محطات من مقابلات السيد حسين بدر الدين الحوثي في الحرب الأولى 2004م
عين الحقيقة/ إعداد/ فواز نشوان
المحطة الأولى :
يلاحظ المستمع والمتابع لحديث السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه مع إذاعة البي بي سي حرصه الشديد على توصيل الفكرة بعبارات واضحة وسلسة نابعة من مصداقيته التي عهدها الناس حتى مع المذيعة نفسها التي أجرت المقابلة معه تكررت عبارة ” يا أختي ، إفهمي هذه، عرفتي ” في أكثر حديثه لحرصه الشديد رضوان الله عليه في إيصال الفكرة ومحبته في أن يعرف الناس القضية التي يسير عليها.
المحطة الثانية :
من الواضح أن السيد حسين أظهر أسفه الشديد وعدم رضاه على الدماء التي ذهبت من أبناء الجيش في هجومهم عليه وأنصاره قرباناً وخدمة واسترضاءً لأمريكا وهذ يدل على عظم الروحية التي يحملها فقد وردت عبارات ” ونحن نأسف فعلاً ، لأننا نعتبر أبناء وطن واحد” في مقابلته مع إذاعة البي بي سي مع الأخذ بعين الإعتبار أنه أوضح أن تلك الحرب كانت مفروضة عليه محملاً أمريكا كل نتائج العدوان.
المحطة الثالثة :
يلاحظ اهتمام السيد حسين بجمع المعلومات العامة التي تخدم الجانب الإعلامي ومنها الإحصائيات التي يفهمها أغلب سكان العالم كالنسبة المئوية لحديث ما وقد وردت ضمن سياق لقاءه بإذاعة البي بي سي العديد منها .
المحطة الرابعة :
يلاحظ أيضاً اهتمام السيد حسين باعتماد مصطلحات مقبولة عند كل المسلمين مثل ” مناهضة أمريكا وإسرائيل، تذكير الناس بالقرآن، مقاطعة البضائع” كما يلاحظ حرصه على الإجابة بالنفي أولاً في حال أن الإجابة تستدعي النفي ثم البسط في الإجابة خشية فوات الوقت عليه دون حصول الفائدة وهذا مهم في الخطاب الإعلامي لأنه أوسع من البسط بدون نفي فيكون الجواب ناقصاً.
المحطة الخامسة :
التركيز على دوافع الحرب وأسبابها كأسس ثابتة تُغني عن شرح بعض ملابسات الأحداث التي قد تأتي إما ضمن خروقات أو ما شابه ذلك.
المحطة السادسة :
الرد الإيجابي والمناسب من قبل السيد حسين والذي يظهر عظمة الموقف وأنه موقف جماعي من قبل الناس وليس موقفاً فردياً وهذا يقلل من فرص الضغط في استمرار الحرب كون المجتمع مؤمن بأهمية العمل الذي انطلق منه السيد ويصعب ثنيه عنها.
المحطة السابعة :
يمتلك السيد حسين القدرة العالية على وضع الخصم في دائرة محرجة إما أن يتبنى مواقف سيئة مثلاً ويدعوا لوقف الشعار أو ظهوره معتدياً جائراً ومطالبه باطلة وظالمة.
المحطة الثامنة :
يستطرد السيد حسين في طرح الجواب ويشرح واقع الظلم الكبير على الناس وبشاعة العدوان وبإسلوب جذاب مثل “أكثر مما ضربوه على أحياء بغداد” يعني ضرب الأمثلة الواضحة مستفيداً من أحداث وجرائم مشابهة بدون مبالاة لفوارق مذهبية بين المنطقتين “كالفلوجة”.
المحطة التاسعة :
وضح السيد حسين خطورة الصمت العالمي وفي نفس الوقت قدم منهجية مهمة لنا في الخطاب وهي ” لا نعول على الإعتماد عليهم ” يعني إبراز المظلومية مهم وليس ضعفاً ولا من باب التعويل عليهم فالتعويل شيء آخر .
المحطة العاشرة :
كشف السيد حسين وعرى نوايا السلطة آنذاك من الحرب في قوله ” إسترضاء لأمريكا وإسرائيل ” وهذا ساعد في فضحها وإظهار حقيقتها أمام الرأي العام .
