متى سيرحل بنيامين نتنياهو عن هذه الأرض؟!

بسام أبو شريف*

 

عدم الرد على كل الجرائم التي ترتكبها إسرائيل سواء في جنوب لبنان استغلالا للأيام الستين حسب اتفاق وقف إطلاق النار أو في غزة التي نشاهد يوميا اكثر من أربع إلى خمس مجازر همجية وضرب مجدد للمستشفيات أو ما تبقى منها أو ما اصلح لمعالجة الأطفال أو التوغل في سوريا وإقامة مراكز ثابتة في درعا لقوات الاحتلال الإسرائيلية. كلا يا سادة لم نهزم ابذأ لكنها بثت نوعا من هبوط في المعنويات لدى جماهيرنا لأنها ظنت أن المواقف الصامتة وعدم الرد بفاعلية قوية على كل جرائم ترتكبها إسرائيل والولايات المتحدة هو نوع من التراجع والضعف قد يوحي بالهزيمة، ما هي الحقيقة هل هزمنا !

 

في مثل هذه الظروف التي نمر بها لا شك أن المواقف التي تتخذها فصائل مقاتلة صامدة جبارة ألحقت الخسائر الضخمة بإسرائيل وكادت أن تنهار الدولة تحت ضرباتهم دولة العدو نتيجة الفاعلية القصوى التي لم تشهد إسرائيل مثلها منذ إقامتها كقاعدة عسكرية للإمبريالية بعد الاستعمار التقليدي في العام 48 وفي قولنا هذا لن نلجأ إلى تحليلنا أو تقديرنا أو لبياناتنا السابقة بل سنعتمد فقط على ما قاله العدو بنفسه حول خسائره منذ السابع من أكتوبر 2023.

 

نستطيع القول قبل التفاصيل بان إسرائيل لن تعود أبدا تلك الدولة التي تتفوق على كل الجيوش العربية ولا كل البلدان العربية مهما كانت المساعدات والدعم الاقتصادي والمالي والعسكري والأسلحة والطيران الأميركي كبيرة حجما ونوعية لتبقى إسرائيل متفوقة على كل هذه الدول رغم وقوف الطاعة وتلقي الأوامر من الولايات المتحدة ومساعدة إسرائيل علنا وفي الخفاء لضرب الشعب الفلسطيني ومحاور المقاومة الأخرى وعلى رأسها محور لبنان البطل ومحور اليمن البطل ومحور العراق البطل اضافة لمقاومة الجبابرة الفلسطينيين بالأمس رغم كل الغارات والمجازر التي ترتكب في شمال القطاع ووسطه وجنوبه رغم كل ذلك تمكن أبطال المقاومة الفلسطينية من ضرب أربع دبابات إسرائيلية في جباليا البلد وجباليا المخيم هذه البقع المقاومة جبارة رغم كل محاولات إسرائيل وقصفها المدفعي والدبابات التي تمخر تراب غزة جيئة وذهابا وتطلق النار عشوائيا على الأطفال والنساء ورغم الغارات الجوية ورغم الصواريخ التي تقصف مخيمات اللجوء التي تعلن إسرائيل أنها آمنة لتكتشف الناس أنها أفخاخ للأطفال والنساء والرجال وها هي إسرائيل تعود لضرب المستشفيات أو ما تبقى منها أو ما اصلح منها لتعالج الأطفال الذين سحقوا في القصف والغارات والصواريخ وأمهاتهم وآبائهم وأجدادهم تقصف المستشفيات وتأمر بإخلائهم الأجزاء الأخرى منها كما أمرت بإخلاء المستشفى الأندونيسي وتعتقل الطواقم الطبية كما اعتقلت المشرف على مستشفى كمال عدوان بعد قصفه وضربه بالقذائف، رغم كل ذلك يتصدى المقاومون الأبطال بقبضاتهم وما تبقى معهم من صواريخ وأسلحة للهجمات الإسرائيلية وتتمسك المقاومة بما وافقت عليه في شهر تموز من العام الماضي حول التبادل للأسرى وانسحاب اسرائيل من قطاع غزة بأكمله.

