محللون عسكريون واقتصاديون : النظام السعودي سيدفع ثمناً باهظاً إذا تورط من جديد في العدوان على اليمن
Share
يترقب العالم ما ستؤول إليه الأحداث مع استمرار النظام السعودي تجاهل تحذيرات السيد القائد من مغبة التصعيد والحرب الاقتصادية ضد الشعب اليمني.
كل المؤشرات تدل على أن ثمة عمل عسكري كبير قادم لا محالة، لا سيما في ظل عدم وجود نوايا لدى الرياض بالجنوح للسلام، إلا إذا تراجع النظام السعودي عن حماقته، ووقع بجدية على خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها مسبقاً.
ويرى الخبير والمحلل العسكري زين العابدين عثمان أن النظام السعودي ذاهب للتورط أكثر في المخطط الأمريكي، والتحرك في إطار ممارسة الحرب الاقتصادية، وتضييق الحصار على شعبنا اليمني، رغم كل التحذيرات، موضحاً أن هذا النظام تأخذه حالة التعنت والكبر، ويسعى للتورط والخوض في المغامرة الأمريكية، المرسومة بعيداً عن الاحتكام للعقلانية والمنطق وكارثية التداعيات.
ويضيف عثمان أن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله- قدم صورة واضحة لهذا النظام، وأكد حرفياً أن مسألة التورط في إطار ما تخطط له أمريكا، وما تسعى له خدمة لكيان العدو الإسرائيلي، فان الرد عليه سيكون بالمثل، أي المطارات بالمطارات والبنوك بالبنوك والموانئ بالموانئ”، مؤكداً أن هذا التهديد بما يحمله من أبعاد، فإنه يعتبر قراراً استثنائياً، ويأتي من مركز قائد الثورة الذي لم يعد في وارد النصح، أو التحذير، بل في إطار تدشين معادلة عسكرية، يمكن أن تطبق عملياً في أي لحظة، موضحاً أن النظام السعودي اليوم مع هذا القرار أصبح أمام خيارين فقط، ولم يعد أمامه الكثير من الوقت، فإما إعادة الحسابات والخروج من وحل التورط مع أمريكا في المواجهة، التي هي خدمة عملية لكيان العدو الإسرائيلي، أو الخيار الثاني وهو التورط والحرب الشاملة.
ويشير إلى أنه إذا كان خيار النظام السعودي، هو التورط، فهذا سيكون آخر خطأ يسبق انفجار الوضع بالكامل، ودخول السعودية مسلخ الحرب الشاملة التي سترتكز قواعدها على حرب مدمرة بالاقتصاد، والتجارة، والأمن القومي للسعودية، مؤكداً أن تعامل قواتنا المسلحة سيكون بالمثل وسيناريو العمل العسكري سيأخذ أسقفاً عملياتي مدمرة وفقاً لما يقتضي معادلات الردع والرد بالمثل.
ويشير إلى أنه إذا حصلت الحرب فقواتنا المسلحة، يمكنها توجيه ضربات واسعة، وقاضية، باتجاه مطارات السعودية، وموانئها، وكافة منشآتها الحيوية، حيث أن الأسلحة التي ستستخدم متطورة جداً، مستشهداً في كلامه، بالصواريخ الباليستية، والمجنحة، منها صواريخ الدقة العالية (النقطية) وصواريخ الكروز بعيدة المدى، والصواريخ الثقيلة الاستراتيجية، التي تعمل بتقنيات هايبر سونيك (فرط صوتية)، التي جميعها تمتلك القدرة على اختراق مختلف النظم الدفاعية، وضرب أدق الأهداف، في العمق الاستراتيجي في المملكة.
وضع معادلة جديدة
وفي حال عاد العدوان السعودي من جديد على بلدنا، فإن التأثير الاقتصادي عليه سيكون كبيراً، وفادحاً، وهو ما يؤكده الخبير والمحلل الاقتصادي رشيد الحداد.
ويرى الحداد أن خطاب السيد القائد -يحفظه الله- يختلف كثيراً عن الخطابات الأسبوعية السابقة، حيث خاطب السعودية ناصحاً في البداية، ثم انتقل إلى التحذير، بعد الإصرار السعودي على التماهي في خدمة الأمريكي، والصهيوني، بتنفيذ الخطوات والتوجيهات الأمريكية التصعيدية، عبر أدواته في عدن، لافتاً إلى أنه صاحب القرار الأول والأخير فيما يتعلق بالملف الاقتصادي والملفات الأخرى المتعلقة بمرتزقته.
