مجلة “New Lines Magazine ”عن مسؤول دفاعي في البنتاجون والمدير التنفيذي لمعهد كورنيل : طائرات الحوثيين المسيرة تستنزف خزائن وزارة الدفاع الأمريكية والهجوم على تل أبيب اختراق لأحدث الأنظمة الدفاعية المتطورة والمكلفة

مجلة “New Lines Magazine ”عن مسؤول دفاعي في البنتاجون والمدير التنفيذي لمعهد كورنيل : طائرات الحوثيين المسيرة تستنزف خزائن وزارة الدفاع الأمريكية والهجوم على تل أبيب اختراق لأحدث الأنظمة الدفاعية المتطورة والمكلفة

أكدت  مجلة “نيو لاينز” الأمريكية إن الولايات المتحدة تواجِهُ مأزِقًا في تكاليف المواجهة غير المتكافئة مع القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر؛ لأَنَّ العملياتِ اليمنيةَ منخفضةَ التكلفة تستنزفُ الذخائر والقدرات العسكرية الأمريكية باهظة الثمن، مشيرة إلى أنه حتى لو تمكّنت واشنطن من العثور على بدائلَ أرخصَ ثمنًا، فَــإنَّ نشرها وإدخَالها في الخدمة سيستغرق وقتًا، كما أنها لا تضمن عدم استمرار تطور القدرات والأسلحة اليمنية إلى مستويات غير متوقعة.

وقي تقريراً للمجلة  الامريكية “نيو لاينز”  حمل عنوان “طائرات الحوثيين المسيرة الرخيصة تستنزف خزائن البنتاغون”

 وجاء فيه أنه “في حين يبحث الجيش الأمريكي عن بديل غير مكلف، فَــإنَّه ينفق مئات الملايين من الدولارات لمحاربة الهجمات منخفضة التكلفة”.

وأشَارَ التقرير إلى أنه في وقت سابق من هذا الشهر أرسلت القوات المسلحة اليمنية “طائرة بدون طيار منخفضة التكلفة عبر البحر الأبيض المتوسط إلى المجال الجوي فوق تل أبيب، فانفجرت على ارتفاع منخفض للغاية، وأسفر الهجوم عن مقتل شخص وإصابة ما لا يقل عن 10 آخرين”.

واعتبر أن “الأضرار التي سببها هذا الهجوم على تل أبيب تظهر جانب نقاط الضعف في الحرب غير المتكافئة، على وجه التحديد، تظهر كيف يمكن للطائرات بدون طيار الرخيصة والمرتجلة أحياناً اختراق أنظمة دفاعية متطورة ومكلفة”.

وَأَضَـافَ أن الجيش الأمريكي لا يزال منذ ما يقارب العام منخرطًا في ما وصفه بـ”حرب طويلة ومكلفة” غير متكافئة في البحر الأحمر وخليج عدن، مُشيراً إلى أن “حاملات الطائرات الأمريكية وسفنها الداعمة وأجنحتها الجوية وأصولًا أُخرى أنفقت ذخائر بملايين الدولارات بمعدل يومي تقريبًا، وهي التكلفة التي تجاوزت الآن أكثر من مليار دولار، وَفْـقًا لوزير البحرية كارلوس ديل تورو”.

وقال إنه “على الرغم من مزاعم البنتاغون بأن هذه الجهود من شأنها أن تعطل وتضعف قدرات الخصم، فَــإنَّ القتال لا يُظهر أية علامات على نهايته، في حين تستمر تكلفته في الارتفاع”.

وكيل وزارة الحرب الأمريكية لشؤون المشتريات والاستدامة ويليام لابلانت

ونقل التقرير عن وكيل وزارة الحرب الأمريكية لشؤون المشتريات والاستدامة ويليام لابلانت قوله خلال شهادته أمام لجنة فرعية بمجلس الشيوخ في مايو الماضي: “إذا كنا نسقط طائرة بدون طيار أحادية الاتّجاه بقيمة 50 ألف دولار، بصاروخ قيمته 3 ملايين دولار؛ فهذه ليست معادلة تكلفة جيدة”.

