مجزرة المهاجرين الأفارقة.. توحش أمريكي مع سبق الإصرار والترصد

الديلمي:

استهداف مركز إيواء المهاجرين الأفارقة جريمة أمريكية مركبة تضاف إلى سلسلة الجرائم بحق المدنيين.

الصيادي:

على الدول العربية والإسلامية تفعيل المقاطعة الاقتصادية ردا على المجازر الأمريكية والإسرائيلية.

أمل الماخذي:

الإمعان الأمريكي في استهداف المدنيين انتهاك صارخ للقوانين الدولية.

يواصل العدوان الأمريكي ارتكاب المجازر الجماعية بحق المدنيين في اليمن، راميا بالقوانين والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان عرض الحائط.

وتكشف المجازر الوحشية الوجه الحقيقي للعدو الأمريكي ونزعته الإجرامية التي اعتاد عليها منذ عقود من الزمن.

فمنذ بدء التصعيد في منتصف مارس الماضي والعدو الأمريكي يمارس على اليمن سلسلة من الجرائم الوحشية بدءاً بمجزرة رأس عيسى التي راح ضحيتها 245 شهيداً ومصاباً، مرورا بجريمة فروة التي خلفت 46 شهيداً ومصاباً، وجريمة محيط مستشفى لبنان، ثم المجزرة الأمريكية المروعة في منطقة ثقبان والتي اسفرت عن سقوط 12 شهيدا  وعشرات المصابين، يليها بساعات المجزرة الأمريكية الوحشية بحق مركز إيواء المهاجرين الأفارقة بمحافظة صعدة والتي أسفرت عن سقوط  استشهاد 60 وإصابة 65 مهاجراً أفريقياً في حصيلة غير نهائية.

وتعكس الجرائم الأمريكية الوحشية التخبط الأمريكي وفشله الذريع في تحقيق أهدافه المتمثلة في الحد من القدرات العسكرية اليمنية ومنع العمليات العسكرية اليمنية ضد الكيان الصهيوني إسنادا لغزة.

ووفق خبراء وناشطين حقوقيين فإن استمرار العدو الأمريكي في ارتكاب الجرائم الوحشية بحق المدنيين في اليمن والتي تتزامن مع ما يقوم به الكيان الصهيوني من مجازر جماعية في قطاع غزة يمثل تحدياً واضحاً للأمم المتحدة والهيئات والمؤسسات التابعة لها بما فيها مجلس حقوق الإنسان ومحكمة الجنايات الدولية.

ويؤكد وزير حقوق الإنسان السابق علي الديلمي أن إقدام العدوان الأمريكي على استهداف المهاجرين الأفارقة تضاف إلى الجرائم الأمريكية بحق المدنيين والأبرياء.

ويوضح -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- أن العدو الأمريكي تعمد استهداف مركز إيواء المهاجرين الأفارقة، رغم معرفته الكاملة أن ذلك المكان منشأة مدنية تحتضن مهاجرين أفارقة يحضون بالحماية الدولية، وتزورهم منظمة الهجرة واللجوء بشكل متكرر، وهو ما يجعل تلك الجريمة مكتملة الأركان.

ويبين الديلمي أنه ليس المرة الأولى التي يقدم العدو الأمريكي فيها على استهداف مركز إيواء المهاجرين الأفارقة بمحافظة صعدة، فقد سبق وأن استهدف ذات المكان في العام 2021م، وذلك من خلال العدوان السعودي الإماراتي، والذي كان يشرف عليه مباشرة العدوان الأمريكي.

ويشير الديلمي إلى أنه على الأمم المتحدة والمنظمة الدولية للهجرة واللجوء التحرك الجاد لمحاسبة العدوان الأمريكي، وذلك كون هذه المهام من صميم أعمالها، موضحا أن على الدول الأفريقية التحرك الجاد ضد العدو الأمريكي انتقاما لمواطنيها.

وبالرغم من إدراك تلك المنظمات الدولية والمؤسسات الحكومية لما ينبغي فعله إزاء المجازر الأمريكية في اليمن والمجازر الإسرائيلية بقطاع غزة، غير أن تلك المنظمات تلزم الصمت خوفا من الإرهاب الأمريكي والإسرائيلي.

ويؤكد الديلمي أن الغطرسة الأمريكية تقوم بإسكات كل صوت حر يجهر بجرائمها ويقف بوجهها، مبينا أن صمت الأمم المتحدة والهيئات التابعة لها إزاء المجازر الأمريكية والإسرائيلية شجع الأمريكان والصهاينة على ارتكاب المجازر المروعة باستمرار.

ويلفت إلى أنه وبالرغم من الصمت الأممي والدولي المريب إزاء المجازر الوحشية المروعة في اليمن وغزة، إلا أن العدو الأمريكي والإسرائيلي لن يفلت من العقوبات.

ضرورة التحرك الجاد لوقف المجازر الأمريكية والإسرائيلية

وفي السياق ذاته يؤكد الناشط الحقوقي سند الصيادي أن جريمة استهداف سجن مدني بالقصف وبداخله مهاجرون أفارقة في اليمن جريمة أمريكية مركبة.

ويوضح -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- أن الاستهداف الأمريكي لمركز إيواء المهاجرين الأفارقة يُعد انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

ويقول الصيادي “انتهك العدوان الأمريكي مبدأ التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية (مادة 48 و52 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف)، والسجون المدنية محمية بموجب القانون الدولي الإنساني، واستهداف سجن مدني يشكل جريمة حرب، لأنه هجوم على هدف مدني محمي”.

