مجلة jacobin الأمريكية : اليمنيون هزموا أقوى الإمبراطوريات وبعمليات إسناد غزة اكتسبوا مكانة دولية بين ملايين البشر في مختلف أنحاء العالم
قالت مجلة “جاكوبين – Jacobin “ والتي تعد من أبرز الأصوات اليسارية الأمريكية، حيث تقدم وجهات نظر اشتراكية في السياسة والاقتصاد والثقافة في تحليلاً للكاتبة الفرنسية الكاتبة الفرنسية هيلين لاكنر
إنه منذ عشر سنوات تمكنت القوات المسلحة اليمنية من هزيمة التحالف الذي قادته المملكة العربية السعودية والإمارات ضد اليمن، حيث كان مدعوم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وتمكنت من هزيمة تحالف حارس الأزدهار الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة في البحر الأحمر..كما أن القوات المسلحة اليمنية تمكنت من شن هجمات واسعة النطاق على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، المرتبطة بدولة الاحتلال الصهيوني او لها علاقة بالولايات المتحدة وبريطانيا.. وفي الفترة الأخيرة تمكنت القوات المسلحة اليمنية من ضرب إسرائيل بطائرة بدون طيار رخيصة الثمن وصاروخ فرط صوتي.
وأكدت أنه من خلال هجمات قوات صنعاء على سفن الشحن في البحر الأحمر، اكتسبت مكانة دولية بين ملايين البشر في مختلف أنحاء العالم الذين صدمتهم المذبحة المستمرة التي يتعرض لها الفلسطينيون وفشل زعماء العالم، بما في ذلك زعماء الأمم المتحدة، في وضع حد لها.
والواقع أن التوقعات السائدة بأن الحرب سوف تمتد قريباً إلى الضفة الغربية ولبنان تجاهلت تصميم الزعماء هناك وخارجها على تجنب مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة..وعلى النقيض من ذلك، قامت القوات المسلحة اليمنية المتمركزة في اليمن، على بعد ألفي كيلومتر من قلب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبلا حدود مشتركة، بعمل عسكري كان له تأثير كبير على المنطقة حتى لو كان محدودا من حيث الضربات الفعلية على إسرائيل.. ولم يتوقع أحد أن تكون قوات صنعاء مسؤولة عن التدخل العسكري الرئيسي لدعم الفلسطينيين.. والآن أصبحت مكانة الجماعة كعضو مهم في “محور المقاومة” مضمونة، بالإضافة إلى الاهتمام العالمي الذي تحظى به.
وذكرت أنه منذ عام 2015، أكدت القوات المسلحة اليمنية أن معركتها كانت مقاومة وطنية ضد العدوان الأجنبي من قبل السعوديين وحلفائهم من دول مجلس التعاون الخليجي بأسلحة أمريكية ودعم فني أمريكي وبريطاني..وفي عام 2022، أدى تصميم النظام السعودي على إنهاء الحرب اليمنية من أجندته الحالية إلى مفاوضات مباشرة مع صنعاء.. وكانت تلك المحادثات على وشك التوصل إلى اتفاق نهائي عندما بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.. وكان الاتفاق رسميًا بين صنعاء والسعودية..على الرغم من محاولة تصوير المملكة العربية السعودية كوسيط، وبالتالي تحاول الهروب من الاتهامات المحتملة بارتكاب جرائم حرب خلال السنوات السبع من الضربات الجوية التي نفذتها القوات السعودية على اليمن.
وتابعت إن دعم الفلسطينيين، أو المعارضة العنيفة لإسرائيل، يشكل جزءاً من النسيج الأساسي لقوات صنعاء.. ومن بين العبارات الخمس التي تشكل الشعار الذي يحدد وجهة نظرها الأساسية، هناك عبارتان: “الموت لإسرائيل” و”اللعنة على اليهود”..ومنذ أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت قوات صنعاء بعض الصواريخ مستهدفة جنوب إسرائيل، وهو المدى الأقصى لأسلحتها في ذلك الوقت.. ورغم أن هذه القذائف لم تتسبب في أضرار جسيمة، فإن انخفاض حركة الملاحة البحرية في المنطقة أدى في نهاية المطاف إلى إفلاس ميناء إيلات، وهي ضربة قوية للاقتصاد الإسرائيلي.
