محللون وخبراء عسكريون ومسؤولين صهاينة عن العملية العسكرية التي استهدفت يافا في ” 21 ديسمبر” : ثغرات واختراقات خطيرة ..إسرائيل عجزت عن التصدي للتحديات اليمنية
محللون وخبراء عسكريون ومسؤولين صهاينة عن العملية العسكرية اليمنية التي استهدفت يافا في ” 21 ديسمبر” :
إسرائيل عجزت عن التصدي للتحديات اليمنية وفشلت في مواجهتها
عجز وفشل – تكتم وتحقيق – شكوك وتساؤلات- ثغرات واختراق
تواصل القوات المسلحة اليمنية تصعيد الهجمات ضد الكيان الصهيوني اسناداً لغزة بالصواريخ الباليستية الفرط صوتية والطائرات المسيرة.وأدى هذا التصعيد إلى الكشف عن ضعف منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، خصوصاً مع اختراق صاروخ باليستي لمنظومة “الدفاع متعدد الطبقات”، وسقوطه في “تل أبيب” ما أسفر عن إصابة 30 إسرائيلياً، وإلحاق أضرار مادية واسعة وضع إسرائيل أمام تهديد إستراتيجي قبالة هذه الصواريخ ويظهر فشل ترسانتها الجوية في تبديد هذه المخاطر، بحسب تقديرات المحللين العسكريين الإسرائيليين.
وعزز حقيقة هذه المخاطر والتهديدات، وفقا لقراءات المحللين، محاولات الجيش الإسرائيلي التكتم على فشل المنظومة الدفاعية الإسرائيلية اعتراض الصواريخ وكذلك المسيّرات التي تطلق من اليمن، وكذلك التستر على إخفاقات في الاعتراض لمنظمة “حيتس”، وعدم الإفصاح عن سقوط الصواريخ الباليستية في منطقة تل أبيب الكبرى”، في وقت دأب على الترويج أن الأضرار كانت تنجم جراء سقوط شظايا اعتراضية.
مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يوآف زيتون :تكتم وتحقيق
فشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية في اعتراض الصواريخ الباليستية التي تطلقها اليمن تأتي وسط تساؤلات كثير من المحللين والخبراء العسكريين بشأن الجدوى من مفهوم نظام الدفاع متعدد الطبقات الموجود بحوزة سلاح الجو الإسرائيلي، والذي يعتمد على عدة منظومات دفاعية، أبرزها “حيتس” و”مقلاع داود”. وحول هذا الفشل استعرض مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يوآف زيتون، الفشل الواضح للمنظومة الدفاعية الجوية الإسرائيلية في اعتراض الصاروخ الذي أطلق من اليمن، فجر السبت، وتساءل “إذا كانت منظومة حيتس فشلت باعتراض الصاروخ، وفي نفس الوقت استعملت منظومات دفاعية أخرى وهي أيضا فشلت، إذن من يحمي المجال الجوي الإسرائيلي من هذه الصواريخ؟”.
وأشار مراسل الشؤون العسكرية إلى أن الجيش الإسرائيلي الذي طالما كان يتكتم على تفاصيل اعتراض ومعالجة الأهداف الجوية التي كانت تطلق من اليمن، وكان يكتفي بالقول إنه “تم تنفيذ اعتراض جزئي”، اعترف، السبت، ولأول مرة بفشل المنظومات الدفاعية الإسرائيلية المتطورة في اعتراض الصاروخ الباليستي الذي أطق من اليمن وفتح تحقيقا في حيثيات الفشل.
قائد الدفاعات الجوية الإسرائيلية لعميد تسفيكا حايموفيتش : شكوك وتساؤلات
وعلى النقيض من القصف الصاروخي من اليمن، فجر السبت، التي أكد فيها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن محاولات الاعتراض باءت بالفشل، ذكر أنه تم “اعتراض جزئي” في الهجمات السابقة. في حين أثار حجم الدمار الواسع النطاق الشكوك حول نجاح ذاك الاعتراض، وأثار كذلك العديد من التساؤلات المحيطة بمفهوم “الاعتراض الجزئي”، وهو ما عبّر عنه العميد تسفيكا حايموفيتش، الذي شغل منصب قائد الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
ونقلت صحيفة معاريف عن حايموفيتش قوله إن “ما حصل خلال الـ 48 ساعة الماضية، والفشل باعتراض صاروخين من اليمن، يجب أن ينظر إليه ببالغ الخطورة، فأنا لا أنظر إلى اختبار النتيجة فحسب، بل أيضا في اختبار النية واحتمالية لو انتهى ذلك بانفجار الصاروخ خلال الدوام المدرسي أو حقق إصابة مباشرة ببرج سكني، ولهذا يجب أن تؤخذ مثل هذه الحوادث على محمل الجد”.
