محاولاتٌ فاشلة لاختراق الجبهة الداخلية.. المجرمون في قبضة “الأمن”
تبذُلُ الأجهزة الأمنية جهوداً جَبَّارةً في ملاحقة العناصر الإجرامية وكشفها وإحباط مخطّطاتها وُصُـولاً إلى تحقيق الأمن المنشود للشعب اليمني، حَيثُ تتوالى الإنجازات الأمنية، وآخرها “في قبضة الأمن”، لتثبت أن رجالَ الأمن على درجة عالية من اليقظة والحس الأمني الذي أفشل مخطّطات العدوان والمرتزِقة في الوقت والزمان المناسب.
ويكشف تراكم الإنجازات الأمنية التي تحقّقها صنعاء عن وجود دولة حقيقية يلمسها المواطنون بعكس ما يحدث في المناطق المحتلّة والتي تشهد انفلاتاً أمنيًّا وجرائم قتل غير مسبوقة في تاريخ اليمن.
ويؤكّـد الخبير العسكري زين العابدين عثمان، أنه بفضلٍ من الله تعالى لا تزال الأجهزة الأمنية في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات تسطر إنجازات ملحمية في الحرب الأمنية وإفشال المخطّطات التي تديرها دول العدوان بقيادة أمريكا وشبكاتها المخابراتية والجاسوسية التي تعمل على ضرب الأمن والاستقرار والسكينة العامة لشعبنا اليمني.
ويضيف عثمان في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة” أن الأجهزة الأمنية ومن خلال الفيلم الوثائقي الأخير (في قبضة الأمن) أظهر نموذجاً لواقع الارتقاء والأداء التي أصبحت عليه الأجهزة الأمنية في التعامل مع مخطّطات الأعداء والشبكات التخريبية في الداخل سواءً الشبكات التي تحاول تفجير الأوضاع الداخلية عبر العمليات التخريبية والاغتيالات ونشر الفوضى، أَو ما يخص الحرب الناعمة وما يوازيها من الحروب التي تستهدف الصمود والتماسك الاستراتيجي الداخلي للشعب.
ويوضح أن مستوى الاحتراف الذي باتت عليه أجهزة الأمن في مواكبة الأحداث الطارئة، وتحَرّكات الخلايا والجواسيس والمنافقين الذين يشغلهم تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي وصل لمستوى القدرة على إحباط معظم تلك المخطّطات والتحَرّكات وهي لا تزال في مهدها والقبض على الشبكات ومرتكبي الجريمة والاغتيالات في ظروفٍ قياسية بعضها لا تتعدى 48 ساعة، مؤكّـداً أن هذا دليلٌ واضحٌ على عمق التنسيق العملياتي والمعرفة المسبقة ببيئة هذه الخلايا والشبكات.
ويرى أن الحرب الأمنية القائمة على الشعب اليمني ليست وليدة يومها، بل تأتي ضمن مسارات حروب الجيل الخامس التي تشنها قوى العدوان أمريكا في المقدمة في إطار عملياتها الحربية الشاملة، وهي حرب موجهة تتشارك أنشطتها مع الحرب الناعمة والاقتصادية والمخابراتية والإعلامية التي تنظمها وتنفذها في وقتٍ واحدٍ وفي (حرب مختلطة) تتركز أهدافها على كيفية اختراق البنية الأمنية وخلخلة الوضع الداخلي والأمن القومي الاستراتيجي للبلاد وزعزعة الاستقرار.
ويضيف: “لذلك ما حقّقته الأجهزة الأمنية بعون الله تعالى من إنجازات خلال هذه المرحلة ضد مخطّطات قوى العدوان تعتبر انتصارات مهمة لا تقل شأناً عن الانتصارات العسكرية التي تصدرها قواتنا المسلحة على الأرض”، موضحًا أن مستوى المواجهة الذي تقوم به لا تتوقف في مواجهة مخابرات السعوديّة والإمارات وخلاياها فقط؛ لأَنَّ السعوديّ والإماراتي ليسوا سوى النسق الأول، وخلفهما تقف أجهزة دول العدوان الرئيسة جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، وجهاز المخابرات البريطانية MI6 والموساد الإسرائيلي التي يتمثل عملها في وضع المخطّطات العدوانية والتوجيهات وإدارة دفة الحرب الأمنية والإعلامية والمخابراتية القائمة.