واعتبر التقرير أن ضعف أداء الجيش الأمريكي في المواجهة مع اليمن يعود لعدة أسباب منها: عدم مواكبة التطور في طبيعة الصراعات خلال السنوات الأخيرة، مُشيراً إلى أن القوات الأمريكية كانت تركز من قبل على “مواجهة العبوات الناسفة المرتجلة، وخطر الهجمات الانتحارية المفاجئة أَو الكمائن، وليس أسراب الطائرات بدون طيار أَو الصواريخ”.

المدير التنفيذي لمعهد كورنيل بروكس للسياسة التكنولوجية،

ونقل التقرير عن جيمس باتون روجرز، المدير التنفيذي لمعهد كورنيل بروكس للسياسة التكنولوجية، قوله: إن “الحروب التي خاضتها القوى بعد الحرب الباردة كانت في أغلبها ضد أُولئك الذين لم يمتلكوا قدرات هجومية جوية تشكل تهديداً، وبالتالي أصبح الاستثمار في هذا المجال أقل أهميّة، وبدلاً عن ذلك، كانت العبوات الناسفة البدائية هي السلاح الذي يجب التغلب عليه”.

وذكر التقرير أنه في ديسمبر الماضي، وبعد مرور أكثر من عام على الحرب في أوكرانيا وشهرين على القتال في البحر الأحمر، صرح وكيل وزارة الحرب الأمريكية لابلانت بأن “الولايات المتحدة بحاجة إلى أنظمة مضادة للطائرات بدون طيار على نطاق واسع”، وقال: “نحن بحاجة إلى الكثير منها، أيًّا كانت – حركية أَو غير حركية”.

ولكن بحسب التقرير “في صيف عام 2024، لا يزال الجيش يعتمد على نفس أدوات الدفاع الجوي الباهظة الثمن، وتشمل هذه الصواريخ أرض-جو والأسلحة المحمولة على الطائرات المقاتلة والتي يمكن أن تكلف عدة ملايين من الدولارات لكل ضربة”.

ونقل التقرير عن لابلانت قوله في فبراير الماضي: إن “ميزانية البنتاجون لجهود مكافحة الطائرات بدون طيار تم إنشاؤها في معظمها قبل غزو أوكرانيا. ويحتاج البنتاجون إلى مزيد من المرونة في التعامل مع المخصصات فيما يتعلق بالتهديدات المتغيرة”.

وبحسب التقرير فَــإنَّ “القيادة المركزية الأمريكية تتكتم على الذخائر المحدّدة المستخدمة في مهام الاعتراض اليومية تقريبًا ضد الطائرات بدون طيار والصواريخ، ومع ذلك، فقد اعترفت البحرية بأنها أطلقت صواريخ قياسية من طراز (إس إم -2) وَ(إس إم -6) وَ(إس إم-3) لإسقاط الطائرات بدون طيار، ويمكن أن تتراوح تكلفة هذه الصواريخ من 2 مليون دولار إلى 27.9 مليون دولار للقطعة الواحدة، بحسب الطراز والنسخة”.

وأضاف: “لا تعلنُ القيادة المركزية الأمريكية عن الذخائر المستخدمة لكل ضربة أَو اعتراض، لكن نظرة متحفظة على التكاليف تضعها بأكثرَ من مليون دولار لكل عملية إطلاق”.

وأشَارَ التقرير إلى أن “البحريةَ الأمريكية أكّـدت هذا الشهر أن مجموعة حاملة الطائرات آيزنهاور، التي تولت زمام المبادرة في أدوار الاعتراض في معظم فترة الصراع في البحر الأحمر، أطلقت 155 صاروخًا قياسيًّا من سلسلة (إس إم) بالإضافة إلى 135 صاروخ كروز من طراز توماهوك (حوالي 2 مليون دولار لكل صاروخ)، وهذا يزيد عن نصف مليار دولار منذ انتشار مجموعة حاملة الطائرات آيزنهاور في المنطقة في أُكتوبر، وبالإضافة إلى ذلك، أطلقت الطائرات المخصصة للمجموعة الضاربة 420 صاروخًا جو-أرض و60 صاروخًا جو-جو، ولم توضح البحرية ما تم استخدامه على وجه التحديد، لكن قائد حاملة الطائرات (آيزنهاور) أشار سابقًا إلى ترسانة تضم صواريخ جو-أرض من طراز (إيه جي إم 114) وتكلفتها حوالي 150 ألف دولار لكل صاروخ”.

