مجزرة السعودية في كشر تأكيد جديد على موت الضمير العالمي..بقلم/ علي الدرواني
ساعات قليلة فصلت بين الجريمة المتوحشة لطيران العدوان السعودي الأمريكي في كُشر حجة وبين المشاهد التي عرضتها قناة العربية والتي تظهر لحظات رصد تجمع النساء والأطفال في المنزل المستهدف، ثم قصفها بدون أدنى اعتبار للقواعد الإنسانية والأخلاقية فضلا عن القيم الدينية والإسلامية.
بكل بجاحة عرضت العربية تلك المشاهد زاعمة أنها لعناصر من المليشيات حسب تعبيرها، بينما تظهر في الصورة بوضوح أنها عبايات نسائية في طريقها إلى ذلك المنزل، وكأنها تتحدى العالم وتتحدى الضحايا، بأن العالم سيصدقها بأن الضحية هو من قتل نفسه، على قاعدة (عنزة ولو طارت)، تماما كما هو حال العالم في زمن لم يعد (يفرق بين الناقة والجمل) عندما يكون بينهما الريال السعودي.
ورغم إقرار تحالف العدوان بجريمته ونشر ذلك الفيديو لم تنل المجزرة المتوحشة لطيران العدوان السعودي في مديرية كشر بمحافظة حجة نصيبها من الاهتمام الإنساني والدولي عدا موقف خجول من الأمم المتحدة عبر منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ومطالبتها بإجلاء طبي عاجل للضحايا لم يتم الاستجابة لها حتى الآن.
وهنا يجب أن نسجل باسم الشعب اليمني كل الشكر والتحية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله في لبنان على المواقف المنددة بهذه المجزرة بالتحديد، وكل المواقف المؤيدة للشعب اليمني والداعمة له بشكل عام.
تفاصيل مرعبة لهذه المجزرة وما سمعناه من أهالي الضحايا عن معاناتهم، وتلك اللحظات العصيبة التي مروا بها، بدءا بتحركهم للبحث عن منازل ربما تكون أكثر أمنا من منازلهم، مرورا بوقوع الكارثة، وصولا إلى جهود الإنقاذ والإسعاف والذي أخذ من أحد الآباء المفجوعين بأولادهم، كل ساعات الليل، حيث تناوب الأب والأم حمل ولدهم الجريح بين الحياة والموت، بعد تدمير سيارة الإسعاف من قبل طائرات العدوان، هذه القصة في هذه المجزرة المتوحشة لوحدها كانت كفيلة كما سابقاتها من المجازر بأن تحيي عظام ضمير العالم الميت ولو كانت في الرميم.
صحيح أن هذه المجزرة ليست الأولى لتحالف العدوان بحق الشعب اليمني والنساء والأطفال لكنها من الجرائم الأكثر توحشا، والتي حملت في طياتها الكثير من الدلالات، وأبرزها هذه المرة جناية المرتزقة بحق أنفسهم وأهليهم، وقد تابعنا في اللحظات الأولى للقصف على وسائط التواصل الاجتماعي عدة تغريدات لبعض هؤلاء المرتزقة وهم يرحبون بالقصف المتوحش لقرى حجة، بعد هزيمة مشروع الفتنة في تلك المناطق الآمنة.
أحد هؤلاء المرتزقة غرد مبشرا بما وصفه بالهجمة المرتدة لصقور الجو، قبل أن يعود في تغريدته التالية وقد وصلته معلومات عن أهداف تلك الصقور أن أحد المنازل المستهدفة هو منزل ابن أخيه، عندها بدأ يصب لعناته وغضبه على تحالف العدوان والشرعية القذرة، معددا أسماء الشهداء من النساء والأطفال من أقربائه، كانوا ضمن أكثر من 40 مواطنا كلهم من النساء والأطفال قضوا بين شهيد وجريح في هذه المجزرة، بعضهم كان هاربا من غارات الطيران إلى مكان ظنوه أكثر أمنا، وإذا بحقد ووحشية آل سعود تلاحقهم بتلك الهجمة (المرتدة).
هكذا ذهب حكام الرياض إلى عواصم الغرب، لشراء أحدث أنواع الطائرات الحربية الفتاكة، ومختلف أنواع الأسلحة الذكية، ودفعوا لتلك الخزائن بمئات المليارات من الدولارات، من أجل أن تستقوي بها على النساء والأطفال.
وبنفس تلك المليارات يبدو أن الرياض قد اشترت الضمير العالمي والأممي، بل وحتى تمكنت من شراء العالم بما فيه من إعلام ومنظمات إنسانية وأممية، وربما حكومات وأنظمة، لكنها طوال 4 أعوام لم تستطع أن تشتري كرامة الشعب اليمني ولم تقدر على كسر إرادته رغم كل الأساليب والأوراق التي لعبتها.