محمد علي الحوثي نموذجا ….. بقلم / علي السراجي
لماذا يصر البعض على عزل وانهاء دور الاستاذ محمد علي الحوثي ليس كرئيس اللجنه الثوريه العليا فقط ولكن كدور مسؤول من شخصيه قياديه ثائره ، صاحب خبره وقدره ولديه الاستعداد لتقديم الكثير والكثير دون اكتراث للموقع او المركز او المنصب الذي يشغله او الجهه التي يمثلها ، فمجرد ظهوره في موقف او مناسبه اصبح يمثل مصدر ازعاج نفسي ومعنوي للكثير وهي حاله غريبه تستدعي المراجعة والتقييم ولا يمكن السماح باستمرارها .
لقد قاد هذا الرجل اليمن في اصعب مرحله تاريخيه مر بها ، في الظروف والأوقات العصبيه التى تهرب واختفى فيها الكثير من القيادات الحزبيه والسياسيه والاجتماعيه التى كنا نتوقع منها ان تقدم الكثير ، بل اكثر من ذلك في الوقت الذي راهن الكثير على فشل وسقوط كل من يجرأوا على ان يتحمل تلك المرحلة التى شهدت صراع سياسي كبير جدا ونحن جميعا نتذكر الكثير من تلك الأسماء التى نات عن نفسها وتعذرت وبعضها غادر الوطن ، فإذا كانوا قد حكموا بالفشل المسبق قبل العدوان السعودي الامريكي فكيف ستكون أحكامهم بعد العدوان ، لا شك انها كانت ولا زالت مرحله تاريخيه صعبه جدا فالعالم اجمع دون استثناء قد توقع الانهيار الكلي للدوله ومؤسساتها وعدم قدرتها على الصمود والمواجهه والاستمرار بتقديم الحد الأدنى من عملها وخدماتها .
للامانه ان الاستاذ محمد علي الحوثي رئيس اللجنه الثوريه العليا سيضل ذلك القائد والرئيس الذي تحرك بجد ومسؤوليه لم نلمس لها مثل في تاريخ هذا البلد ، فخلال تلك المرحلة لمس المجتمع اثره ووجوده فكان المسؤول الذي يجده الجميع في كل مكان في المؤسسات والقطاعات وفي الجبهات وفي المؤتمرات والندوات والنقاشات والاجتماعات الثقافية والسياسيه والاجتماعيه في العاصمة وفي المحافظات في اللقاءات القبليه ومشاركا في التحشيد الشعبي والرسمي السياسي والعسكري والاقتصادي لمواجهة العدوان ، وبالمقارنة بين هذه المرحلة وسابقتها فإننا قادرين على التميز والشعور بالفرق فقد عشنا زمن البرستيج والبيرقراطية المؤسسيه والشخصيه التى كانت تتجسد بالمسؤولين في جميع المستويات وكيف كانت العزله بينهم وبين الشعب واحتياجاته قائمه حتى ان هذا السلوك أرهق المجتمع ودمر علاقاته بالدوله وكان سبب من أسباب الوصول الى هذا الوضع .
لا احد ينكر الصعوبات السياسيه والامنيه والاجتماعيه والاقتصادية التى واجهتها سلطة رئيس اللجنه الثوريه العليا ، فالقصف والتدمير الممنهج للبنيه التحتيه كان له دوره في استهداف الدوله ككيان موجود على الواقع كما ان المجازر والجرائم التى تم ارتكابها ولازال بالشعب اليمني قد خلقت و سلطت ضغط مباشر على اللجنه الثوريه كونها اصبحت امام الكثير من المتغيرات والمتطلبات والاحتياجات التى كان يجب مواجهتها ماليا وإداريا وفنيا وخاصه في ظل الاستهداف الاقتصادي الممنهج الذي كان ولازال عبر استهداف كل المصانع ومصادر الدخل وعبر خلق أزمات ماليه نقديه صعبه كان لها الأثر المباشر على احتياجات المجتمع الغذائيه والطبيه وغيرها بالاضافه للحصار البري والجوي والبحري الذي ضاعف من الصعوبات والتحديات التى واجهاتها سلطة الامر الواقع كما يحلو للبعض تسميتها ، ومع هذا كانت له الكثير من التحركات والحلول والمعالجات التى حققت بعض الاستقرار والاستمرارية وخففت قدر من معانة الشعب .