واعتبر التقرير أنه “إذا كان من الصعب القضاء على الخطر الذي تشكله مجموعة واحدة لديها القدرة على الوصول إلى الذخائر الرخيصة، فَــإنَّ هذا الربيع سلط الضوء على مدى التكلفة التي قد يترتب على شن هجوم واسع النطاق من قبل دولة قومية، ففي أبريل، أطلقت إيران وشركاؤها الإقليميون أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصواريخ كروز وباليستية باتّجاه “إسرائيل”؛ رَدًّا على هجوم إسرائيلي على موقع دبلوماسي إيراني في سوريا.. ومرة أُخرى، التزم الجيش الصمت، لكن سربين من القوات الجوية أسقطا أكثرَ من 80 طائرة بدون طيار في ذلك اليوم باستخدام صواريخ جو-جو بتكلفة 472 ألف دولار تقريبًا لكل صاروخ، وهذا يزيد عن 35 مليون دولار. وقد كان هذا مُجَـرّد عُنصر واحد من استجابة عسكرية أوسع نطاقًا، في عُطلة نهاية أسبوع واحدة فقط. وعلى النقيض من ذلك، ورغم صعوبة التأكّـد من الأرقام الدقيقة، ربما لم تنفق الجمهورية الإسلامية أكثرَ من 50 مليون دولار على الهجوم من حَيثُ تكاليف الذخيرة الصرفة”.

وقال التقرير إنه “حتى لو تمكّن الجيشُ من العثور على أسلحة أرخصَ واختبارها وإنتاجها بسرعة، بحيث تحل محل الأسلحة الباهظة الثمن الموجودة في الخدمة حَـاليًّا، فَــإنَّ نشرها في الخدمة يشكّل مسألة مختلفة تماماً؛ لأَنَّ اللوجستيات اللازمة لمثل هذا الإصلاح سوف تستغرق وقتاً طويلاً”.

وَأَضَـافَ أنه “في حين يسارع البنتاجون إلى الحصول على أدوات أكثر فعالية من حَيثُ التكلفة لمكافحة أسراب الذخائر الرخيصة القابلة للتصرف، هناك خطر يتمثل في ظهور تكتيكات أَو أسلحة جديدة فجأة لم تستعد لها الولايات المتحدة وحلفاؤها”.

ونقل التقرير عن الباحث روجرز قوله إنه “من المرجح أن تظهر خصائصُ أكثرُ استقلاليةً في الطائرات بدون طيار المعادية، ويمكن استخدام أسراب أكبر لمحاولة التغلب على الدفاعات الجوية، وقد تصبح الأسلحة الرخيصة أكثر دقة”.

وأضاف: “يمكن للولايات المتحدة وحلفائها تطويرُ مضادات أحدثَ، لكن تكتيكات الخصوم ستستمر في التطور.. إنها لُعبة القِطِّ والفأر القديمة بين الهجوم والدفاع، وهي لعبة تتطور باستمرار ولن يتم حلها بين عشية وضحاها”.

 

أكثر من 100 ألف دولار تكلفة إسقاط طائرة مسيرة واحدة :رئيس مشتريات الأسلحة في البنتاغون ويليام لابلانت يكشف عن الورطة الحقيقية للولايات المتحدة في مواجهتها مع اليمن

وفي وقت سابق قال مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية، إن “الجهود الحالية لوقف الطائرات بدون طيار التي يطلقها المسلحون الحوثيون في اليمن تعتمد على صواريخ باهظة الثمن تطلق من مدمرات البحرية أو الطائرات المقاتلة”، موضحا أن السعر الحالي “أصبح باهظ الثمن للغاية”.

أقر رئيس قسم المشتريات في البنتاغون، ويليام لابلانت بالتكاليف الباهظة التي تتكبدها الولايات المتحدة من أجل إسقاط طائرة مسيرة يمنية واحدة من تلك التي يتم إطلاقها ضد السفن المحظور عبورها من باب المندب.

