مجلة “ناشيونال إنترست” :لمستهلكون الأمريكيون سيشعرون بآلام تضخمية مع استمرار الهجمات اليمنية المساندة لغزة في البحار
أكد تقرير أمريكي جديد أن الهجمات اليمنية التي تستهدف سفن الشحن الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية سيكون لها تأثير وضغوط ملموسة على المستهلكين داخل الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت القريب ، وأن تداعيات الهجمات على الاقتصاد الأمريكي والأوروبي بدأت تتزايد من خلال تضاعف تكاليف الشحن وتأخر سلاسل التوريد ناهيك عن الآلام التضخمية التي بدأت تطال شركات الشحن ، والمصنعون وتجار التجزأة.
ونشرت مجلة “ناشيونال إنترست” أمس الأول ، تقريراً جاء فيه أن المستهلكين الأمريكيين سوف يشعرون قريباً بآلام تضخمية إذا استمرت الهجمات اليمنية ضد السفن الأمريكية.
وقالت المجلة الأمريكية : إن تأثير الهجمات من اليمن على السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا بدأ يصل إلى المستهلكين الأمريكيين ، في ظل فشل الضربات الأمريكية والبريطانية على اليمن.
وبحسب التقرير فإن الآثار الاقتصادية للبحر الأحمر والاضطرابات ستتفاقم بمرور الوقت، وستكون شركات الشحن أول من يشعر بهذه التأثيرات، يليها المصنعون، وتجار التجزئة، وأخيراً المستهلك.
وأشار التقرير إلى أن تغيير مسارات السفن حول رأس الرجاء الصالح يؤدي إلى “تكاليف إضافية للوقود، وتأخيرات طويلة، وارتفاع أقساط التأمين، مما يرفع التكاليف على شركات الشحن بما يصل إلى مليارات الدولارات”.
ونقل التقرير عن الرئيس التنفيذي لشركة ميرسك العملاقة للشحن قوله إنه “في هذا الوقت الذي يمثل فيه التضخم مشكلة كبيرة، فإنه يفرض ضغوطاً شديدة على تكاليفنا، وعلى عملائنا، وفي النهاية على المستهلكين في أوروبا والولايات المتحدة”.
ووفق التقرير فقد وصلت أسعار الشحن إلى ذروتها في فبراير بنسبة 190% مقارنة بالمقارنة مع فترة ما قبل الأزمة ، وهو أعلى مما كانت عليه في ذروتها خلال جائحة كوفيد-19 في عام 2021، وعلى الرغم من انخفاض هذه المعدلات، إلا أنها لا تزال أعلى بنسبة 100% من معايير ما قبل الأزمة، ويتم تصفية هذه التكاليف المتزايدة واستيعابها بشكل مختلف عبر سلسلة التوريد العالمية.
وأضاف التقرير : إن التأثير الكامل لهجوم من سماهم “بالحوثيين” على الشحن سيظل يؤثر على المستهلكين الأمريكيين، وأحد الأسباب هو أن زيادة تكاليف الشحن تشكل عبئاً غير متناسب على القطاعات ذات هوامش الربح الضيقة، مثل الملابس والمواد الكيميائية، وحتى شركات الشحن نفسها.
وأوضح التقرير أن كبار تجار التجزئة في الولايات المتحدة مثل (إتش آند إم) و(تارجيت) و(وولمارت) يشعرون بآثار الاضطرابات في البحر الأحمر، حيث “تقوم شركة تارجت، على سبيل المثال، بتوريد الملابس والبلاستيك ولعب الأطفال ومنتجات الصرف الصحي من الموردين في الهند وباكستان، والتي يتم شحنها عبر البحر الأحمر، وقد اتخذ معظم تجار التجزئة خطوات للحد من هذه الاضطرابات من خلال طلب منتجاتهم مسبقاً أو نقل الإنتاج بالقرب من المستهلكين”.
أقرأ أيضا بعض ما تناولته مجلة «ناشونال انترست” عن اليمن
- مجلة “ناشيونال إنترست”: أصبح لدى اليمنيين ترسانة أسلحة متزايدة التعقيد
- مجلة ناشيونال انترست الأمريكية :الحوثيين أحدثوا ثورة في الحرب البحرية وهجماتهم تحمل دروساً قاسية للغرب
مجلة «ناشونال انترست»: أثبت الحوثيون أن الصواريخ البالستية قادرة على ضرب السفن المتحركة
أفردت مجلة «ناشونال انترست» الأمريكية تقريراً كاملاً للحديث عن القدرات اليمنية، سواء في استهداف السفن المتحركة بصواريخ بالستية، أو العمليات بعيدة المدى إلى الأراضي المحتلة.
وقالت المجلة: «أثبت الحوثيون أن الصواريخ البالستية قادرة على ضرب السفن المتحركة»، مشيرة إلى أن الهجمات اليمنية في البحر «سارت بشكل أفضل منذ تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث أطلقوا مئات من صواريخ كروز والصواريخ البالستية والطائرات بدون طيار على السفن في البحر الأحمر أو خليج عدن».
وأضافت: «من المحير أن الحوثيين لم يطلقوا المزيد من صواريخ كروز»، متسائلة : «هل يحفظونها لمفاجآت لاحقة».
وأكدت المجلة أن المهام الدفاعية للبحرية الأمريكية ضد الصواريخ والمسيرات اليمنية كفلت الولايات المتحدة ذخيرة تقدر بملايين الدولارات، مشيرة إلى أن «التحديات المتعددة مع صواريخ الحوثيين تشبه الصعوبات التي تواجهها إسرائيل مع صواريخ حماس، حيث استخدمت إسرائيل لسنوات طويلة أجهزة اعتراضية لمنع الصواريخ التي تحلق فوقها والغارات الجوية لتدميرها على الأرض، ولكن أيا من الإجراءين لم ينجح قط في الحد من إطلاق الصواريخ».
