مخاطر الظلم في حالة التمكين.. من نفحات المحاضرة الرمضانية التاسعة
نقف اليوم أمام موضوعٍ بالغ الأهمية، من نفحات دروس السيد القائد (يحفظه الله) للمحاضرة الرمضانية التاسعة ,وهذا الموضوع: ألا وهو مخاطر الظلم في حالة التمكين، وهو أمرٌ حذَّرنا الله تعالى منه في كتابه العزيز، كما قال سبحانه:
{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}.
ـ إن الظلم، أيها الأحبة، هو آفةٌ تهدد الأفراد والمجتمعات، وهو العدو الأول لكل من يسعى إلى العدالة والحق, وقد يكون الإنسان في حال الضعف مظلومًا، فيدعو إلى العدل، لكنه حين يُمكَّن، وحين يحصل على النفوذ والقوة، قد يقع في فخ الظلم والطغيان والتكبر، فيتحول من صاحب قضية عادلة إلى جبارٍ متسلط، إلا من حفظه الله وثبَّته على طريق الحق.
أولًا: فهم مخاطر الظلم في مرحلة التمكين:
ـ إن التمكين ليس غايةً في ذاته، بل هو اختبارٌ إلهي، والمسؤولية فيه عظيمة. فحين يمكّن الله عباده، يمنحهم القدرة والقوة والنفوذ، لكنه أيضًا يضعهم أمام امتحانٍ كبير: هل سيحافظون على العدل أم سيطغون؟
ـ وقد بيَّن السيد القائد (يحفظه الله) أن من أخطر التحديات في مرحلة التمكين هو الاستهانة بالحدود الإلهية، والاسترسال في الظلم تحت مبررات القوة والسلطة، حيث قال:
“الحالة الخطيرة على الناس هي في الأطماع والطغيان، كل أشكال الطغيان، لاسيما في مراحل التمكين؛ ولذلك نجد أن الله يخاطب نبيه محمدًا (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) بقوله: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا}، فحينما يتمكن الإنسان، قد يطغى بسبب القوة، أو النفوذ، أو الجاه، فينسى الله، ويظلم الآخرين، فيحبط عمله ويفقد إيمانه قيمته.”
ـ إذن، التمكين لا يعني الطغيان، بل يعني تحقيق العدل، وإقامة الحق والقسط، وترسيخ الإيمان من دون شوائب الظلم والتعدي على حقوق الآخرين.
🔸ثانيًا: موجهات مستنبطه من كلام علم الهدى , قام باستنباطها بصورةمتواضعة وقاصرة والكمال لله وحده, انا اخوك الحقير الى الله أحمد صلاح:
ـ ولكي لا نقع في هذا الفخ الخطير، يجب علينا أن نضع لأنفسنا ضوابط وموجهات استراتيجية مستمدة من كلام الله تعالى ومن توجيهات السيد القائد المولى حفظه الله ورعاه، ومنها:
- ترسيخ الاستقامة والالتزام بالعدل:
ـ التذكير الدائم بأن التمكين مسؤولية عظيمة وليس فرصة للانتقام أو التجبر.
ـ استقامة الحاكم والمسؤول وفق ما أمر الله، وعدم السماح للطغيان بأن يتسلل إلى النفوس.
ـ مراقبة النفس ومحاسبتها في كل موقف، لتجنب الانحراف عن مسار العدل وهدي الله.
- بناء منظومة رقابية لمحاسبة الظالمين:
ـ وضع آليات رقابة داخلية وخارجية لمتابعة أداء المسؤولين ومنع أي صور لاستغلال للسلطة.
ـ تفعيل دور القضاء العادل والمستقل ليكون ميزانًا دقيقًا بين الحاكم والمحكوم.
ـ إفساح المجال أمام النقد البناء والنصح الاخوي ليكون شريكًا في محاسبة أي انحراف أو ظلم.
- نشر الوعي بمخاطر الطغيان والاستبداد:
ـ إقامة ندوات ودورات تدريبية عن خطورة الظلم، لا سيما في مراحل التمكين.
ـ التذكير الدائم بمصير الطغاة، وكيف أن الله أهلكهم بسبب ظلمهم، كما قال تعالى: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا}.
ـ توعية المسؤولين بأن قوتهم لا يجب أن تكون وسيلةً للتعدي على حقوق الآخرين.
- تعزيز ثقافة النقد الذاتي والمراجعة المستمرة:
ـ أن يضع القادة والمسؤولون لأنفسهم آليات لمراجعة أفعالهم باستمرار ,والاخذ بعين الاعتبار للمظالم التي في ادراج مكاتبهم.
ـ عقد لقاءات دورية للمحاسبة وتقييم الأداء وتصحيح الأخطاء قبل تفاقمها.
ـ تعزيز ثقافة قبول النصح والتوجيه، وتجنب الغرور والتكبر امام مقدم النصح.
- محاربة الفساد وسد أبواب الاستبداد:
ـ التأكيد على أن الفساد الإداري والمالي هو صورة من صور الظلم.
ـ منع الاستئثار بالسلطة والثروة، وإعطاء كل ذي حقٍ حقه.
ـ تعزيز الشفافية في إدارة المال العام والموارد، وتطبيق القوانين بصرامة ضد الفساد.
ختامًا وتحذيرًا من باب المسؤولية أمام الله.
أيها الأحبة،
إن الظلم في أي صورة من صوره، سواء كان ظلم الأفراد لبعضهم، أو ظلم القادة لرعيتهم، هو سببٌ رئيسي في انهيار الأمم وزوال الحضارات, فالله سبحانه وتعالى لا يبارك في مجتمع شابه الظلم، ولا يؤيد من طغى واستكبر.
ولهذا، يجب علينا جميعًا أن نجعل العدالة عنوانًا لحياتنا، وأن نحرص على ألا نلوث إيماننا بالظلم، لأن من يفعل ذلك، فإنه يعرض نفسه للهلاك، كما قال السيد القائد: “إذا أصررت على غرورك وتكبرك سترى، سترى كيف يأخذك الله، ويأخذك أخذ عزيزٍ مقتدر، كما أخذ غيرك، ممن اغتروا كما أنت مغتر، وتجاهلوا كما أنت متجاهل.” فلنجعل من هذا اليوم يومآ من ايام الله لإنصاف كل من له حق علينا, ونطلب منه المسامحه والاعتذار بنفوس صافيه زاكيه راقيه متعلقه بالقرب من الله وحده.
فنسأل الله أن يجعلنا من أهل العدل والاستقامة، وأن يحفظ لنا علم الهدى سيدي ومولاي عبدالملك بدر الدين الحوثي, وأن يحفظنا من الفتن والتكبر والظلم والطغيان، وأن يوفقنا لأن نكون ممن يمكّنهم الله في الأرض فيقيمون الحق، ولا يطغون، إنه ولي ذلك والقادر عليه, والمسامحه من الجميع على الإطاله, ومن له حق عندي انا منتصف له أمام الله, ودمتم في رعاية الله وحفظه..
#سيد_القول_والفعل
#ويزكيهم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.🔸أحمدصلاح🔸.
🔸9رمضان1446🔸