وقال لابلانت في تصريحات أدلى بها في مؤتمر استضافه مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية في الولايات المتحدة إن “الولايات المتحدة بحاجة إلى طرق أرخص لإسقاط الطائرات بدون طيار”، مضيفاً إن “الجهود الحالية لوقف الطائرات بدون طيار التي يطلقها المسلحون الحوثيون في اليمن تعتمد على صواريخ باهظة الثمن تطلق من مدمرات البحرية أو الطائرات المقاتلة، إن السعر الحالي أصبح باهظ الثمن للغاية”.

وكشف المسؤول الدفاعي الأمريكي عن الرقم الذي تخسره واشنطن من أجل إسقاط طائرة مسيرة واحدة فقط، حيث قال “إن تكلفة إسقاط طائرة واحدة تزيد حالياً عن 100 ألف دولار”.

 وأشار موقع ” task and purpose “  الأمريكي والمتخصص بالشؤون العسكرية الأمريكية،إن البنتاغون لا يكشف عن جميع أسلحته التي يستخدمها للتصدي للهجمات اليمنية، لكن الصاروخ القياسي الذي يستخدم أكثر من غيره للتصدي للهجمات هو صاروخ أرض جو متوسط المدى يكلف الواحد مليونين و100 ألف دولار.

وبحسب “موقع المساء برس” فإن البنتاغون بيحث في الوقت الحالي عن بدائل للتصدي للطائرات المسيرة اليمنية التي يتم إطلاقها بكثافة على السفن الحربية الأمريكية والبريطانية والسفن التجارية الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية أيضاً، تكون أرخص من تلك التي تستخدمها حالياً البحرية الأمريكية والتي تُكبد البنتاغون خسائر باهظة.

لكن مراقبين عسكريين يؤكدون أن الولايات المتحدة تحتاج إلى سنوات لكي تصبح جاهزة للتعامل مع الهجمات اليمنية من هذا النوع ومن دون أن يكلفها ذلك مبالغ باهظة لإسقاط طائرة مسيرة واحدة.

وحالياً فإن جميع أنظمة الأسلحة الأمريكية المركبة والمستخدمة على متن السفن الحربية هي باهظة الثمن والطلقات التي تحتوي عليها أيضاً باهظة الثمن وكل صاروخ اعتراضي يسمى طلقة.

كما أنه من الصعب على الولايات المتحدة أن ترمي بكل ترسانتها العسكرية البحرية الحالية والتي تبنيها وتطورها على مدى العقود الماضية لتصل إلى ما وصلت إليه من تطور وقوة، وتقوم باستبدالها بمنظومات تكون أرخص ثمناً، إذ سيكون ذلك بمثابة مقبرة جماعية لترسانة الأنظمة التسليحية الأمريكية المستخدمة على متن السفن الحربية والتي تتفاخر بها الولايات المتحدة وجعلتها أكبر قوة بحرية في العالم.

ثم إن الولايات المتحدة لا تريد أن تفقد ما لديها من أسلحة تصنعها وتبيعها بأسعار مرتفعة لمختلف الدول، فجزء من الاقتصاد الأمريكي قائم على مبيعات الأسلحة، وهذا يضع الولايات المتحدة بين خيارات صعبة للغاية، فإما أن تقبل الخسارة وتكبد هذه التكاليف الباهظة لاعتراض أي هجوم، أو إنتاج أسلحة دفاعية أرخص وتكافئ الأنظمة الهجومية الرخيصة التي تنتجها وتطلقها القوات المسلحة اليمنية، وهذا الخيار بقدر ما هو مفيد للولايات المتحدة حالياً بقدر ما هو ضربة على المدى الطويل وخسارة استراتيجية لواشنطن التي ستفقد سوقها في إنتاج السلاح التقليدي الباهظ الثمن لأن عملاءها من المشترين سيعزفون عن شراء السلاح التقليدي الباهظ ويطلبون شراء ما تنتجه أمريكا من أنظمة دفاعية جديدة ورخيصة الثمن، إضافة إلى أن من غير السهل أن تتحول شركات الأسلحة الأمريكية والغربية وفجأة من إنتاج الأسلحة التقليدية الباهظة إلى إنتاج الأسلحة والأنظمة الهجومية أو الدفاعية الرخيصة.

قد يعجبك ايضا