 

أما في لبنان لا شك أن المعنويات هبطت كثيرا بعد ألف وأكثر من الخروقات الإسرائيلية وبعد ان تركت إسرائيل من قبل اللجنة المشرفة على إقامة ما تريد إقامته وان تفعل ما لم تتمكن من فعله في الهجوم العسكري الذي تصدى له أبطال الرضوان وأبطال حزب الله ومنعوهم من إقامة أو تسجيل أي هدف من أهدافهم في لبنان نراهم الآن تحت هذه الكذبة الكبيرة كذبة وقف إطلاق النار في جنوب لبنان التي سخر لإقامتها جندي إسرائيلي لنهى خدمته في الجيش الإسرائيلي وانتقل إلى الولايات المتحدة لتوظفه الصهيونية مستشارا لبايدن جولد شتاين الجندي الإسرائيلي الذي استقبل على اعلى المستويات ورأينا كيف أن رئيس وزراء لبنان المؤقت يتحدث معه من تحت الطاولة وليس من فوقها يجلس أمامه وكأنه يتلقى أوامره من ذلك الجندي الإسرائيلي الذي يتأبط كل مرة فتاة معه لتسجل كل ما يقوله اللبنانيون في الحكومة المؤقتة ومقابل ذلك سمع هذا الجندي كلاما من الرئيس نبيه بري ومن آخرين لا يثلج صدره أبدا وفي آخر اللقاء علم جولدشتاين أن للصبر حدود لدى المقاومة اللبنانية وأنها إن سكتت وصمتت على ما يدور فهي تصمت وتسكت من باب المصلحة الوطنية اللبنانية وحتى تفوت الفرصة على الأعداء الذين يتربصون بلبنان عبر فخ انتخاب رئيس جمهورية لبنان في التاسع من هذا الشهر ونحن نستطيع القول هنا تحليلا واستنادا لمعرفتنا بنبض الإيمان نبض القلب المؤمن نبض المؤمنين بالله وان وعد الله حق نعلم انهم سيصبرون حتى التاسع من هذا الشهر ليفوتوا الفرص على الأعداء أما بعد ذلك فنحن على يقين أن هنالك قوى محتشدة ومستعدة ومتجندة ومصممة وصابرة لتقوم بما يجب عليها أن تقوم به لإلغاء ومحو وإزالة كل ما زرعه العدو في قرى جنوب لبنان وكل الأجهزة التي ركبها والسواتر الترابية والإسمنتية وغيرها وقطع الطرق وتركيب المتفجرات التي قد تفجر بلحظة ما يقررها العدو في المدنيين الذين عادوا إلى قراهم في جنوب لبنان وبلداتهم ومدنهم من هنا يعرف المقاتلون والمقاومة التي سعت وتسعى لإبقاء التحالف مع الجيش اللبناني والتحالف المتين والعميق مع الشعب اللبناني بكل فئاته وأركانه هذا الاتفاق لن يفله الأعداء ولن يستطيعوا خرقه بل سيزداد لحمة مع بداية التصدي وإزالة كل ما حاول أن يكسبه العدو عبر اتاق وقف إطلاق النار الذي رتبه ذلك الجندي الإسرائيلي وإزالته إزالة نهائية.

