مجرمو حرب اليمن وإصدار مذكرة دولية باعتقالهم ؟!
د. ربيعة بن صباح الكواري:
من حق الشعب اليمني المطالبة الدولية بحقوقه المنتهكة ومحاسبة المجرمين والقضاء الدولي لن يكون صامتا تجاه هذه الجرائم والمذابح لدعم اليمن ونصرته
ارتكبت قوات التحالف في حربها التي شنتها على اليمن وشعبه البريء جرائم إبادة ليس لها أي مثيل في التاريخ الحديث .. فقد أنفقت هذه الدول المليارات من الدولارات نظير حربها الخاسرة التي لو أنفقت على شعوبهم لكانت عملية صائبة .. ولكن التهور لدى قادة هذه الدول أعمى بصيرتهم واستعجلوا في شن هذه الحرب غير المنطقية وغير المتكافئة بين القوتين ؟!! .
ويبدو أن قوات التحالف ما زالت متغطرسة وتسير في نفس الاتجاه المتعنت لمواصلة هذه الحرب غير المبررة قانونيا حتى الآن ؟!! .
وهذا يؤكد على حقيقة مفادها أن السعودية والإمارات بشكل خاص تقودان هذه الحرب على الشعب اليمني في ظروف مالية أصبحت لا تطاق في الرياض من جهة .. وأبوظبي ودبي من جهة أخرى .. فقد أظهرت الهزة الاقتصادية التي حلت بدول التحالف في هذه الحرب الخاسرة أنها جاءت بإيعاز من قوى خارجية نعرفها جميعا وهي لا تهمها مصالح دول التحالف بقدر ما تهمها تحقيق مصالحها وتنفيذ أجنداتها الخارجية .. شاء من شاء وأبى من أبى ؟!! .
وكلنا يتذكر مذكرات الاعتقال الدولية التي صدرت في السابق باعتقال بعض القادة والزعماء في العالم بسبب جرائم الحرب والإبادة التي ارتكبوها في حق البشرية وقدمت للجميع الدروس والعبر ؟!! .
ولعل انتهاكات اليمن التي تعرض لها هذا الشعب البريء منها كبراءة الذئب من دم يوسف .. تجعل حديث المنظمات الحقوقية والإنسانية العالمية تتحدث عن فرضية محاكمة كافة من قام بتنفيذ جرائم الحرب هذه التي وقعت في اليمن من خلال الانتهاكات الفظيعة وغير الإنسانية .. في الوقت الذي تمر به أيضا إحدى دول المنطقة بحصار جائر وظالم تقوده بعض الأصابع الخفية بتآمر مكشوف سيكشف عنه قادم الأيام دون شك في ذلك ؟!! .
مجرمو الحرب يجب معاقبتهم حيث تؤكد التقارير الواردة من اليمن بأن حرب الإبادة التي وقعت لشعب اليمن لن تمر مرور الكرام دون عقاب من المنظمات الدولية بقرار تاريخي في الفترة المقبلة نظير فداحة هذه الجرائم التي تعدت على الأطفال والشيوخ والشباب والنساء وهدمت البيوت على الرؤوس وانتهكت الأعراض بكافة أنواع الجرائم .. وهو ما يجعل الشعب اليمني يمتلك زمام المبادرة لتأديب كل مجرم اشترك في هذه الانتهاكات ؟!! .
أعداء الأمة أول الرابحين ولعل أعداء اليمن ، والعرب بشكل عام ، هم أول من استفاد جراء اشتعال هذه الحرب على إخوتنا في اليمن لتحقيق بعض المكاسب .. فاستنزاف مليارات الدولارات من خزينة العرب ينصب في تبذير أموال شعوبنا .. أسوة بما حدث مع الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي ، ومن بعدها حرب الخليج الثانية بعد غزو الكويت .. وهذه هي الحقيقة ؟!! .
كلمة أخيرة أنفقت دول التحالف في حربها الخاسرة على اليمن وخسر الشعب اليمني كل ما يمتلك من عدة وعتاد .. والقضاء الدولي سيقول كلمته في الغد لإعادة الهيبة لهذا الشعب الذي ذاق ويلات الحروب دون إقناع المجتمع الدولي بالأسباب الحقيقية التي تنشدها قوات التحالف لتحقيق بعض المكاسب الاقتصادية والتجارية كما يقول أغلب النقاد والمحللين في وسائل الإعلام ؟!! .