المحطة الحادي عشر :
ليس صحيحاً ما يردده البعض من أن السيد حسين لم يقبل ولا يريد مقابلة الإعلام بل هو من يريد أن ينقل وضع الناس في مكان الحرب للعالم ومن الطبيعي أن من يخشى من الإعلام ونقل الواقع الحقيقي هو المعتدي وهو ما برز في طيات الجواب من أن السلطة هي من تمنع وليس هو لأنها تخشى من كشف جرائمها بحق الشعب .
المحطة الثانية عشر :
مع سرده للواقع المؤلم لم ينس السيد حسين أن يذكر الناس أن الله يعين على هذه الحال – حال الحرب والحصار – حتى لا يقع يأس وهو ما يجب أن نتنبه له لا نسرد بإسهاب حتى يحصل خوف كبير لأن هذا يخدم العدو ولكن سرد مع طمأنة، والمقصود بذلك التوازن في الطرح بما يحقق الرسائل المرجوة .
المحطة الثالثة عشر :
أظهر السيد حسين من خلال إجاباته على المذيعة المسيرة القرآنية بمبادئها الحقيقية ومواقفها الناصعة حتى مع التعامل مع الأجنبي حيث وضح أنه لم يعتد على أي أجنبي كما يصوره البعض أو يفهمه من خلال الشعار ولم يعتد على أي أحد حتى من السلطة وهذا منهج مهم.
المحطة الرابعة عشر :
حرص السيد حسين في حديثه على إبراز عدوانية الخصم ووحشيته ومن نتائجها أنها ستخلق مردود سلبي على المعتدي وتبرز المظلومية بشكل واضح وتمنح الحق في الدفاع وهي إيجابية .
المحطة الخامسة عشر :
قوله ” لا يراعون أي قيم إسلامية ولا عربية ولا قوانين دولية ” منهج مهم في الخطاب الخارجي وله أهمية في إبراز الطرف الآخر عارٍ حتى من القيم الدولية التي يتشدق بها .
المحطة السادسة عشر :
من خلال ثقافة السيد حسين القرآنية المتعالية على كل الخلافات ورغم شن السلطة الحرب عليه وعلى أنصاره إلاّ أنه يحذرهم من أمريكا ومن غدرها وخيانتها وهو ما بدا واضحاً خلال هذه الأحداث من تعامل أمريكا مع الأنظمة حيث تتركهم في أصعب الظروف التي يمرون فيها .
المحطة السابعة عشر :
في نهاية لقاء السيد حسين بإذاعة البي بي سي نلمس اهتمام السيد بالجانب الإعلامي وحبه لإطلاع الناس على القضية وتبيينها لهم وذلك من خلال استعداده للمقابلات في أي وقت وبأي نوع تسجيل أو مباشر وهو ما يعكس أهمية التبيين ورد الشائعات وتوضيح الحقيقة من خلال الإعلام وبكل وسائله المختلفة .
المحطة الثامنة عشر :
في اتصال للسياسي حسن زيد بالسيد حسين في أثناء الحرب الأولى نلمس فعلاً في طيات أجوبة السيد أنه رجل عظيم وصاحب مسيرة وهدى وبصيرة عالية، وللأسف حُورِب بشكل رهيب جداً، وقد وضح في طيات أجوبته أنها حرب شعواء بشكل موحش جداً لا يسع الإنسان إلاّ أن يستغفر الله من التقصير وعدم الوقوف إلى جانب هذه الشخصية العظيمة التي منحها الله هذا الزخم من النور والحكمة والقرب الكبير من الله والثقة بالله بحيث أكد وبتكرار لطف الله وتأييده ورعايته بحرقة وإيمان في حين كان من المفترض معرفة قدر وأهمية هذا الرجل، وحقاً لقد مثّل هذا الرجل العظيم حلقة بارزة في سلسلة أعلام الهدى في تاريخ الإسلام .
المحطة التاسعة عشر :
دائماً يذّكر بعمومية الحرب على مختلف المناطق فلم يذكر منطقة مران فقط رغم أنها المستهدف الأول ونصيبها من الحرب أكبر بل يسرد بقية المناطق الأخرى فذكر المناطق التي جرى عليها العدوان منهج مهم في الخطاب السياسي .