 

الأمور ستنقلب انقلابا كبيرا فإسرائيل التي طلبت من بايدن أن يقدم لها آخر خدمة مجانية لمتابعة مجازرها الهمجية ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة طلبت من بايدن ذخيرة لمدافعها وطائراتها بقيمة عشرة مليارات دولار وسيبحث الكنغرس الأميركي وسيوافق حتما على إمداد إسرائيل بهذه الذخائر التي سيستلمها احتياطا لما يتصوره العدو من ردود فعل على ما قام به في لبنان جنوبا وفي شمال فلسطين المحتلة وسوريا ودرعا وغزة واليمن،

 

قلنا في البداية: إن كل هذا الذي يوحي او يؤثر أو ينتج هبوطا في المعنويات كلام له قيمته والهبوط في المعنويات شيء يجب أن نتوقعه لان شعبنا لم يعهد أن نتلقى ضربات متتابعة دون رد لم يتعود إلا على ما قاله امير الشهداء وسيد الشهداء شهداء الأقصى وشهداء الأمة حسن نصر الله السيد حسن نصر الله بنى المعنويات لتنتصر الشعوب وقال: إن استشهدنا انتصرنا وان عشنا انتصرنا وان وعد الله حق وسننال من الله نصرا لأننا نصرنا الله والله سينصرنا، قلنا في البداية إن كل ما يجري الآن لتهبط المعنويات لن يغير شيئا من الحقيقة التالية : ” أن ما جرى منذ السابع من أكتوبر 2023 حتى الآن دفع إسرائيل دفع إسرائيل للتراجع والهبوط في مستواها القتالي ومستوى جيشها ومستوى تفكيرها ومستوى سياستها ووضعها العالمي والدولي والإقليمي ما لم يحصل منذ إنشائها كقاعدة للإمبريالية الأمريكية والإمبريالية المتحالفة مع الولايات المتحدة.”

 

لقد انتقلت إسرائيل من تلك الدولة المتفوقة التي لا يمكن لأحد أن يتفوق عليها بالسلاح والطيران والقذائف والصواريخ إلى دولة المقاومة قادرة على الحاق الهزيمة بها وألحقت الهزيمة بها فعلا ماذا جرى على صعيد قطاع غزة وطوفان الأقصى الذي بدأ في السابع من أكتوبر 2023 ماذا جرى لست أنا الذي أقول ذلك وليس أي محلل فلسطيني أو ناطق عسكري فلسطيني بل العدو نفسه وفي بيان للتلفزيون الإسرائيلي كان نشر وثيقة سرية حول التحقيق الذي اجري حول أحداث السابع من أكتوبر ومسئولية من من الطرف الإسرائيلي حدث ذلك وما هي الخسائر التي ألحقت بإسرائيل وما هي الوسائل التي استخدمتها حماس لتنفيذها للأيام الأولى لطوفان الأقصى إليكم ما يلي إليكم جزءا من هذه الوثيقة التاريخية (تحقيق حول عمليات حماس في السابع من أكتوبر 2023 والكشف عن أرقام صادمة:

 

– 6 آلاف مسلح تسللوا إلى إسرائيل عبر 3 موجات رئيسية، ومن 114 ثغرة على الأقل في السياج والبوابات.

 

– من البحر:

 

1- 40 مسلحًا و5 قوارب عبروا البحر.

 

2- اثنان فقط تم اعتراضهما من قبل البحرية الإسرائيلية.

 

3- 3 قوارب وصلت إلى شاطئ زيكيم ونفذت اقتحامًا كبيرًا هناك أوقع الكثير من القتلى والجرحى.

 

– من الجو:

 

1- 8 طائرات شراعية تحمل مسلحين.

 

2- 3 طائرات شراعية هبطت في نتيف هعسراه وقتلت 21 إسرائيليًا.

 

3- 4 طائرات أخرى هبطت في كفار عزة وانضمت للمسلحين الذين تسللوا من الأرض.

 

– الطائرات المسيّرة:

 

1- 30 طائرة مسيّرة أطلقتها حماس ألحقت أضرارًا جسيمة بمنظومة المراقبة الإسرائيلية.

 

– القصف الصاروخي:

 

1- أكثر من 4,500 صاروخ وقذيفة هاون أطلقت من قطاع غزة على مناطق مختلفة في إسرائيل.