وأعادت الحركة تركيز تكتيكاتها نحو اتخاذ إجراءات فعالة ضد طريق التجارة بين البحر الأحمر وقناة السويس.. وبدءًا من نوفمبر 2023، هاجمت القوات المسلحة اليمنية السفن في البحر الأحمر التي لها أي صلة بإسرائيل، سواء كان ذلك في شكل ملكية أو اتفاقيات تشغيل أو وجهة في الموانئ الإسرائيلية.
وفي الوقت نفسة كان التأثير الرئيسي للعمليات اليمنية على حركة المرور في البحر الأحمر وقناة السويس، والتي انخفضت بشكل كبير.. وانخفضت حمولة السفن العابرة للقناة من 1.5 إلى مليار طن في السنة المالية 2023-2024، وانخفض عدد السفن بمقدار الخمس، في حين انخفضت عائدات شركة القناة من 9.4 مليار دولار أمريكي إلى 7.2 مليار دولار أمريكي في نفس الفترة.. وبالنسبة للتجارة العالمية، فإن الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح يطيل وقت السفر بحوالي عشرة أيام.. كما أنه يزيد من التكاليف التشغيلية، فضلاً عن تقليل توافر البضائع بمرور الوقت، مما يتسبب في إزعاج طفيف، وخاصة للمستهلكين الأوروبيين.
الصحيفة رأت إنها المعركة الأكثر استدامة التي شهدتها البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية… نحن على وشك أن تصبح قوات صنعاء على شن أنواع الهجمات التي لا تستطيع الولايات المتحدة إيقافها في كل مرة، وبعد ذلك سنبدأ في رؤية أضرار جسيمة.. ومع ذلك، إن الاستراتيجية الأميركية غير فعّالة، والتكلفة المالية هائلة مقارنة بنفقات قوات صنعاء، الذين تتراوح تكلفة طائراتها وصواريخها بين 2000 و10000 دولار لكل طائرة، في حين أن الطائرات والصواريخ الأميركية تكلف ما لا يقل عن مليوني دولار لكل طائرة..وتبلغ تكاليف تشغيل حاملة الطائرات المنتشرة في المنطقة 8 ملايين دولار يوميا.
اليمنيون يمتلكون الشجاعة والأخلاق في حروبهم ولا يحبون أن يهاجمهم أجنبي وموقفهم يتناسب مع منطقية الدفاع عن النفس
وفي تحليلاً سابق قالت الباحثة الفرنسية هيلين لاكنر، إن الضربات الأمريكية على اليمن لا ترتبط بالتحالف الأمريكي العسكري في البحر الأحمر لتأمين الملاحة الدولية كما تدعي الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن التدخل الأمريكي في المنطقة أو حتى خارج المنطقة خلال العقود القليلة الماضية، يقود إلى التساؤل بجدية عن المعايير وعلى أي أساس تقوم الولايات المتحدة بما تفعله، مؤكدةً أن اليمنيين لا يحبون أن يهاجمهم أو يغزوهم أجنبي مهما كان وصفه.
وقالت الباحثة هيلين لاكنر المتخصصة في الشأن اليمني، في مقابلة مطولة أجراها معها دانييل دينفير لمجلة “جاكوبين”،
إن اليمنيين “مؤيدون للغاية للفلسطينيين، كما أنهم لا يحبون أن يتعرضوا للهجوم أو الغزو من قبل أي أجنبي مهما كان وصفه. لقد جمع الحوثيون الناس حولهم طوال السنوات التسع الماضية إلى حد كبير، رداً على الهجوم السعودي، وما اعتبروه هجوماً سعودياً، وما قدموه على أنه هجوم سعودي: أي أن الأجانب يهاجموننا، ويجب علينا الدفاع عن أنفسنا”.
