مجلس الأمة الكويتي الجديد: ثبات عروبي مقابل تحديات داخلية جمّة
موقع العهد/يوسف جابر
بنسبة 62%، غيَّرت انتخابات مجلس الأمة الكويتي 2020 تركيبة البرلمان، فبرز من بين 50 عضوًا 31 اسمًا جديدًا اختارهم الشعب لتمثيله.
النتائج المفاجئة للانتخابات رأى فيها مراقبون مؤشرًا على مرحلة جديدة في الكويت لم تتّضح معالمها بعد، لكن الثابت فيها صمود الدولة الخليجية بوجه موجة التطبيع الجارفة.
الباحث السياسي الكويتي الدكتور إبراهيم دشتي تحدّث لموقع “العهد الإخباري” عمّا خلُصت إليه المعركة الانتخابية، فقال إنَّ التغيير الحاصل في تركيبة المجلس نتج بالمقام الأول عن سوء إدارة المجلس السابق، وعدم تحقيقه لأيّة إنجازات على الصعيد الشعبي، سواء في الشق الرقابي أو التشريعي، وأضاف: “هذه رسالة من الشارع الكويتي أنه يريد عهدًا جديدًا، خصوصًا مع تسلم أميرٍ ووليّ عهد جديدْين”.
وأوضح دشتي أن هناك شخصيات يُحمِّلها الشارع الكويتي مسؤوليةً كبيرة في الفساد في البلاد سقطت، مُبيّنًا أن هذه الشخصيات التي كانت قد احتلَّت المراكز الأولى في الانتخابات البرلمانية الماضية، حصدت في انتخابات 2020 مراكز متأخرة لا تخوّلها الفوز في السباق الانتخابي”.
وحول تحديات المجلس الجديد، أشار دشتي إلى تحديَيْن اقتصادييْن أساسيَّيْن، هما انخفاض أسعار البترول في ظل عدم وجود بدائل دخل أخرى، وموضوع التضخم الذي يعدُّ الأعلى خليجيًا في عامي 2019-2020، رابطًا إيّاهما بملفّ الفساد، فالكويت في المرتبة 85 دوليا وفق مؤشر مدركات الفساد على الرغم من وجود برلمان وعدَّة جهاتٍ رقابية.
وتابع “ملف التركيبة السكانية يجب معالجته علميًا وليس شعبيًا، لدينا وافدون يجب أن نقسمهم إلى قسمين، وافدٌ يساعدنا في بناء الوطن وآخر عمالة هامشية أوجدتها السلطة والتاجر الفاسد وهذا ما تجب معالجته”.
أمَّا عن ثوابت الكويت إزاء القضية الفلسطينية، فجزم دشتي في حديثه لـ “العهد” بأن البرلمان سيكون ضد التطبيع، عاكسًا إرادة الشارع الكويتي، وشدَّد على أنه “لو خضعت السلطة الكويتية للضغط الخليجي الأمريكي بغية التطبيع، فستواجه تحدي الرفض الشعبي الذي لن يخضع كونه مؤمنا بأحقية القضية الفلسطينية”.
وعن إمكانية ترؤُس مرزوق الغانم مجلس الأمة مجددًا بعدما نال أعلى الأصوات ضمن دائرته، أوضح أن هناك تحديات بموضوع رئاسة المجلس، والأوفر حظًا بحسب القراءات هو بدر الحميدي الفائز السابع عن الدائرة الثالثة بعضوية البرلمان.
والجدير ذكره أنَّ منصور الغانم كان رئيسًا لمجلس الأمة منذ عام 2013 وأعيد انتخابه رئيسًا للمجلس عام 2016، وحصل على أعلى الأصوات في الدوائر الخمس في انتخابات 2020.