مدير عام البحث الجنائي العميد سلطان زابن.. يكشف في حوار خاص مع صحيفة الحقيقة حجم عمليات الضبط وحيثيات حملات التشويه ومن يقف وراءها
في ظل حملة التشويه التي طالت إدارة البحث الجنائي، وتبنتها دول العدوان عبر وسائلها الإعلامية وعبر عملائها في وسائل التواصل الاجتماعي في الداخل والخارج، كان لا بد من تقصي الحقيقة من ذوي الشأن والجهات المختصة، ليكون الشعب اليمني على اطلاع بحيثيات حملات التشويه.
ومن هذا المنطلق أجرينا في صحيفة الحقيقة حواراً مع العميد/ سلطان صالح زابن مدير عام البحث الجنائي، وفي التالي تفاصيل الحوار:
حاوره/ جميل مسفر.. وأمين أحمد حيان
العميد سلطان زابن مدير عام البحث الجنائي تتشرف صحيفة الحقيقة بإجراء حوار معكم .. حول أعمال ومهام البحث الجنائي من عمليات التحري وجمع الاستدلالات وضبط الجريمة، وكذلك حول حملة التشويه التي تشن على المؤسسة الأمنية بشكل عام والبحث الجنائي بشكل خاص .
ونستهل الحوار بأن تقدموا لقراء الصحيفة
ـ لمحة تعريفية بالأعمال والمهام المناطة بالبحث الجنائي وفق لائحة وزارة الداخلية؟
بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله..
بداية نرحب بكم .. ونثمن عاليا جهودكم التي تبذلونها في سبيل كشف الحقيقة ودحض الشائعات وحملات التضليل وتزييف الحقائق التي يتولى كبرها قوى العدوان وينفذها مرتزقتهم في الداخل والخارج..
يمكن أن نختصر مهمام البحث الجنائي إجمالا بالقول إنها كل الإجراءات الإدارية والميدانية التي من شأنها الحد من ارتكاب الجريمة وهو ما يسمى بإجراءات الضبط الاداري والمتمثل في منع الجريمة قبل وقوعها .. وكذا الإجراءات الإدارية والعملية والميدانية التي من شأنها ضبط الجريمة ومرتكبيها بعد وقوعها وهو ما يسمى بإجراءات الضبط القضائي.
………………….
** هل هناك تنسيق فيما بين البحث الجنائي والأقسام الأخرى في التحري وضبط الجريمة؟
## من المؤكد أن هناك تنسيق وهو من اساسيات العمل الأمني فضبط الجريمة وبالذات الجريمة المنظمة لا يمكن أن يحرز النجاح إذا لم يكن هناك بحث وتحري وجمع معلومات بالتنسيق بين الإدارة وبين المختصين في الأقسام الأخرى ومن ثم جمع تلك المعلومات والعمل على تحليلها ودراستها مع المختصين من ذوي الكفاءات من مأموري الضبط ووضع الخطط المناسبة للضبط والخطط البديلة إذا ما اقتضت الضرورة ذلك وهذا هو سبب النجاحات التي حققتها إدارات البحث الجنائي سواء على مستوى الإدارة العامة أو فروع البحث الجنائي في المحافظات في تنفيذ المهام المؤكلة إليها.
…………..
** تابعنا ولمسنا خلال الفترة المنصرمة من العدوان على شعبنا تفوقا نوعيا للبحث الجنائي في عمليات التحري والضبط؟ حبذا أن تطلعوا حضرتكم القراء بشكل موسع على أبرز هذه الإنجازات؟ وإرفاق إحصائية بالإنجازات منذ بدء العدوان إن وجدت؟
## نعم بفضل الله ومنته هناك نجاحات نوعية تم إنجازها من قبل رجال البحث الجنائي في جميع المحافظات التي تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية وهي ليست خافية على أحد وعلى رأس هذه الإنجازات ما تم ضبطه من خلايا منظمة تعمل في أكثر من مجال سواء ما كان منها أخلاقية أو استخباراتية أو عصابات الجريمة التي تعمل أيضا في أكثر من مجال كالسرقة واختطاف الأطفال وغصب الحقوق وترويج المخدرات وغيرها.
فبفضل الله وفضل القيادة السياسية الحكيمة المطلعة على كل ما يجري في الميدان من مخططات إجرامية تستهدف المجتمع وبناء على التقارير التي يتم موافاتهم بها ومن خلالها يتم تعزيزنا بكل ما نحتاجه من إمكانات وتوجيهات وتعزيز وتكامل الأدوار مع الأجهزة التنفيذية والقضائية في سبيل تحقيق الأمن والسكينة العامة وضبط كل من تسول له نفسه المساس بالوطن والمواطن خدمة لدول العدوان.