ويؤكد أن تحذير السيد القائد خلق ووضع معادلة جديدة في الصراع والحرب مع العدو السعودي، فكما قال السيد القائد: “البنوك بالبنوك، ومطار الرياض بمطار صنعاء، والموانئ بالميناء “، مشيراً إلى أنه كان هناك بالفعل محاولات لإيقاف حركة ميناء الحديدة، عبر المرتزقة بإيعاز أمريكي وبطريقة التفافية، عبر حصار أو حصر الواردات على الوصول إلى ميناء عدن، تحت ذريعة توحيد المدفوعات، وكذلك الاشراف ومراقبة كل الواردات وعرقلتها تحت مبررات واهية، هدفها في الأخير تنفيد التوجيهات الأمريكية لإيقاف حركة ميناء الحديدة.
ويتابع: “نفس الحال، فقد حاولوا الضغط علينا عبر البنك في عدن، والذي يدار من قبل الوكالة الأمريكية للتمويل، وكذلك بورقة ايقاف تذاكر السفر، ومنع صدورها من مكاتب اليمنية في صنعاء، بهدف إغلاق مطار صنعاء”، مبيناً أن كل هذه الاجراءات جاءت بتوجيهات أمريكية وتنفيذ سعودي عبر مرتزقته، للضغط علينا جراء موقفنا البطولي والأساسي تجاه أحداث غزة.
ويؤكد أن التحذير واضح، وقواتنا المسلحة اليوم أصبحت اليد الطولى والعليا في مسار المواجهات العسكرية ضد ثلاثي الشر الأمريكي، فقد استطاعت أن تغلق ميناء أم الرشراش ” إيلات” وتحويله إلى ميناء محدود لأول مرة منذ خمسينيات القرن الماضي، كما أن قواتنا المسلحة قادرة على إغلاق الموانئ التابعة للعدوان السعودي والإماراتي، وخاصة صادرات النفط في البلدين.
ويجدد التأكيد أن الرسالة قوية، وكبيرة، وجاءت في وقت مناسب، للنظام السعودي، مشيراً إلى أن السيد القائد لم يتطرق في تهديده إلى شركة أرامكوا، أو أي شركة نفط، بل حدد الاستهداف ب” البنوك بالبنوك، ومطار الرياض بمطار صنعاء، والموانئ بالميناء”، وفي ذلك ذكاء كبير وحكمة السيد القائد، كون معظم الموانئ السعودية هي موانئ صادرات نفط، مضيفاً أن ” هذه الرسالة تثبت قوة ووعي كبير لدى القيادة، وأنه في حال أصر النظام السعودي وأمعن في مواصلة ارتكاب الحماقات في الجانب الاقتصادي، فإن الرد جاهز وسيكون باستهداف موانئ ومطارات استراتيجية هي بمثابة العمود الفقري للاقتصاد السعودي.
إجراءات ردع قاصمة
من جانبه يقول المتحدث باسم الأحزاب المناهضة للعدوان الدكتور عارف العامري إن الرسائل التي وجهها السيد القائد للخارج، تضمنت التحذير والوعيد، ليس فقط لما يقوم به نظام العدو السعودي من تنفيذ أجندات أمريكية، تخدم مصالح الكيان الإسرائيلي، موضحاً أن السيد القائد عبدالملك الحوثي –يحفظه الله- حذر النظام السعودي بأن اليمن والشعب اليمني العزيز، لن يقف مكتوف الأيدي، أو ينتظر حتى يموت الأسد جوعاً، بل أنه سيكون هناك إجراءات ردع قاسية، اذا ما استمر النظام السعودي في غبائه، والتورط فيما تمليه عليه الإدارة الأمريكية من حرب اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية تستهدف حق الشعب اليمني في العيش الكريم.
ويؤكد أن ما ورد في خطاب السيد القائد تؤكد أن إجراءات الردع اليمنية ستكون قاصمة، وبالمثل، وأن استهداف البنوك، وحركة الطيران المدني، وميناء الحديدة، سيكون الرد عليها قاسياً جداً ومؤلماً.
ويوضح أن الجيش اليمني والقوات المسلحة بكافة تشكيلاتها، على استعداد كامل، وفي انتظار الإشارة لحماية حقوق ومصالح الشعب اليمني، مؤكداً أن هذا دليل على القوة العسكرية المتطورة التي وصلت إليها قواتنا المسلحة، وكيفية قيادة المعركة باستراتيجية استنزافية، أثقلت كاهل العدو الأمريكي، والبريطاني، والأوروبي، في البحار، والمحيطات.
ويؤكد أن تحذيرات سيد القول والفعل ستؤثر بشكل خاص، على سياسة النظام السعودي، وغيره من الأنظمة الداعمة له، تجاه عملية إحلال السلام في المنطقة ،وليس في اليمن فقط، لافتاً إلى أنها ستجعل الكثير من عملاء وجواسيس ومرتزقة الداخل يعيدون النظر فيما هم مقدمين عليه، مبيناً أن هذا العام الهجري الجديد سيكون قلماً يكتب تاريخ انتصار محور المقاومة على محور الشر.