بدوره يقول الخبير السياسي والعسكري أحمد الزبيري: إنه “يجب أن نشير إلى أن الإنجازات الأمنية كانت كبيرة إلى حَــدّ تساويها بالإنجازات التي تحقّقت في جبهات المواجهة والقتال مع العدوّ”.
ويضيف في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة” أن هذه ليست الشبكة الأولى التي تم اكتشافها، إلا أن هذه المرة كانت من الأكثر تعقيداً والتفاتات مباشرة، منوِّهًا إلى قدرة الأجهزة الأمنية على كشف هؤلاء المجرمين المرتبطين بالمخابرات السعوديّة، والذي كان له دلالة واسعة، تتمثل في أنه يصعب اختراق الجبهة الداخلية، وَخَاصَّة وأن الفيلم أشار إلى أنه كان هناك تعاون من المواطنين من أبناء اليمن الذين يهمهم الأمن، وما يشاهدونه من الأوضاع الأمنية في المحافظات المحتلّة والمحافظات التي تحت سيطرة التحالف الأمريكي السعوديّ ومرتزِقته.
ويؤكّـد أن هذا الإنجاز الأمني كبير، وفيه رسالة جديدة لتحالف العدوان ممثلاً بالنظام السعوديّ والإماراتي والأمريكي والإسرائيلي أننا قادرون على المواجهة في كُـلّ الجبهات، وأن محاولة اختراق الجبهة الداخلية ستفشل، وأي عمل سيتم كشفه، وسيتم محاسبة من قام به بقوة وبشكلٍ صارم سواء كانت قوى داخلية أو خارجية.
تراكُمُ الإنجازات
من جانبه يؤكّـد المحلل والخبير العسكري العقيد مجيب شمسان، أن هذا الفيلم الذي عرض هو من أهم الإنجازات الأمنية التي حقّقتها وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية بشكلٍ عام، مُشيراً إلى أنه يعكس النجاحات الأُخرى التي تقدمها اليوم صنعاء في تحقيق الأمن والاستقرار داخل المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ويضيف شمسان في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة” أن هذا الإنجاز هو جانب من الإنجازات النوعية، طالما وأن أهم جبهة كان يحاول العدوّ اختراقها هي الجبهة الداخلية، وبالتالي فَـإنَّ الجبهة الداخلية اليوم توازي الجبهة الخارجية من الناحية العسكرية ومن الناحية الأمنية، مُشيراً إلى أن هذا التوازي في الإنجازات يراكم رصيد صنعاء في تحقيق الدولة الحقيقية التي كان تحالف العدوان يسعى إلى قضمها من الداخل.
ويتابع حديثه: “هذا الإنجاز الذي تمثل في عرض هذا الفيلم، وما كشف عنه هو من أهم الإنجازات الأمنية، والتي من خلالها يركز تحالف العدوان على إحداث نوع من الاختلافات من خلال اختراق، أَو اغتيال بعض الشخصيات الهامة، ومحاولة لعب الدور واستغلال مثل هذه القضايا عبر تفكيك الجبهة الداخلية، غير أن الأجهزة الأمنية كما تجلى من خلال تلك القدرة النوعية التي ظهرت في مسألة الرصد والتتبع والوصول إلى الخلية وإلى أطراف الجريمة كان بارعاً من خلال ذلك الأداء الذي قدمته هذه الأجهزة الأمنية.
ويوضح أن الرسائل كانت واضحةً بأن كُـلّ محاولات التحالف التي يسعى من خلالها إلى خلخلة الجبهة الداخلية سيكون مصيرها الفشل طالما وهناك هذه اليقظة الأمنية وما باتت تتمتع به من قدرات ومن إمْكَانيات استطاعت من خلالها أن تفشل أكبر المخطّطات التي يسعى تحالف العدوان إلى تحقيقها في إنهاك الجبهة الداخلية وخلخلتها أملاً في تحقيق أهدافه التي عجز عن تحقيقها طيلة السنوات السابقة.
محمد الكامل