وأضاف العميد حايموفيتش: “عندما يتم اعتراض صاروخ ويطير الرأس الحربي الذي يحمل المتفجرات، دون تفجيره بالجو، فمن الصعب وصف ذلك بأنه اعتراض جزئي، بل هذا إخفاق وفشل بالاعتراض حتى وإن اقتصرت الأضرار على الممتلكات، وهو ما يشير لحجم الضرر والضحايا الذي قد تتكبده إسرائيل عندما يضرب الرأس الحربي للصاروخ الأرض”.
المحلل العسكري لموقع “واي نت”، رون بن يشاي: ثغرات واختراق
من وجهة نظر المحلل العسكري لموقع “واي نت”، رون بن يشاي، فإن إخفاقات الاعتراض للصواريخ والمسيّرات التي أطلقت من اليمن مؤخرا تكشف عن اختراق في نظام طبقات الدفاع الجوي المختلفة التي بحوزة سلاح الجو الإسرائيلي.
من المحتمل أن يكون الصاروخ الذي أصاب يافا قرب تل أبيب، فجر السبت، يقول المحلل العسكري “أطلق في مسار يجعل من الصعب اكتشافه بواسطة أنظمة الإنذار خارج إسرائيل أو أنه كان يحمل رأسا حربيا يغير مساره قبل الاصطدام”.
والسؤال الذي يحتاج إلى دراسة الآن، يضيف بن يشاي: “هو لماذا تعجز المنظومة الدفاعية الإسرائيلية عن الاعتراض، ولماذا لم تتمكن أي من طبقات الدفاع من اعتراض التهديد الصاروخي القادم من اليمن؟ في حين أن الخطر سيشتد في حال امتلكت إيران رؤوسا نووية”.
وأضاف المحلل العسكري إن “فشل اعتراض الصواريخ الباليستية والمسيّرات من اليمن كشف عن ثغرات وخرق خطير وفي منظومة الدفاع الجوي على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، المدنية والعسكرية، ومن المفترض أن يحل نظام الاعتراض بالليزر “ماغان أور” (درع السهم) المشاكل التي تكشفها عمليات إطلاق الصواريخ وتضع المنظومة الدفاعية الإسرائيلية أمام تحديات غير مسبوقة”
ثُغَرٌ أمنية خطيرة
نقل مراسل القناة “الـ 12” الإسرائيلية، عن خبراء عسكريين إسرائيليين، أنّ “الرشقات الأخيرة من اليمن كشفت ثُغَراً أمنية خطيرة في أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية”.
وأضاف أنّه “قد يكون الصاروخ، الذي أُطلق من اليمن، جاء عبر مسار لا يمكن تشخيصه، أو أن الرأس الحربي على الصاروخ يغيّر مساره وسرعته، على نحو لا يسمح باعتراضه”، مشيراً إلى أنّه “يجري فحص اذا كان الصاروخ يحتوي على رأس حربي لديه قدرة على المناورة”.
“إسرائيل عاجزة عن التصدي للتحديات من اليمن
وقال المراسل العسكري في صحيفة “معاريف”، آفي أشكينازي، إنّ “إسرائيل تجد نفسها عاجزة عن التصدي للتحديات من اليمن، وأخفقت في مواجهتها”، مشيراً إلى أن “اليمن أثّر بشدة في الاقتصاد الإسرائيلي، طوال أكثر من عام”.
وانتقد تصرّف “الجيش” عبر “تجاهل الجبهة اليمنية “، لافتاً إلى أنّ “القوات الإسرائيلية وأجهزة الاستخبارات كانت بطيئة في الرد على التهديد، وتسعى حالياً لجَمع معلومات استخبارية” عن أنصار الله.
وأضاف أشكينازي أن “الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة ضد اليمن كانت أشبه بعرض استعراضي، من دون التسبب بأضرار عسكرية كبيرة، أو تحقيق الردع المطلوب”.
اليمنيون يمتلكون أدوات تُنهك تل أبيب
كشفت تقارير إسرائيلية عن تصاعد المخاوف داخل أروقة صنع القرار في الكيان الإسرائيلي بشأن الأوضاع الأمنية في اليمن، وخاصةً مع تعاظم نفوذ (أنصار الله) في المنطقة.
ووفقاً لموقع “ماكو” العبري، فإن أحد أكبر التحديات التي تواجه “إسرائيل” في التفكير بأي خطوة هجومية في اليمن يتمثل في ضعف القدرة على جمع المعلومات الاستخبارية، وهو ما يدفعها للتركيز بشكل أساسي على استهداف البنية التحتية.
وأوضح أحد كبار الباحثين في معهد الأمن القومي الإسرائيلي (INSS)، أن السيطرة الاستخباراتية الإسرائيلية في اليمن تُعد أضعف بكثير مقارنة بساحات أخرى، ما يعقّد بشكل كبير أي تحركات محتملة.
وأشار الباحث إلى أن التحالف البحري الدولي بقيادة الولايات المتحدة في البحر الأحمر، والذي يضم دولاً أوروبية، يظهر انحناءً متزايداً أمام الحوثيين، مما يزيد من تعقيد المشهد ويضعف الردع الإقليمي.