محور المقاومة يظهر وحدته في ذكرى إغتيال سليماني واليمن تدعو لدفن سايكس بيكو
وحدة إعلامية ظهر بها محور المقاومة على الساحة أمام شعوب المنطقة في الذكرى الأولى لاستشهاد القائد قاسم سليماني قائد قوة القدس، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي في العراق ، وذلك ما يمكن رصده بديهيا من تتالي ظهور قادة المحور بفارق زمني بدا مرتبا ومعدا بإحكام من اليمن كلمة للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ، الى لبنان وخطاب للسيد حسن نصر الله ، الى فلسطين وكلمة لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية ، الى العراق وحديث قادة الحشد الشعبي وتصريحات الكتائب العراقية المقاومة .
الظهور لقادة بارزين في المحور المقاوم في الذكرى الأولى لاستشهاد القائدين قاسم سليماني وأبو مدي المهندس رسالة بالغة الدلالة يقرأها العدو الأمريكي باستمرار التصميم من قبل محور المقاومة على خروج قواته من المنطقة، وان شراء الوقت لتبرد دماء القائدين وتهدا حدة الغضب على الجريمة النكراء التي ارتكبتها واشنطن مطلع العام 2020م غير وارد .
الظهور المتزامن والمتتالي لقادة في محور المقاومة من الوزن الكبير في الذكرى يظهر وجود تنسيق عال للمحور بكل اطرافه، ولا يعلم الى أي مدى تدير معاركة انطلاقا من واحدية الميدان وواحدية العدو الذي يقتل المسلمين ابناء المنطقة كما قال السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله .
المواقف الأكثر وضوحا والمعبرة عن شجاعة وصلابة كما وصفها القائد قاسم سليماني الذي لم يخف اعجابه بمدى الشجاعة التي يتحلى بها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي والصلابة والإرادة التي يمتلكهما، وكشفت عن ذلك ابنته زينب في مقابلة مع قناة الميادين قبل أيام.
في كلمته ذهب السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الى دعوة محور المقاومة الى خلق واحدية الميدان، وعدم البحث عن المبررات للرد على العدو الأمريكي إذا ضرب جزءا من الامة ان ينتظر الرد من ذلك الجزء او القطر فقط.
السيد عبدالملك انطلق في مبادرته واحدية المعركة في مواجهة الطغيان الأميركي والصهيوني، من قاعدة ان القاتل واحد هو الامريكي الصهيوني وعملائه ومن يتعرض للقتل هم الشعوب المسلمة والمستضعفة ، وان يكون ذلك هو العنوان الذي تتحرك تحت شعوب محور المقاومة هو الإسلام والدفاع عن الامة الإسلامية، وهو الذي سيجلب النصر.
وفي كلمته اعتبر السيد عبد الملك ان الشهيدين سليماني والمهندس ليسا شهداء العراق وإيران، بل شهيدي الامة الإسلامية ويجب ان يتعامل الجميع مع جريمة اغتيالهما من هذا المنطلق، لكونهما استشهدا وهما يدافعان عن الامة الإسلامية ويجب ان يعامل قادة المقاومة كقادة للأمة وليسو قادة على المستوى المحلي، فالإسلام بعظمته هو ما يوحد الجميع ويثمر تضحياتهم.
كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي هي الأخطر بنظر متابعين على الامريكيين لخطورة ما تحمله من مضامين ومفاتيح هزيمتهم وانتصار محور المقاومة، فالتحرك تحت راية الإسلام كعنوان عريض كفيل بتحريك الامة كلها حتى تلك الشعوب التي تقبع تحت انظمة عميلة او مطبعة، كما ان الإسلام ظل على مدى القرون هو المحرك الأكثر جلبا للنصر للأمة، وعندما تحركت بعناوين أخرى قومية او محلية هزمت في مواجهة العدو الإسرائيلي في 67م ، ولم تحقق النصر الكامل في 73م.
يشير عسكريون الى أن واحدية الميدان على طول جغرافيا المنطقة سيعجل من خروج الأمريكي، لكونه يصعب من المعركة عليه نتيجة كون محور المقاومة من شعوب وأبناء المنطقة بعكس الأمريكي والأنظمة المعزولة العميلة له، وذلك أولا .
والامر الاخر ان الانطلاق من قاعدة واحدية الميدان سيردع الأمريكي عن الاقدام على أي عمل اخرق يطال أي من قادة محور المقاومة، وسيردع كيان العدو الإسرائيلي عن مواصلة عربدتها في سوريا والمنطقة بشكل علني ومكشوف.
اطلاق السيد عبد الملك هذه الدعوتين وهو صاحب السبق في الدعوة الى انشاء غرفة عمليات وتنسيق لمحور المقاومة، والمواقف الشجاعة والجريئة التي يطلقها علنا في مواجهة العدو الأمريكي والصهيوني، نابع من تجربة يمنية في مواجهة تحالف كوني وحصار غير سبق منذ عام 2015م ، صمد خلالها اليمنيون بانطلاقهم تحت العنوان الاسلامي الذي يظل هو المحرك للهمم والعزائم ، و يلغي ما دونه من الجغرافيا والطوائف والمناطق التي اختلقها أعداء الآمة وسربوها الى داخل الامة الإسلامية خلال عقود حتى أضحت جزءا من الثقافة الراسخة وهي ليست كذلك .
وفي دعوته الشجاعة تلك ينسف السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي مجددا عقودا من الحرب الناعمة قدم خلالها قادة حركات المقاومة كأبطال محليين حتى من قبل انصارهم في العراق ولبنان وفلسطين وايران.
