَّة.
ولفت حامد إلى أن الحملات المضللة، التي يعدها الخونة والمشككون والموسوسون من أبواق العدوان ودعاة الزيف والتضليل، لن تقلل من الهمة الوطنية في استكمال عملية بناء الدولة بل ستكون حافزاً للمزيد من الإنجاز العملي والملموس على أرض الواقع وفق الهُــوِيَّة الإيمانية، بعيدًا عن أي شكل من أشكال الوصاية والهيمنة لدول الاستكبار العالمي.
وأردف بالقول: “وإذا كان هناك من يرى أنها ستضر بمصالحه؛ لأَنَّه يؤثِّرُ مصالحه على مصالح الشعب والمؤسّسة فينزعج منها فهذا هو المطلوب فليتضرر الفاسدون وأصحاب المصالح الخَاصَّة”.
نعيقُ المرتزِقة.. ديوكٌ تؤذّن وأقدامها بين القاذورات
وقدّم حامد جملةً من التساؤلات لمرتزِقة العدوان وأدواته وأبواقه بقوله: “ألا يحرجُكم عندما تتحدثون عن الحرية وأنتم عبيد منقادون للسعوديّ والإماراتي الذي يسجن على التغريدة ويقتل ويعدم جماعياً على الرأي والكلمة، وهناك من يقبع في سجون أوليائكم على معنى قصيدة في بطن شاعر”، مُضيفاً “فلا تزايدوا علينا واسكتوا إلى الأبد أخزاكم الله، فقد كنتم تجلبون الصبايا ليرقصن في السفارة الأمريكية بدون خجل ولا حياء؛ لأَنَّكم بلا قيم وبلا إيمان، وهذا معلوم وكأن الأمريكي هو من يرسم عقيدتكم القتالية وتدفعون له الأموال، وكانت مواصفات المخلص لديكم والمأمون عندكم هو الفاسد الماجن وهذا ما كنتم تريدونه أن يسودَ في مؤسّساتنا، فتبقى بلا هُــوِيَّة وبلا قيم وهذا ما لا يرضاه الأحرار والشرفاء أحفاد الأنصار وعشاق الحق والقيم”.
وتوجّـه مدير مكتب الرئاسة بخطابه للمرتزِقة “وهنا نقول للأعداء والخونة، للعملاء والمرتزِقة: هونوا على أنفسكم وانظروا من أي مستنقع تتحدثون وأي واقع مخز ٍتعيشون، من يحكمكم ويتحكم بكم من يهينكم ويستعبدكم، وتعلموا الصمت في حضرة الشعب واعرفوا قدركم ومن تخاطبون، فالجمهورية لا تصنعها الممالكُ والحريةُ لا تخُطُّها مطايا الاحتلال”.
فيما وجّه أحمد حامد جملةً من التوجيهات القهرية للمرتزِقة بقوله: “لا تتباكوا على الجمهورية من فنادق الرياض، ولا تنادوا بالحرية من أحضان الإمارات، ولا تتحدثوا عن الكرامة من صالات السفارات، فهنا صــنعاء، عاصمة الجمهورية، هنا قبلة الأحرار، هنا عاصمة الثوار، هنا الجمهورية، هنا الوحدة، هنا النواب، هنا القانون، هنا الدستور، هنا العزة، هنا الكرامة، هنا المدونة السلوكية، هنا الرؤية الوطنية، هنا التصنيع الحربي، هنا الطائرات المسيَّرة، هنا الصواريخ البالستية، التي صنعتها أيادٍ يمانية، معتزة بهُــوِيَّتها الإيمانية، هنا الشعب الصامد الذي نستمد منه قوتنا وصمودنا بعد الله، هنا القيادة اليمانية الحكيمة، عنوان عزتنا ومصدر فخرنا التي جمعت شملنا، ووحدت كلمتنا، وأعادت لنا اعتبارانا هنا الأُمَّــة الواعية، التي تملك بصيرة نافذة ووعياً عاليًا، تعرفُ به سوءكم وتواجه به مكرَكم وتضليلكم وأباطيلكم”.
ولفت إلى أن في صنعاء الصمود والمحافظات الحرة “كسر الأمريكي سلاحه، وتحطمت آماله، هنا سقطت رهاناته، وانتهت أيامه، هنا استعيدت الحرية المسلوبة، هنا تحرّر القرار المصادر، هنا استعيدت الكرامة المهدورة”.
فلتحشدوا حملاتِكم التضليلية.. الأعاصير الموجعة قادمة
وفي ختام كلمته وجّه مدير مكتب الرئاسة جُملةً من الرسائل للمرتزِقة وأبواقهم بشأن الإصلاحات الإدارية التي ستقوم بها صنعاء، وقال مخاطباً العملاء بسُخرية: “نقول جهزوا لكم سلسلة حملات لما سندشّـنه من إنجازات، جهّزوا حملة لتبسيط الإجراءات وقولوا عنها كارثة الكوارث، ونهاية التاريخ، وأعدوا حملة لاســتمارة ودليل التقييم، وقولوا عنها اقتربت الساعة وستقضي على ما تبقى من كيان الدولة، وبأنها آخرُ مسمار في نعــش الـجمـهوريـة، ونظموا حملة عند تدشين المحافظة النموذجية، والوزارة النموذجية، وقولوا أين الراتب، لنقول ستصرفه طائراتنا المسيَّرة، وصواريخنا البالستية، من النفط الذي تنهبونه، والثروة التي تعبثون بها، جهّزوا وأعدوا العشرات والعشرات من الحملات؛ لأَنَّ هذا العام سيكون عامَ التطبيق، عام التأسيس وعام العمل”، لتكون هذه الرسائل التي وجّهها مدير مكتب الرئاسة بمثابة الردود البالستية والهجمات الاستباقية القاتلة التي ستوازي كُـلّ مقامات التقدم والبناء والسباق المؤسّسي، في حين أشاد حامد بجهود القائمين على المدونة وجهود الأحرار في التوعية بها والسعي لتطبيقها للارتقاء بالمؤسّسات والخدمات.
وفي التدشين، الذي حضره رئيس مجلس الشورى محمد العيدروس ونائبه عبده الجندي وأمين سر المجلس السياسي الأعلى الدكتور ياسر الحوري ونائب مدير مكتب الرئاسة فهد العزي ورئيس هيئة رفع المظالم الدكتور عبد الملك الأغبري وعدد من المسؤولين ورؤساء الدوائر في مكتب الرئاسة، قدّم رئيس دائرة الشؤون المالية والإدارية، توفيق أبو هادي، عرضاً موجزاً عن مدوّنة السلوك وأهدافها، وما تضمنته من نصوص تعزز وتقوي روح الولاء لله -عز وجل- ولرسوله الكريم، وتحسن وتسهل تقديم الخدمات للمواطنين.
تخلل التدشين قُدِّمَ عرضٌ أعدته دائرة الإعلام والثقافة في مكتب رئاسة الجمهورية، تضمّن المراحل التي مرّت بها مدوّنة السلوك الوظيفي والصعوبات، التي واجهها فريق العمل من القطاع الإداري والأهداف والمراجع، التي ارتكزت عليها المدوّنة المستندة على الشريعة الإسلامية والقوانين والدستور اليمني والعادات والتقاليد.
المسيرة: