مجزرة «المعمداني» نقطة التحول الكبرى.. الحماية الأميركية – الغربية مسؤولة عن الإجرام الصهيوني.. والمنطقة نحو الاحتمالات الأسوأ
لم تكتفِ أداة الإجرام الأميركية والإسرائيلية بإشعال المنطقة وإيجاد ساحات للفوضى والرعب، بل امتدت لتثبت عمق دناءة هذا العدو القائم على منطق القتل العمد والإجرام بصورة مباشرة، آخذاً بما تبقى من ملاذٍ آمن للفلسطينيين لاحتمالات زجّها في حروب طاحنة، بعيدة كل البُعد عن منطق القوانين الدولية وحقوق الإنسان، فكانت مجزرة مستشفى المعمداني خير دليل وإثبات جديد على تورط يد أميركا في حرب غزة، كيف وهي التي عطلت قراراً روسياً بالأمس أمام مجلس الأمن يقضي بالتهدئة وإيقاف نزيف الدم الفلسطيني، لكن ما حدث وضع الجميع أمام احتمالات ربما الأسوأ فيما لو لم تتحرك الضمائر نحو إيقاف هذه الحرب الظالمة على الفلسطينيين.
استهداف مباشر
500 شهيد على الأقل في قصف شنته مقاتلات الاحتلال – مساء أمس الثلاثاء – على المستشفى الأهلي المعمداني، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع، استهداف من نوع مُختلف لم يشهده المستشفى أبداً منذ إنشائه قبل نكبة فلسطين بأكثر من نصف قرن وسط مدينة غزة، في أحد المربعات السكنية المكتظة بحي الزيتون، في حين لم يغب عن بال أحد أيضاً ما سبق المجزرة من تهديد صريح وتحذير مباشر من «الجيش الإسرائيلي» .
فارس أحمد: المجزرة كشفت مجدداً حقيقة العدو الإسرائيلي وحكومته الفاشية
وإرهابها وفضحت مجدداً الدعم الأمريكي والغربي له
الطائرات الإسرائيلية شنت غارة على المستشفى الكائن بحي الزيتون في غزة، أثناء وجود آلاف المواطنين النازحين الذين لجؤوا إليه بعد أن دُمرت منازلهم، وبحثوا عن مكان آمن، وفق تأكيد الصحفي الفلسطيني في جريدة «الثبات» اللبنانية فارس أحمد لـ«تشرين» على الوقائع، وهو ما كشف مجدداً حقيقة هذا العدو وحكومته الفاشية وإرهابها، كما فضح الدعم الأمريكي – الغربي لهذا الكيان برأي الصحفي أحمد.
عقيدة راسخة
هي استراتيجية الإبادة الجماعية والقتل والمجازر، لم تأت من عبث، بل هي متأصلةٌ في صلب عقيدة الكيان الصهيوني، وفق توصيف الباحث الاستراتيجي والمحلل السياسي أمين حطيط من لبنان لواقع التصعيد، الذي يتمثل بمجازر كانت عنوان قيام كيان الاحتلال ولم يتوان يوماً عن القيام بها في أي وقت يتهيأ له فيه الظرف.. والأمثلة كثيرة منها مجزرة دير ياسين وكفر قاسم وقانا في لبنان وبحر البقر في مصر، أدلةٌ دامغة تثبت جيلاً بعد جيل عقيدة «إسرائيل» القائمة على مبدأ «اقتل حتى تعيش» من دون خوف من محاسبة دولية، ما جعلها تتصرف برأي الباحث حطيط كأنها فوق القواعد الشرعية والوضعية أيضاً، لا تأبه بشرعٍ أو بوضعٍ، بينما توجهها القوة.