باستثناء قلة واعية هي من نظرت اليهم باعتبارهم ابطالا مسلمين كأمثال الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي ، الذي تحدث في ملازمه عن قادة حركات المقاومة الإسلامية كقادة للإسلام لا قادة تحرر لمجتمعاتهم من الهيمنة الامريكية والاحتلال الصهيوني .
ردود إيجابية ومشهد متناغم
في المشهد العام ظهر محور المقاومة في الذكرى الأولى لاغتيال القائدين سليماني والمهندس متناغما في العمل ، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس اعلن عن خطوات لتحقيق الوحدة الفلسطينية، وذلك ما تنشده قوى محور المقاومة في ايجاد أرضية صلبة سياسيا داخل فلسطين تمنع على العدو الصهيوني وامريكا وعملائها في المنطقة تمرير العديد من مشاريع التطبيع وتهويد فلسطين.
وتلقف رئيس المكتب السياسي لحماس الدعوة اليمنية وإن لم يشر اليها صراحة بالقول: مستعدون لترسيخ مبدأ الشراكة في مواجهة المرحلة القادمة، وأمامنا استحقاقات صعبة على مستوى ترتيب البيت الداخلي ومواجهة الاحتلال والواقع الإقليمي.
وفي لبنان جدد السيد حسن نصر الله التأكيد على ان خروج الأمريكي من المنطقة حتمي، وان الجهود الامريكية لحصار المقاومة الإسلامية اللبنانية لن تكون ذات جدوى، وفي ذلك رسالة الى القوى اللبنانية المتحالفة مع واشنطن والرياض وابوظبي بعدم السماح بأخذ لبنان بعيدا عن موقعه الأساس خط متقدم للمواجهة مع ” إسرائيل” وسند يتصل جغرافيا بفلسطين.
وفي اتجاه تعزيز الوحدة بين شعوب ودول محور المقاومة قال السيد حسن نصرالله: الشهيد سليماني بطل عالمي يحتذي به كل مقاومو هذا العالم وإلى جانبه أبو مهدي المهندس والحاج عماد مغنية والسيد مصطفى بدرالدين والشهداء القادة في فلسطين واليمن.
لافتا الى ان محور المقاومة استوعب الضربة الغادرة، وسيصبح اقوى بفضل دماء شهدائه.
وعراقيا المتحدث باسم كتائب حزب الله العراق محمد محيي أكد مساء الاحد على مواجهة قوات الاحتلال الأمريكي بكونه الحل الأمثل ، وردا على الدعوة اليمنية بواحدية الميادين في مواجهة أمريكا وإسرائيل أكد محيي أن المرحلة تتطلب وحدة الموقف بين كل دول وحركات محور المقاومة.
وصباحا كانت بغداد على موعدة مع مسيرة شعبية أكد خلالها حزب الله في العراق والحشد الشعبي على وجهة السلاح باتجاه المحتل الأمريكي، وعلى القصاص ممن قتل ونفذ وخطط للجريمة في الثالث من يناير 2020م.
تقهقر أمريكي
منذ أسابيع تشهد المنطقة توترا ملحوظا وأكدت الانباء ان الحرس الثوري في إيران رفع من مستوى التأهب في قواعده، فيما اتجهت القطع العسكرية الإيرانية الى عرض المياه، لتعلن بهدها واشنطن سحب حاملة الطائرات نيميتز والقطع العسكرية المرافقة لها في مسعى لخفض التوتر حسب الإعلان الأمريكي،
وهو ما فنده مراقبون عسكريون والذين أشاروا الى تخوف واشنطن من إطلاق نار خاطئ او تعمد ربيبتها “إسرائيل ” القيام بعمل لتوريط واشنطن بحرب ليست مستعدة لها أو في وارد تحمل عواقبها، وبالتالي عمدت سريعا الى سحب حاملة الطائرات الهدف السهل للقطع الإيرانية الخفيفة والسريعة في مياه الخليج.
ودعا هؤلاء الدول المطبعة الى إعادة التفكير بجدوى ارسال قاذفات بي 52 الى المنطقة باعتباره عملا إعلاميا ودعائيا ليس إلا ، في ضوء ماتملكه ايران من أنظمة دفاعية جوية متطورة مكنتها من اسقاط أحدث الطائرات الامريكية غلوبال هوك، وهي الأسرع والأكثر قدرة على المناورة من قاذفات بي 52 الثقيلة والبطيئة ، وجهوزية حلفائها في محور المقاومة للدخول في الحرب ، وذلك اضحى اكثر وضوحا بعد خطاب السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ، وكلام سابق للسيد حسن نصر الله بان المنطقة ستشتعل اذا شن الأمريكي حربا في المنطقة ضد ايران .
عام مفصلي
ما من شك في ان عام 2021 م سيكون عاما مفصليا في المواجهة بين محور المقاومة وامريكا وعملائها في المنطقة ، وهو عام سيكون مفصليا لجهة اقتراب النصر وانهاء مأساة الشعب الفلسطيني في ضوء التحولات التي شهدها عام 2020م واهمها في الميدان اليمني والانتصارات التي عصفت بأهداف التحالف الأمريكي السعودي ، وتعطي دلالة واضحة ان صنعاء في طريقها لتغدوا اللاعب الأبرز في داخل محور المقاومة او على صعيد احداث التغيرات الجيوسياسية على مستوى المنطقة في القريب المنظور ، وتتحقق نبؤه قاسم سليماني في إعجابه بشجاعة وصلابة قائدة وما يلحقه بمحور أل سعود.
(المسيره نت – ابراهيم الوادعي)