ويضيف “وحتى لو افترضنا وجود هدف عسكري وهو غير وارد، فإن أمريكا انتهكت أيضا مبدأ حظر الهجمات العشوائية أو غير المتناسبة (مادة 51 من البروتوكول الإضافي الأول)، والذي يحظر الهجوم إذا توقع أن يسبب خسائر مدنية مفرطة مقارنة بالمكاسب العسكرية، وانتهكت مبدأ الاحتياط الذي يجب اتخاذه لتجنب إصابة المدنيين”.

ويشير الصيادي إلى أن العدو الأمريكي انتهك أيضا اتفاقية حماية المحتجزين (اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة) التي تنص على ان المحتجزين المدنيين (بمن فيهم المهاجرون) يتمتعون بالحماية بموجب المادة 3 المشتركة لاتفاقيات جنيف، مؤكدا أن العدو الأمريكي انتهك المادة السادسة من القانون الدولي لحقوق الإنسان التي تنص على الحق في الحياة وحظر الحرمان التعسفي من الحياة، حتى في النزاعات المسلحة.

وبالعودة إلى سلسلة الجرائم الأمريكية المرتكبة في اليمن فإن العدوان الأمريكي تجاوز كل الأعراف والمواثيق الدولية.

وتنص المادتان السابعة والثامنة من قانون روما الأساسي على أن كل من يستهدف الأعيان المدنية والمهاجرين العزل فإنه ارتكب جريمة حرب دولية وجريمة ضد الإنسانية، وهو ما يوجب على محكمة الجنايات الدولية إدانة ومحاكمة القادة العسكريين والمسؤولين عن التخطيط أو التنفيذ، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي المجرم دونالد ترامب.

ويشدد الصيادي أن إقدام العدو الأمريكي على هذه الجريمة وسابقاتها يزيد من ضرورة تحرك المجتمع الدولي للتحقيق في هذه الجريمة ومحاكمة المسؤولين، فضلًا عن توفير تعويضات للضحايا، كما يمكن للمحاكم الوطنية ممارسة الاختصاص لمحاكمة المتورطين.

وعلى المستوى الإنساني يؤكد الناشط الحقوقي الصيادي أن الصمت عن هذه الجريمة وسابقاتها يزيد من أزمة الثقة الحاصلة في المنظمات الدولية والإنسانية، ويزيد من تفاقم الحالة الانسانية ومعاناة المهاجرين الأفارقة، كما أنها جرائم تعري الوحشية الأمريكية والعقلية الإجرامية للإدارة الأمريكية.

وينوه إلى أنه من الواجب اليوم اتخاذ موقف دولي ضاغط، وتحقيق دولي مستقل ومطالبة المحكمة الجنائية الدولية بالتحرك ضد أمريكا و”إسرائيل”، كون الهجوم قد استوفى معايير الجرائم الدولية، وهذا يتطلب الرد عليها تحركاً جماعياً من الدول والمنظمات الدولية لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب، وإعادة الاعتبار للقانون الدولي والإنساني.

وأمام تلك المجازر الأمريكية والإسرائيلية المروعة بحق أبناء الأمة الإسلامية في اليمن ولبنان وفلسطين، ينبغي على شعوب الدول العربية والإسلامية تفعيل المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الأمريكية والإسرائيلية، وعلى اليمنيين على وجه الخصوص الاصطفاف وراء القوات المسلحة اليمنية والقيادة الثورية لتصعيد العمليات القتالية ضد العدو الصهيوني والأمريكي.

تحدٍّ صارخ للقوانيين الدولية

وبالرغم من أن مركز إيواء المهاجرين الأفارقة يخضع لإشراف مباشر من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمة الدولية للهجرة واللاجئين، إلا أن تلك الحصانات الدولية لم تسهم في حماية المهاجرين من الإجرام الأمريكي، الأمر الذي يجعل تلك الجريمة تحديا صارخا لتلك المنظمات الدولية.

وتؤكد الناشطة الحقوقية نائب المدير العام لمنظمة إنسان الحقوقية أمل الماخذي أن العدوان الأمريكي تعمد استهداف مركز إيواء المهاجرين الأفارقة، رغم إدراكه أن تلك المنطقة مدنية خالصة لا توجد فيها أي مظاهر مسلحة أو أي عمليات عسكرية، أو أي شي له علاقة بالعمليات العسكرية.

وتقول -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- “أتى القانون الدولي الإنساني لينظم الحروب ويحد من المآسي والجرائم، وأتت اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين في الحروب والنزاعات المسلحة، وهذه الجريمة وغيرها تعتبر انتهاكا واضحا وصريحا وتعديا على المواثيق والاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الدول واعتبرت ملزمة للجميع”.

وتضيف “كما هو واضح من جميع المجازر التي ارتكبتها الولايات المتحدة الأمريكية بحق الشعب اليمني أن تستخدم المدنيين في بنك أهدافها لعجزها عن تحقيق أي إنجازات عسكرية، وكوسيلة ضغط للاستسلام والرضوخ لها”.

وفيما يواصل العدو الأمريكي استهدافه الأحياء السكنية وقتله المتعمد للمدنيين اليمنيين بهدف الضغط عليهم لثنيهم عن موقفهم الإيماني المناصر لغزة، يتحمل الشعب اليمني تبعات قراره الإسنادي لغزة بكل إيمان وصبر واحتساب، مقدما قوافل الشهداء والجرحى انتصارا للقضية الفلسطينية.

قد يعجبك ايضا