مجلة دير شبيغل الألمانية : الغرب يتغاضى عن الموت الصامت لليمنيين لكي يبيع الأسلحة للسعودية
تحدثت مجلة ألمانية شهيرة عن “موت صامت” للشعب اليمني في ظل صمت الغرب إزاء العدوان السعودي على اليمن واعتبرت هذه المجلة ان سبب التنكر لهذه المحنة والتغاضي عنها هو ان اليمنيين لايشكلون تهديدا في قضية تدفق اللاجئين الى أوروبا وان السعودية هي من أهم زبائن الأسلحة الألمانية.
فقد تناولت مجلة دير شبيغل الالمانية في تقرير الاوضاع المتردية للشعب اليمني في ظل العدوان السعودي وكتبت: يموت آلاف الأشخاص في اليمن بالحرب والجوع والعطش ويقع الضرر الأكبر على الاطفال لكن الغرب يراقب هذا الوضع من بعيد لأنه لايوجد هناك أحد يهرب من اليمن وان احد الأطراف المتورط في هذه الحرب (السعودية) يعتبر من مشتري الأسلحة الالمانية الصنع.
وجاء في هذا التقرير أيضا: يمضي أكثر من 20 شهرا على قيام تحالف عربي تقوده السعودية بشن الحرب على اليمن وهدف هذا التحالف العسكري هو الإطاحة بحركة أنصارالله التي تسيطر منذ عام 2014 على العاصمة اليمنية واجزاء كبيرة من اليمن والإتيان من جديد بعبد ربه منصور هادي الى الحكم.
وتضيف المجلة الالمانية ان السعودية تعتبر من اهم زبائن ومستوردي الأسلحة من ألمانيا وان مجلس الأمن الفيدرالي الألماني قد وافق في اجتماعه الأخير على بيع كمية كبيرة من العتاد المستخدم في سلاح المدفعية الى السعودية التي تستخدم هذه الأسلحة في حرب اليمن.
وهناك الان 2.2 مليون شخص مشرد بسبب الحرب في اليمن كما تشير احصائيات الأمم المتحدة ان 10 آلاف شخص قتلوا ايضا خلال هذا العدوان السعودي وهؤلاء هم الضحايا المقتولين بشكل مباشر في الحرب. وكان اليمن يعتبر من أفقر الدول العربية حتى قبل بدء العدوان السعودي لكن اوضاعه تدهورت بشكل أكبر خلال الشهور الماضية فهناك الان حوالي 21 مليون يمني هم بحاجة الى المواد الغذائية والمياه والمساعدات الطبية وهذا يسمى “موتا صامتا”.
ان حرب اليمن ليست معروفة مثل المعارك الجارية في الموصل وحلب وهناك عدد قليل من النشطاء والصحفيين الذين يذهبون مع كاميراتهم الى اليمن، ان آلاف المدنيين يقتلون أو يموتون بسبب سوء التغذية ويدفنهم أقربائهم دون ان يعرف العالم ماذا يجري هناك.
اما أوروبا فهي أيضا تغض طرفها عن هذه المحنة والمأساة لأن هناك عدد قليل جدا من اليمنيين الذين يمكنهم الهروب من بلادهم واللجوء الى الغرب لأن السعودية تحاصر الحدود اليمنية.
ان هذه الاوضاع تضر بالأطفال أكثر من غيرهم فهناك مليون ونصف مليون طفل وطفلة أصيبوا بسوء التغذية في هذا البلد وان الأوضاع تتدهور بشكل مضطرد في اليمن منذ شهر سبتمبر حتى الان، لكن ورغم ذلك فإن كافة الجهود لحل هذه الأزمة عبر الحوار قد فشلت حتى الآن.
وتابعت مجلة دير شبيغل الألمانية: ان السعودية تبرر عدوانها على اليمن كخطوة لمكافحة النفوذ الايراني في المنطقة وهي تأمل ان تتلقى المزيد من الدعم من امريكا مع مجيء الرئيس الأمريكي الجديد.