وأكدت: “على عكس الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين تدعيان الدفاع عن النفس بينما تهاجمان الآخرين، فإن [الحوثيين في الواقع] لديهم كل الحق في الحديث عن الدفاع عن النفس. أعني أن الصواريخ الأمريكية لا تهاجم جمهورية الكونغو الديمقراطية، بل تهاجم الأراضي اليمنية، والتي هي بالتأكيد جزء من المكان الذي يعيشون فيه. لذا فإن هذا يتناسب مع تعريف أكثر منطقية للدفاع عن النفس من قول الأمريكيين إنهم في حالة دفاع عن النفس عندما يهاجمون مكاناً يبعد آلاف الأميال”.
وأشارت إلى أن الحوثيون كما يمتلكون الشجاعة فهم يمتلكون الأخلاق في حروبهم ضد أعدائهم أيضاً
وشعارهم المتمثل بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل واضح ، هم يعادون فقط كل من يعادي الإسلام والمسلمين ويعادي فلسطين
واردفت إن موقفهم وعمليتهم في البحر الأحمر واضحة هم فقط يمنعون مرور السفن التي لها علاقة بأمريكا وبريطانيا و إسرائيل … و لا يمسون أي سفينة عالمية أخرى على الإطلاق بمعنى أنهم رجال ذو إنسانية وقيم واخلاق عالية
والدليل على ذلك أن كل السفن التي ليس لها علاقة بتلك الدول التي تعتدي على فلسطين و اليمن يسمحون لها بالمرور وتمر بشكل يومي من باب المندب والبحر الأحمر بسلام ..
وأوضحت إن موقف الحوثيين واضح للغاية وهم يعلنون كل يوم تقريباً أن هجماتهم على السفن في البحر الأحمر سينتهي بمجرد انتهاء الحرب في غزة ..
التقنيات العسكرية الغربية المتطورة فشلت أمام قوات صنعاء في البحر الأحمر
وفي تحليلاً سابق قالت “مجلة جاكوبين- jacobin “ إن التقنيات العسكرية الغربية المتطورة أثبتت فشلاً واضحاً في الحرب غير المتكافئة، وإن المواجهة مع قوات صنعاء في البحر الأحمر أظهرت ذلك.
وأكدت إن التقنيات العسكرية الغربية المتطورة فشلت أمام قوات صنعاء في البحر الأحمر : عدم كفاءة سادة الحرب ” دفاع مكلف وهزيمة رخيصة -أخطاء بمليارات الدولارات -إهدار الدعم العام)
من الصعب جداً هزيمة اليمنيين في ساحة المعركة
وقال تقريرٌ نشرته مجلةُ “جاكوبين” الأمريكية،: “إن الحربَ الأمريكية على اليمن ستنتهي بالفشل، وإن الشعبَ اليمني من مختلفِ التوجّـهات السياسية يدعمُ توجُّـهَ صنعاءَ العسكري في البحر الأحمر”.
وقالت المجلةُ في تقرير نشرته يوم السبت: إن “الحكومةَ الأمريكية تواصل ضرباتِها الجوية في اليمن بينما تزعُمُ أنها ليست في حالة حرب”، واصفةً ذلك بأنه “حربٌ أمريكية غير معلَنة”.
واستبعدت المجلة أن تؤديَ الضرباتُ الأمريكية إلى تحقيق “ردع” يوقف هجمات قوات صنعاء، مشيرة إلى أن اليمنيين الذي حملوا السلاح ضد صنعاء “أصبحوا يدعمون الآن الهجماتِ على السفن المتجهة إلى “إسرائيل” في البحر الأحمر.