من جهتها قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن جو بايدن يواجه خياراً صارخاً بشأن هجمات الحوثيين الجريئة بشكل متزايد.
ونقلت الصحيفة عن علي فايز، مدير مشروع إيران في مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية في واشنطن، وكيفن دونيجان، نائب الأميرال المتقاعد الذي قاد القوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط كقائد للأسطول الخامس من عام 2015 إلى عام 2017، قولهما إن الطريقة الأكثر فاعلية للحد من تهديد الحوثيين هي وضع حد للحرب في غزة.
وبيّن دونيجان: «علينا أن نعمل على حل الصراع في غزة أو إيقافه بطريقة ما»، مؤكداً أن «هذا هو الشيء الوحيد الذي سيسمح بتغيير ما يحدث».
مجلة “The National Interest” الأمريكية : اليمن والمقاومة الفلسطينية تكتبان نهاية استراتيجيات الغرب العسكرية
على واشنطن الاستيقاظ من سباتها.. لا صواريخ تكفي لمواجهة اليمنيين
شككت صحيفة أمريكية في جدوائية الاعتماد على استراتيجية الغرب العسكرية باهظة الكلفة في خوض الحروب الحديثة، مستدلة بما تفعله المقاومة الفلسطينية في غزة، والجيش اليمني جنوب البحر الأحمر وكيف استطاعت تقويض قوة الجيوش الغربية وفي مقدمتها الجيش الأمريكي، بتكلفة قليلة.
ونشرت مجلة “The National Interest” الأمريكية، في الـ26 من ديسمبر الجاري، تقريرا مطولا تناول عدة نماذج للحروب التي يشهدها العالم في الوقت الحالي، ويمثل الغرب طرفا فيها سواء بقوة مباشرة أو بما يقدمه من أسلحة للطرف الموالي له، ومن بين الأمثلة التي ساقتها الصحيفة حرب غزة وتصدي المقاومة الفلسطينية لقوات العدو الصهيوني، وأيضا الحرب البحرية التي تخوضها اليمن في مواجهة البحرية الأمريكية والغربية التي تريد كسر الحصار المفروض على كيان العدو في البحر الأحمر من قبل اليمن.
فما يحدث في غزة وجنوب البحر الأحمر، هو مواجهة مصيرية بين استراتيجية الغرب وكيان العدو العسكرية التي تعتمد على امتلاك أسلحة متطورة باهظة الثمن لتحقيق نصر عسكري سريع، وبين استراتيجية فصائل المقاومة الفلسطينية والقوات المسلحة اليمنية، التي تعتمد على استنزاف العدو عسكريا واقتصاديا بأسلحة قليلة التكلفة وذات جدوائية عالية يتم تصنيعها محليا.
وكمثال آخر لفشل الاستراتيجية العسكرية الغربية، تناولت الصحيفة الأمريكية الحصار البحري الذي يفرضه اليمن على كيان العدو نصرة لغزة، موضحة أن القوات البحرية الأمريكية تستخدم صواريخ بقيمة 2 مليون دولار لإسقاط طائرات تابعة للجيش اليمني تكلفتها 2000 دولار فقط.
ووفقا للمجلة فقد تمكنت اليمن باستراتيجيتها منخفضة التكلفة من تقويض قدرة الجيش الأمريكي في التصدي لعملية استهداف السفن المتجهة إلى كيان العدو الصهيوني في باب المندب والبحر الأحمر، معتبرة أن الأمر ببساطة يرتبط بالتكلفة، فبينما تدعو بعض الأصوات إلى قصف مصادر إطلاق المسيرات والصواريخ في المناطق اليمنية، فإن هناك تساؤل مهم وهو: “ما هي الأهداف التي يمكن قصفها؟”، مشيرة إلى أن القوات المسلحة اليمنية تعتمد على استخدام منصات خفيفة وقليلة التكلفة ويمكن نقلها من مكان إلى آخر كما يمكن تشغيلها عن بعد، وهو ما يعني أن قصف تلك المنصات ستكون تكلفته باهظة دون تحقيق أي نتائج تذكر”
البحرية الأمريكية لا تمتلك ما يكفي من صواريخ الدفاع الجوي
وفي تقرير اخر قالت مجلة ناشيونال انترست إن التحدي الأخير الذي قدمته جماعة الحوثي يثبت أن خزانة الصواريخ والذخائر الأمريكية غير كافية لصد الهجمات المتكررة من الأعداء الذين لديهم أسلحة أرخص بكثير.
وأوضح تقرير للمجلة الأمريكية أن تكاليف الدفاعات الجوية في البحر الأحمر تتصاعد -ماليا وعسكريا- وهو ما يثير القلق في واشنطن.
وأشار إلى أن أن البنتاجون عجز عن استبدال مخزونات القنابل والصواريخ والذخيرة والقذائف المستنفدة بسرعة وهو ما يعني أن استمرار الهجمات سيؤدي إلى نفاد تلك الذخائر.
ونوه التقرير إلى أن موسكو وبكين تعرفان نقطة الضعف الأمريكية هذه جيدا وبينما تتعقب الصين تضاءل الذخائر الأمريكية تواصل بناء ترسانتها المكونة من آلاف الصواريخ الباليستية المتطورة الفائقة وفرط الصوتية.
وكشفت تقارير إعلامية أمريكية أن تكلفة الصاروخ الذي تطلقه البارجة الأمريكية لاعتراض طائرة مسيرة قيمتها 2000 دولار يصل إلى 2.5 مليون دولار.