تغطية دولية
ضمن تصنيفه يُعرف هذا الفعل بالإبادة الجماعية، وعليه يجب ألا يمر مرور الكرام في حال وجود مجلس أمن متماسك قادر على الكيان الإسرائيلي بموجباته العامة برأي الدكتور حطيط، لكن الحماية الدولية تجعل «إسرائيل» تفلت من العقاب، وهنا نجد أن المقاومة هي الأساس بمواجهة هذا العدو.. والسؤال الأهم اليوم هو برأي حطيط: إلى أين تتجه الأمور بعد المجزرة؟
فارس أحمد: رواد التواصل الاجتماعي عملوا بالصوت والصورة على نسف المزاعم الإسرائيلية حول مَن قصف مشفى المعمداني ومنهم من يعمل في مواقع إعلامية أميركية
بالطبع سيتجه الجميع للموقف الأميركي الذي وإن تلقى ضغوطاً مؤثرة خاصة من العرب والمسلمين فمن الممكن أن يتراجع عن دعمه المطلق للعدو بإيقاف القتل برأيه. أميركا، التي أرسلت وزير خارجيتها منذ اليوم الأول الذي فاخر بأنه يهودي يأتي إلى «إسرائيل» لنجدتها، ووزير دفاعها الذي تباهى بوجود حاملات طائرات خلفه وقوات سينشرها شمال فلسطين المحتلة لحماية «إسرائيل» وأن عتاده وقواته لحمايتها، والآن يأتي جو بايدن لتقديم ولاءه وخدماته للكيان أيضاً، أمور يجب ألا ننساها، برأي الباحث الاستراتيجي أمين حطيط.
د. حطيط: استراتيجية الإبادة الجماعية والقتل العمد والمجازر لم تأت من عبث
بل هي متأصلةٌ في صلب عقيدة الكيان الصهيوني
ما قامت به أميركا من نصح للكيان الإسرائيلي بعدم خوض عملية برية في غزة ليس من أجل فلسطين فحسب، بل هو خوف من سحق جيش الاحتلال. أميركا اليوم هي المسؤول عن إيقاف المجازر أيضاً برأيه، كيف وهي التي أوقفت مشروعاً روسياً بالأمس في مجلس الأمن يقضي بإيقاف الحرب وإدخال المساعدات.
محور المقاومة لا ينطق إلا بلغة تفهمها «إسرائيل» وهي لغة القوة، حسب توصيف حطيط من لبنان، لأن العدو لا ينظر إلا لمن يؤلمه، فإذا تم الرد بالشكل الذي يؤلم «إسرائيل» بإنسانها وبنيانها، هنا فقط تقف المجازر، فاليوم لا نراهن على يقظة ضمير الاحتلال، الذي يعتبر أن ما يقوم به هو واجب وحق له، وأن إبادة الناس هي من أجل أن يعيش، والحرب لن تنتهي بيوم أو يومين.
تضليل إعلامي
لم تقف مجريات حرب غزة على استخدام آلات القتل العمد والإبادة الجماعية فقط، بل تعدت الأمر للخوض في حرب مضللة شنها جو بايدن منذ اللحظة الأولى، محملاً المقاومة مسؤولية الهجوم، كما تم ترويج النفي، وفق تأكيدات الصحفي فارس أحمد، عبر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجيش الاحتلال وعلى حساب «إسرائيل» الرسمي على منصة (إكس – تويتر سابقاً) وذلك عبر تغريدة تم تعديلها بعدها لإزالة الفيديو الذي قدمه العدو كدليل على قصف المستشفى من حركة الجهاد،
د. حطيط: أميركا اليوم هي المسؤول عن إيقاف المجازر فيما لو تلقت ضغوطاً مؤثرة خاصة من العرب والمسلمين
حسب زعمه، بعدما تنبه له متابعون وفق الصحفي أحمد، كان بينهم مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» الذي كان قد أشار بالفعل إلى أن المقطع تم تسجيله حوالي الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي، أي بعد 40 دقيقة من قصف لمستشفى، مثلما كتب الصحفي روبرت ماكي الذي نشر سلسلة من التغريدات كشفت تناقضات وزيف المزاعم الإسرائيلية.
وتوالت التأكيدات من رواد آخرين، وفق رواية الصحفي فارس أحمد، على منصة “إكس” كانت الشاهد على تعرية ونسف الرواية الإسرائيلية، والإشارة إلى أن قوة الانفجار الكبير الذي هزّ المستشفى لا يمكن أن تكون إلا من صاروخ إسرائيلي، كما أن «تل أبيب» معروفة بنفي جرائمها، مثلما حدث مع قتل الصحفية شيرين أبوعاقلة، قبل أن تعترف في وقت لاحق بأن رصاصة إسرائيلية كانت وراء قتلها.
تشرين – بارعة جمعة: