متى بدأت المؤامرة للاطاحه بابن نايف.. وكيف تمت تنحيته؟
تشير المعلومات التي تداولتها مواقع إلكترونية وحسابات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أكثر من شهر، عن قرب تنحية محمد بن نايف، إلى أن قرار عزله قد اتخذ فعلا منذ مدة، لكنه كان بانتظار إعلانه.
وعلى صعيد موقع “تويتر”، بحسب ما رصدت المواقع الاخبارية فقد كان الإماراتي حمد المزروعي، المقرب من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، آخر من كتب عن الموضوع بتغريدة له صباح الاثنين، قال فيها إن “محمد بن سلمان هو الملك القادم للسعودية”.
وتدل تغريدة المزروعي هذه، على أن الإمارات لديها علم مسبق بأن الأمير محمد بن نايف ستتم الإطاحة به قريبا، أو أنه أصبح خارج دائرة الحكم بالفعل على الرغم من بقائه في منصبه كولي للعهد.
ومن تلك الحسابات التي ذكرت قصة عزل ابن نايف، نشر “العهد الجديد” تغريدات في 26 أيار/ مايو، قال فيها إن “ابن سلمان فاوض محمد بن نايف عقب زيارة ترامب على التنحي من منصبه وليا للعهد، لقاء عرض ملياري كبير وابن نايف وافق على العرض”.
وأضاف أنه “رسميا صراع المحمدين حسم لمحمد بن سلمان صاحب الشخصية المندفعة والجريئة، ويتبقى الآن الترتيب لتنازل ابن نايف عن منصبه (وتذكروا كلامي جيدا)”.
وسبقت تلك التغريدات، تدوينة لليمني أكرم حجر الموالي للمخلوع علي عبد الله صالح نشرها على حسابه في “فيسبوك”، قال فيها إن “هناك أخبارا تقول إن محمد بن نايف تحت الإقامة الجبرية بعدما حدث من تعنتات سلمانية من ابنه بالقرارات الجديدة”.
ويعود تاريخ التدوينة إلى 25 نيسان/ أبريل الماضي، على خلفية سلسلة من الأوامر الملكية أصدرها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، قضت بإعفاء أمراء مناطق ووزراء ومسؤولين، وتعيين أبنائه في مناصب مهمة أحدهم سفيرا بواشنطن.
ولاحظ مغردون أن غياب محمد بن نايف عن الظهور في الفترة الأخيرة، ولاسيما مع الأزمة الخليجية، دليل على عزله وتجريده من جميع صلاحياته، وأن بقاءه في منصبه مسألة وقت.
وبعد غياب لمدة ليست بالقليلة، ظهر محمد بن نايف حديثا، الاثنين الماضي، في مراسيم استقبال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بمطار الملك عبد العزيز في جدة.
وكان موقع “أسرار عربية” قد نشر من مصادر قال إنها وثيقة الاطلاع في الرياض أن “العائلة السعودية توافقت فيما بينها على الإطاحة بولي العهد الأمير محمد بن نايف ليكون بذلك الأمير محمد بن سلمان قد أتم الخطوة النهائية للوصول إلى الحكم وخلافة والده”.
ولفت إلى أن التغييرات الأخيرة الواسعة في السعودية أطيح فيها برجال محمد بن نايف وتنصيب موالين للأمير محمد بن سلمان، تعني أن الأخير بات يحكم البلاد بشكل كامل، وأن ابن نايف أصبح رجلا هامشيا.
وأوضح أن قرارا اتخذ داخل العائلة السعودية بإعفاء الأمير محمد بن نايف من منصبه كولي للعهد وذلك بعد انتهاء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة، على أن يصبح محمد بن سلمان وليا للعهد، ولم يعرف من سيتسلم منصب ولي ولي العهد.
وأردف الموقع أن محمد بن نايف سيتم نقله بعد إعفائه إلى قصر فخم ليقيم فيه دون أن يتمتع بأي منصب سياسي أو يتدخل في شؤون الحكم، فيما ستكون الفترة الأولى له في قصره أشبه بالإقامة الجبرية.
وكانت مجلة “إيكونوميست” قد ألمحت إلى جانب بارز بطبيعة علاقة ابن سلمان بابن عمه ابن نايف، وقالت في كانون الأول/ يناير 2016 إن العلاقة باتت واضحة حيث يعامل ابن سلمان، ولي العهد “ابن نايف” باستخفاف.
وأضافت أنه “في خلال ساعات الحوار الخمس، ذُكر الملك سلمان مرة؛ أما نسيبه ولي العهد ابن نايف، فلم يُذكر قط”، وتُظهر المجلة صورة للرجلين في اجتماع عُقد في تشرين الأول/ أكتوبر 2015 برئاسة ابن نايف، وظهر ابن سلمان وهو يقرأ مجلة.
وفسرت المجلة البريطانية الاقتصادية ظهور ابن سلمان بأنه غير عابئ برسمية الجلسة، فإنه يعني صعوبة الاقتناع ببعض محاولات الإيحاء بأن الرجلين يعملان معا في الوقت الراهن بشكل جيد.
وصدرت أوامر ملكية سعودية، الأربعاء، أعفي بموجبها محمد بن نايف من منصبه كولي للعهد ووزير للداخلية، فيما عين محمد بن سلمان وليا للعهد خلفا له، ونائبا لرئيس مجلس الوزراء، مع الاحتفاظ بمنصبه كوزير للدفاع.