وعلى سبيل المثال عمدت دول العدوان إلى العمل على بث الرعب في أوساط المجتمع عبر خلاياها من عصابات السرقات بالإكراه وأخذ المال على سبيل المغالبة وفي وضح النهار والتي تمكنا من ضبط أغلب وأهم عناصرها.
وكذا عبر خلاياها المتمثلة بالعصابات التي تمارس الدعارة واستقطاب الفتيات واستهداف الطالبات للإيقاع بهن في إطار الحرب الناعمة التي تشنها دول العدوان والتي بفضل الله ثم بفضل القيادة السياسية تمكنا من ضبط أغلب وأخطر عناصرها في وقت مبكر وسيتم إحالتهم إلى القضاء فور استكمال الإجراءات وهذه هي أبرز الإنجازات التي تم تحقيقها بفضل من الله وتكامل الأدوار وجهود رجال الأمن والبحث الجنائي.
..
** تداولت بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي أخبارا عن تورط إدارة البحث الجنائي في أعمال غير قانونية؟! بماذا تردون عليها؟ وعلى من يقف وراء هذه الحملة من التشويهات؟
## هنا ابتسم قائلاً:.. من المتوقع والمقطوع به أنها ستكون هناك ردة فعل هستيرية لكل الذين نالهم الضرر من عمل البحث الجنائي بضبط الخلايا الفاسدة والمفسدة والمنظمة لاستهداف الشعب اليمني في أخلاقه وقيمه ومبادئه وفي أمنه واستقراره ..
وما تداولته بعض وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن تورط البحث في اعمال غير قانونية كلها اتهامات باطلة وعارية عن الصحة.. وكانت مدفوعة الأجر مسبقا من قبل دول العدوان ومرتزقته والهدف منها تكتيف يد القانون فلا تطال كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار البلاد وإقلاق السكينة العامة.
وما تقوم به الأجهزة الأمنية يمر عبر القنوات القانونية وبناء على خطة مدروسة شملت إجراءات الضبط الإداري المتمثلة بمنع الجريمة قبل وقوعها وإجراءات الضبط القضائي والمتمثل بضبط الجريمة ومرتكبيها بعد وقوعها مما أزعج من في قلوبهم مرض ولم يتمكنوا من تحقيق مخططهم الإجرامي فلجؤا إلى أسلوب الكذب والتدليس المعهود منهم دائما وهو ديدنهم المعهود عبر وسائل إعلامهم المرئية وعبر أبواقهم التي تنقل كل ما يملى عليها من قبل العدوان ومرتزقتهم ما دام الأجر المادي المدنس بالخيانة مستمر.
وكذلك في مواقع التواصل الاجتماعي عبر ما يسمى بالذباب الإلكتروني.
وهؤلاء يعملون أيضا مقابل حصولهم على المال المدنس في سبيل العمل في صف الباطل لتشويه الحقائق إرضاء لملوك الأرض وزبانيتهم من المرتزقة وإغضابا لملك السماوات والأرض الذي وعد بأن الحق سيدمغ الباطل بقوله: (بَلْ نَقْذِفُ بِالحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ).
ذلك الباطل الذي زادت ضراوته من خلال الحرب الناعمة والذي كنا نتوقعه من قِبَل دول العدوان ومرتزقتهم في الداخل وبالذات بعد أن تم وأد مخططهم الذي يبذلون من أجل تحقيقه ملايين الدولارات لكنهم اصطدموا بجدار الأمن الصلب الذي لم ولن يستطيعوا له نقبا والذي وقف حائلا صعبا دون وصول ضررهم وشرهم إلى المواطن والمجتمع الذين تقع على عاتقنا مسؤولية حمايتهم ولو كلف ذلك إلحاق الضرر بنا نحن رجال الأمن الذين نتشرف بأن نتحمل الضرر بدلا عنهم وفي سبيل حمايتهم.
ومن الطبيعي واليمن وشعبها العزيز يمر بأشرس حرب شاملة وانتهاك لكل القيم والأعراف الدولية وارتكاب المجازر بحق النساء والأطفال .. وفشل هذا العدوان الدولي على اليمن في تحقيق أي انتصار في ميادين المواجهة، من الطبيعي أن يصعد هذا العدوان الإجرامي من حروبه الموازية والتي من أبرزها استهداف الأمن والسلم الاجتماعيين في محاولات مستمرة لتدمير المجتمع من داخله.
……….
** عملية التشوية أتت بعد عملية ضبط كبيرة للبحث الجنائي.. هل لعملية الضبط الأخيرة علاقة بحملة التشوية؟ وماهي حيثيات العملية؟
## بالتأكيد أن ما قامت به الأجهزة الأمنية مؤخرا من تسديد ضربة قاضية وخاطفة لشبكات إجرامية كانت تعمل على تنفيذ مخطط قذر ومدروس ومخطط له ووضع له من قبل دول العدوان ميزانية كبيرة لتحقيقه من خلال شبكات منظمة تمارس وتروج للدعارة والفجور في أوساط المجتمع اليمني المحافظ سعيا من دول العدوان إلى هدم أركان المجتمع اليمني المقاوم لدول الاستكبار وتحويله إلى مجتمع مبرر لجرائم العدوان وضمن الحرب الناعمة التي تشن على بلدنا الحبيب عبر وكلاء محليين من الذين باعوا أنفسهم ووطنهم بثمن بخس ريالات معدودة.
والذي بفضل الله ثم قائد الثورة والقيادة السياسية الذين أولوا هذا الملف اهتماما خاصا وبفضل جهود رجال البحث الجنائي تمكنا من بتر تلك اليد القذرة التي حاولت أن تمتد إلى النسيج الاجتماعي اليمني المترابط والمحافظ والمقاوم من خلال شبكات الدعارة المرتبطة بشبكات السرقات بالإكراه وشبكات تهريب وترويج المخدرات للنيل من شبابنا، وتمكنا أيضا من إفشال مخططهم الذي كانوا يسعون -ومن خلال هذه الشبكات- إلى تحقيقه، والذي يستهدف أيضا الإضرار بالاقتصاد الوطني حيث لم يقتصر عملهم على الدعارة فحسب بل وصل بهم الحال إلى استخدام من قد تم إسقاطه والسيطرة عليه في تهريب العملة وغيرها بهدف الإضرار بالأمن الوطني والقومي مما دفع بالعدوان ومرتزقتهم ووكلائهم المحليين إلى القيام بحملة تشويه كنا نتوقعها فعملنا كل ما يلزم حيالها.
علما بأنه في ظل العدوان فيما لو لم يتم التنبه لتلك الشبكات ووأد ذلك المخطط القذر في مهده وتمكنت تلك الشبكات من تحقيق اهدافها – ولا سمح الله- كنا سنواجه نفس حملة التشويه إذا لم تكن أكبر ولكن بنغمة أخرى ألا وهي انتشار الفساد الأخلاقي وانتشار السرقات في ظل غياب لأجهزة الأمن ووو…الخ كما هو معهود منهم دائما.
…
** ماهي الإجراءات القانونية التي اتخذتموها بحق من يروج لهذه الشائعات من المتواجدين في اليمن؟
## سبق وتم رفع دعوى على بعض الواقفين خلف تلك الحملات الكيدية وما زلنا في مرحلة السير في الإجراءات طبقا للشرع والقانون، كحق شملته لنا كل القوانين والأعراف بالدفاع عن أنفسنا وأعراضنا ضد كل من يتهمنا ظلما وزورا وبهتانا، وقد أكدنا في بيان سابق أننا سنتخذ التدابير والإجراءات القانونية ضد كل من يوجه إلينا الاتهامات وينالنا بسيئ القول.
….
** ماهي رسالتكم للشعب اليمني؟ والرسالة التي توجهونها للأعداء في الخارج وعملائهم في الداخل؟
## نرفع القبعات إجلالا واحتراما لشعبنا العظيم والصامد والمحافظ والذي أثبت طيلة المرحلة الماضية مدى وعيه واهتمامه واستشعاره للمسؤولية بوقوفه إلى جانب المدافعين عن أرضه وعرضه وشرفه وأمنه واستقراره، فقد كان الموقف الشعبي أمام تلك الشائعات وحملات التشويه التي استهدفتنا، كان الموقف الشعبي موقفا مسؤولا ومشكورا في نفس الوقت، فلم ينجر وراء تلك الشائعات وحملات التشويه بل إنه واجهها وتصدى لها بوعي ومسؤولية.
ونؤكد لشعبنا أننا لن نألوا جهدا في استئصال هذه العصابات وقطع أياديها والقضاء على أنشطتها الكارثية على المجتمع والبلد ككل، وأننا سنبذل ما بوسعنا في سبيل الحفاظ على أمنه واستقراره في كل شؤون الحياة.
ونقول للأعداء وأذنابهم خابت مساعيكم الخبيثة فإن مكائدكم كلها ستبوء بالفشل، وأن هزيمتكم في ميدان الحرب الناعمة لن تكون أقل قدرا منها في ميدان الحرب العسكرية.
وفي الأخير نتوجه بخالص الشكر لقيادة وزارة الداخلية وللوكيل المساعد للأمن الجنائي على دعمهم المتواصل لنا في كل المراحل والظروف، كما نشكر كل العاملين في البحث الجنائي من ضباط وصف ضباط وأفراد في الإدارة العامة وفروعها في جميع المحافظات على الجهود الجبارة التي يبذلونها.