منذ تسليم هذا الرجل للسلطه والى اليوم وانا شخصيا اتابع ماينشر عنه وعن تحركاته باستغراب واندهاش ، فكل ملامح المسؤوليه والجديه لازالت ويبدو انها ستظل متمثله فيه فهو لم يتاخر عن الاستمرار في التحشيد الشعبي لمواجهة العدوان ومواجهة اثاره والتخفيف من أضراره ودعوة غيرة للمشاركه والمساهمة في هذه الاعمال ، بل اصبح اكثر ملامسه للشعب وهمومه وصار معبرا عنه ولسان صدق ناطق باسمه ، نعم هذه هي الحقيقة فالرجل يعتبر نفسه مسؤول وصاحب دور وموقف وهو فعلا كذلك وسيظل كذلك ، خلال الأيام الماضيه كان في زيارة الى محافظة الحديده قام خلالها بتقديم المساعدات العينيه والماليه لاصحاب حالات المجاعه تقريبا 5000 حاله وهو عمل إنسان ودور وتصرف مسؤول وحكيم وأخلاقي منه وهو ما يفرض السؤال المهم الذي يتمثل بسبب الانزعاج او التضايق من مثل هكذا عمل وتحرك ؟ فعلا انه امر مستغرب .
في العالم كله ما ان تنتقل السلطة الى رئيس جديد او سلطه جديده حتى يصبح دور السابق ذو اثر وتحرك اكبر كونه ينتقل الى مرحلة التنظير و تقديم الاستشارات والمساعدة في جميع المستويات السياسيه والاجتماعيه والاقتصاديه والثقافيه وغيرها ، الا في اليمن فسياسة العزل والكيد السياسي والاستهداف الإعلامي والتشويه للسلطات السابقه يتم ممارستها من قبل الخصوم السياسيين وهذا ان دل فانما يدل على ضعف وفشل ثقافي وديمقراطي لدى هذه النخب السياسيه الحزبيه ، ان المشكلة التى نواجهها ان كل طرف يعتبر نفسه الأفضل وينظر الى الاخر وإنجازاته بنظره دونيه وتحيز مع اننا جميعا نعلم ببعضنا البعض وبقدراتنا وهي الحقيقة التى لايدركها الكثير .
اخير اتركوا هذا الرجل يقوم بما يقدر عليه في سبيل مواجهة عدوان بربري اجتمع تحت رايته العالم اجمع ، في حين انتم ضقتوا ذرعا بتحرك رجل واحد وقد سلم السلطة لكم وأكد على استعداده للمساعدة والتصحيح ، فلا يمكنكم إلغاء دوره ووجوده ومايقدر على تقديمه كرئيس سابق وكقائد ثوري وكمواطن ، ولا تنشغلوا باسمه وصفته و صوره وأخباره ، بقدر ما تحاولوا ان تكون أفضل منه وان تقدموا نموذجا في الجديه والمسؤوليه والالتفات الى معانات الناس واحتياجاتهم والتخلي عن المصالح الحزبيه الضيقة ، واسالوا انفسكم كم من الوقت استغرقتوا حتى توافقتم على رئيس حكومة ؟ وكم من الوقت تحتاجوا حتى تشكلوا هذه الحكومة ؟ وأين انتم من العمل المجتمعي والميداني ؟ وأين انتم من معانات الناس ؟ وبالذات في ظل هذا العدوان الذي يستهدف الجميع دون استثناء ولا يميز بين احد .