المحطة العشرون :
لم أرى أو أسمع أو أشاهد أحد غير السيد حسين كان قادراً على تفنيد كل الإدعاءات غير أخيه السيد عبدالملك فمثلاً سرد ما يكشف زيف ادعاءات السلطة آنذاك بشكل مناسب بحيث رد السيد على الإتهامات برفع أعلام أجنبية أو ما شابه ذلك بالتذكير أن في منطقة مران قسم للشرطة وهو ما يتنافى مع التهم الموجهة، كما أن ذلك محرجاً لهم إضافة إلى أن سحبهم لمدير القسم وسجنه بعد العدوان دليل واضح على أنه عدوان مرتب ومدفوع به أمريكياً ولا دافع وطني له .
المحطة الواحد والعشرون :
في عبارة السيد حسين ” ثقافتنا الدينية بأن الشخص وإن كان إماماً عادلاً طلع ببيعة من المسلمين ثم ظلم شخصاً واحداً لبطلت ولايته مالم ينصفه ويتوب إلى الله ” قدم السيد هنا رؤية صحيحة ونظرة سياسية عن طبيعة الحكم وأشار إلى أن الظلم خطير وغير مقبول وهو ما يعني أن المعايير في الحكم تخضع لاحترام الإنسان وتقديره وكرامته مالم فلا شرعية لأي حاكم سواء كان إماماً أو غيره .
المحطة الثانية والعشرون :
في حديث السيد حسين ” الشعار لا أفرضه حتى على أخي ” موقف جذاب للغاية عن حرية المنهج وقبول الناس به بالإختيار .
المحطة الثالثة والعشرون :
عبارة السيد حسين ” أما السلطة وأقسم لك أنهم تورطوا ورطة ما قد حصلت لهم في ماضيهم كله …” تقشعر منها الأجساد عندما يتأمل الإنسان هذا الموقف القوي والثقة المطلقة بالله بحيث أقسم يميناً أن السلطة تورطت ورطة لم تحصل لها في تاريخها مع مفارقات كبيرة، آنذاك هيمنة السلطة وتكبرها خلال الحرب الأولى وحصار السيد ومن معه من كل جانب فيما هو يحمل هذا الإيمان، فكأن السيد طوى سنوات من الزمان وأطل على حال السلطة الظالمة له ولأنصاره اليوم وما صاروا إليه فيما الشعار الذي حاربته السلطة بكل قوتها هو اليوم يتردد في أغلب مناطق البلاد وذلك الصوت الذي حاولت إسكاته يُهتف به في عدة مناطق وهذه نظرة القرآن الكريم .
المحطة الرابعة والعشرون :
في مداخلة السيد حسين مع قناة أبو ظبي يلاحظ استخدامه لألفاظ ومصطلحات عامة مترفعة عن التأطير المذهبية كما أنه استطاع إيصال مفهوم كامل عن المسيرة القرآنية ومدى ارتباطها بالقرآن الكريم وشرح الأوضاع الراهنة وصلتها بالمسؤولية على المسلم أياً كان كونه مسلماً وأيضاً تحدث عن العلماء بشكل جيد يفضح السلطة آنذاك في تجييش العلماء ضده وكذلك يفتح للعلماء أفق الإنضمام ويحفظ لهم ماء وجوههم .
وأخيراً :
ينصح لمن يهتم بتراث السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه بقراءة واستماع مقابلات السيد خلال الحرب الأولى وهي ” مقابلة مع إذاعة البي بي سي، إتصال السياسي حسن زيد، مداخلة مع قناة أبو ظبي ” ليخرج بزخم ثقافي واسع ومنهج قرآني قُدم من خلالها السيد حسين تربوياً وثقافياً وسياسياً وفي وقت صدرت خلال الحرب من رجل تشبّع بروح القرآن الكريم فجعله عظيماً وراقياً بمستوى المرحلة والتحدي والحرب، وهذا شاهد ومثل حي على عظمة تربية القرآن الكريم وأثر الإهتداء به وأثر القرب من الله لدى هذا الرجل العظيم حقاً.
· أخذت بتصرف من كتيب “مقابلات السيد/ حسين بدرالدين الحوثي خلال الحرب الأولى 2004م”
إعداد المكتب الإعلامي للسيد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي