مدونة السلوك الوظيفي: خطوة نحو بناء الدولة المدنية الرشيدة والعادلة
بفضل من الله عزَّ وجل، تم تدشين العمل رسمياً بمدونة السلوك الوظيفي وأخلاقيات العمل بوحدات الخدمة العامة بحضور ومباركة رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط، حيث يمثل إنجاز هذه المدونة وتدشين تطبيقها والعمل بها من قبل الرئيس مهدي المشاط الخطوة الحقيقية الأولى نحو الدولة المدنية القوية والرشيدة والعادلة، التي سبق وإن بشر بها الرئيس الشهيد صالح الصماد، وحدّد سمتها بتعريف موجز: “دولة للشعب.. وليس شعب للدولة”. وجوب ضبط المسؤوليات بمدونات سلوكية: تحدث السيد قائد الثورة عن مدونة السلوك الوظيفي في عدة خطابات مهمة، والمطلع على مدونة السلوك الوظيفي يجد أنها تهدف إلى تجسيد القيم الإيمانية في أعمال المسؤولين، وأخلاقهم، وسلوكياتهم، واستيعابهم أن موقع المسؤولية هو موقع خدمة للناس، حيث يؤكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمته التي القاها خلال لقائه بوجاهات وأبناء العاصمة صنعاء أن ما يجب العمل عليه والاهتمام به هو وجوب أن تضبط المسؤوليات بمدونات سلوكية، وجانب رقابي يساعد على تقوى الله “سبحانه وتعالى”، وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب، والتفريق بين المحسن والمسيء، والملتزم المؤدي مسؤولياته على نحوٍ صحيح، والمفرط، أو الخائن في أداء مسؤولياته وأعماله، حيث يقول: “نحن نأمل أن تتجسد القيم الإيمانية في أعمال المسؤولين، في أخلاقهم، في سلوكياتهم، في تواضعهم، في قربهم من الناس، في استيعابهم أن موقع المسؤولية هو موقع خدمة للناس، للمجتمع، وليس موقع استعلاء وتكبر على الناس، وغطرسة على الناس، أو استئثار، أو استغلال، أو ظلم، موقع المسؤولية هو موقع خدمة للمجتمع، وأن تجسِّد تقواك لله “سبحانه وتعالى” في مدى اهتمامك والتزامك بأداء مسؤولياتك بشكلٍ صحيح، وبقربٍ من الناس، وبأمانة ومصداقية ووفاء، وإلَّا فالأفضل للإنسان أن يحذر، أن يحذر، أن يخرج من أي موقع مسؤولية لن يؤدي فيه واجبه بشكلٍ صحيح؛ لأنه سيتحمل الأوزار والآثام والذنوب، إمَّا بخيانته، وإمَّا بإهماله وتفريطه، وإمَّا بممارساته السيئة، التي استغل موقعه لفعلها والقيام بها وممارستها، فيكون الوزر كبيراً يوم القيامة، وعذابه عظيماً. إضافةً إلى أن المسؤوليات يجب أن تضبط بمدونات سلوكية، وجانب رقابي يساعد على تقوى الله “سبحانه وتعالى”، وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب، والتفريق بين المحسن والمسيء، والملتزم المؤدي مسؤولياته على نحوٍ صحيح، والمفرط، أو الخائن في أداء مسؤولياته وأعماله، هذا ما يجب العمل عليه والاهتمام به”. الاستفادة من عهد الإمام علي لمالكٍ الأشتر في صياغة المدونة السلوكية: أدرك المسؤولون في الدولة أهمية تنفيذ توجيه قائد الثورة بعنايةٍ واهتمام، فقد تضمنت المدونة بعض البنود من عهد الامام علي للأشتر عليهما السلام في توضيح العلاقة بين المسؤول والموظف وبين المسؤول والموظف والناس وعكست كيفية التعامل مع الناس. وفي هذا الصدد، فقد أكد قائد الثورة في كلمته في الذكرى الثامنة لثورة 21 سبتمبر على ضرورة الاستفادة من عهد الإمام علي “عليه السلام” لمالكٍ الأشتر “رضوان الله عليه”، في صياغة المدونة السلوكية، والضوابط، والقيم، والأخلاق، السعي بالوصول بمؤسسات الدولة إلى المستوى المطلوب في أداء مهامها ومسؤولياتها في خدمة الشعب، في كل المجالات، وبحسب المسؤوليات، إذ يقول: “من الاستحقاقات المهمة في الحاضر والمستقبل على هذه الثورة الشعبية وعلى أبنائها: العمل المستمر على تصحيح وضع مؤسسات الدولة، وتطهيرها من الخونة، والعملاء، والفاسدين، والعابثين، والمستهترين، والانتهازيين المستغلين، والاستفادة أيضاً بشكلٍ مستمر من عهد الإمام عليٍّ “عليه السلام” لمالكٍ الأشتر “رضوان الله عليه”، في صياغة المدونة السلوكية، والضوابط، والقيم، والأخلاق، وأيضاً في السعي بالوصول بمؤسسات الدولة إلى المستوى المطلوب في أداء مهامها ومسؤولياتها في خدمة الشعب، في كل المجالات، وبحسب المسؤوليات. هذا الاستحقاق هو من الاستحقاقات الكبيرة، التي لابدَّ من العمل المستمر فيها، والوضع يتطلب فيما يتعلق بهذا الجانب اهتماماً كبيراً، وسعياً حثيثاً”. ويعتبر إنجاز مدونة السلوك الوظيفي لبنة أساسية وضرورية وهامة لبناء الدولة اليمنية الحديثة والكل سواء مسؤول أو موظف معني بتطبيق المدونة والمسارعة بالالتزام بها، فاذا ما تم العمل بها وتطبيقها على الشكل الصحيح، فسوف تساهم بشكل كبير في الحد من الاختلالات الوظيفية، والمعاناة الكبيرة التي يعانيها المواطن اليمني في وحدات الخدمة العامة من كل النواحي، وتلزم المسؤولين والموظفين بضبط أداءهم العملي كل في مجال عمله ومسؤولياته.