مجلة“ناشونال إنترست”: الحديدة ورقة سعودية إماراتية لتحسين شروط التفاوض
قالت مجلة ناشونال أنترست الأمريكية: إن معركة الحديدة في اليمن لم تعد قضية يمنية، وإنها محاولة من التحالف العدواني السعودي الإماراتي لتحسين وضعهم الميداني والتفاوضي بعد ثلاث سنوات من التقديم البطيء لاستعادة الأجزاء الواسعة البلاد التي سيطر عليها “أنصار الله” المقاوِمة للعدوان.
وأضافت المجلة في تقرير موسع لها: إن القوات الإماراتية والسعودية بدأت معركة للسيطرة على المدينة البحرية، ، في محاولة لتحسين المواقف الميدانية السعودية والإماراتية قبل المفاوضات المستقبلية، خاصة وأن مبعوث الأمم المتحدة الجديد مارتن غريفيث، يقوم حالياً بتسويق “خطة سلام” لإنهاء أزمة الحرب على اليمن.
ووفقاً للمجلة برزت الحديدة كنقطة محورية في مناورة التحالف بقيادة نظام بني سعود لتقوية يده في مواجهة “أنصار الله” ، وبالتالي تمهيد الطريق لتحقيق نصر ما في اليمن، حيث تعتبر الحديدة ,التي تمتلك أكبر ميناء بحري يغذي غالبية اليمن بالمواد الغذائية والإغاثية , مركزاً استراتيجياً.
وبحسب المجلة الأمريكية فإن السيطرة على الحديدة سيؤثر بشكل إيجابي على وضع النظامين السعودي والإماراتي العسكري في اليمن ,لكن في المقابل سيترك بعض الآثار السلبية على السعودية والإمارات ، فهي ستكون المسؤولة بشكل كامل عن توزيع كميات هائلة من المساعدات تصل إلى نحو 8 ملايين نسمة، وعدم القيام بهذه المهمة سيعرضهم للمجاعة ، كما أن السيطرة على الحديدة لن تمكن السعودية والإمارات من اتهام “أنصار الله” بالتسبب “بمجاعة وأزمة إنسانية في البلاد” كما تدّعي الآن.
وأشارت المجلة الأمريكية الى أن النظام الإماراتي وسَّع من علاقاته التجارية والعسكرية إلى مناطق جديدة هي أراضي الصومال وجيبوتي وإرتيريا، وهو جزء من خطة إماراتية للسيطرة على ممر قناة السويس والمحيط الهندي الحيوي المتمركز حول باب المندب المائي في اليمن، غير أن هذه الخطة فشلت في الصومال وجيبوتي أيضاً.
مقابل ذلك زادت الإمارات من زخمها الهجومي العدواني في اليمن، لتعويض خسائرها في الصومال وجيبوتي، وهو ما يمكن أن يعقد من مهمة المبعوث الأممي، خاصة إذا تمكنت تلك القوات العدوانية فعلاً من السيطرة على الحديدة والميناء، بحسب المجلة الأمريكية.