 

– أهداف استراتيجية رئيسية لحماس:

 

1-  المواقع العسكرية في غلاف غزة.

 

– قواعد سلاح الجو الإسرائيلي:

 

1-  نيفاتيم

 

2-  رامون

 

3-  بلماخيم

 

4- حتسريم

 

5- قاعدة تل نوف

 

– قيادة العملية:

 

1- تولى القيادة الميدانية للهجوم قيادات صغيرة من حماس.

 

2- لم يعبر أي قائد كتيبة أو قائد متوسط أو كبير إلى داخل إسرائيل؛ بل أداروا العملية من داخل القطاع.)

 

هذا ما نشرته قناة كان الإسرائيلية نقلا لجزء من نتائج التحقيق الذي أجرته قيادة الجيش الإسرائيلي والذي أثار غضب صغار الضباط في الجيش الإسرائيلي هو أن الضباط الملامين في التقصير والفشل أمام هجوم حماس في السابع من أكتوبر سببه ان نتنياهو أعاد تعيين هؤلاء الضباط الفاشلين مرة أخرى كضباط مسئولين ولم يحاسبهم على تقصيرهم ذلك أنهم يستطيعون أن يثيرون هم تقصير نتنياهو الذي كان نائما عندما أعلم أن هنالك هجوم واسع من حركة حماس على إسرائيل.

 

إن كذب إسرائيل وإخفاء خسائرها يجب أن لا يبتلع بسهولة من قبل شعوبنا ومقاتلينا أننا نعلم انهم يكذبون ويخفون الحقائق ويحاولون ألا يثيروا ذلك الهبوط المروع في معنويات شعبهم فوق الهبوط الحالي الذي تسببه صفارات الإنذار وتجبرهم على النزول للملاجىء بين فترة وأخرى وساعة وأخرى هذا الأمر يجب أن يكون معلوما ولا شك أنكم جميعا تعلمون أن إسرائيل استوردت مرتزقة من المانيا ومن غيرها بعضهم طيارين وبعضهم ضباط سابقون وبعضهم لا يعلمون كيف يستخدمون السلاح بهروا بالجنسية الأوروبية والجنسية الإسرائيلية ليقاتلوا مكان جنودهم وكلكم تعلمون كيف ارهق الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان وانهزم هزيمة نكراء كذلك كلكم تعلمون كم كانوا يرتعبون كلما دوت صفارات الإنذار وسقطت الصواريخ في حيفا وصفد وتل أبيب وأماكن أخرى مثل عكا وبحيرة طبريا وسهل الحولة.

 

لذلك نقول: إن الصمت وعدم الرد غير مقبول ولكن هذا لا يعني أننا ندفع بالاتجاه رغم قرارات المسؤولين عن التصدي والصمود والقتال وإلحاق الهزيمة بإسرائيل نحن نترك لهم التوقيت فهذا أسأس لغرفة العمليات ولكن يجب ألا نترك الفرص تفوتنا وماذا نعني بالفرص نعني ان الان هنالك الآن جزء كبير من القوات الإسرائيلية العاملة موجود في سوريا في درعا في الجولان في الأماكن التي تتخطى 1974 خط فك الارتباط الذي وقع بين سوريا وإسرائيل بعد حرب 73 ولذلك نقول من السهل هناك فصل هذه القوات وقطع طرق الإمداد لها وحصار من تمكن من الوصول إلى جبل الشيخ وضربه ضربا لا قيامة منه وهكذا نستطيع أن نلحق الهزيمة بقوات العدو.

 

لقد انتصرنا هذا هو الجواب ولكن يجب ان لا نترك هذا الانتصار ينفذ من بين أصابعنا بل علينا أن نراكم علية انتصارات وراء انتصارات حتى نلحق الهزيمة بهذا العدو الذي ننتظر موت قائده نتنياهو بين لحظة وأخرى.

 

*كاتب فلسطيني

قد يعجبك ايضا