ما مميزات صاروخ بركان 3؟ وما أهم رسائل اليمن من قصف الدمام بهذا الصاروخ الاستراتيجي ؟
الحقيقة/زين العابدين عثمان
بفضل من الله مثلت الضربة الصاروخية اليمنية التي ضربت هدفا عسكريا بمنطقة الدمام أقصى شرق السعودية نقطة تحول فاصلة في ميزان القوى والردع ومعادلة استراتيجية هي الأولى من نوعها التي تجاوزت حدود الحسابات والتوقعات الجغرافية والعسكرية التي كان يفترضها معسكر التحالف السعودي الإماراتي وأيضا الأمريكي بالدرجة الأساسية، فقد قلبت الطاولة رأسا على عقب وغيرت الموازين وأثارت حالة الرعب والارتباك الشديد لدى النظام السعودي والإماراتي وسمرت الملايين حول العالم أمام شاشات التلفزة ليشاهدوا أقوى عرض صاروخي ينفذه اليمن على أحد أهم المناطق الحيوية بالمملكة.
في هذا السياق والذي نود أن نستعرضه هو مميزات وأبعاد الصاروخ الباليستي الجديد بركان 3 الذي استخدمته القوة الصاروخية اليمنية بقصف الدمام وأهم الرسائل والدلالات الاستراتيجية التي حملها خصوصا إلى النظام السعودي والإماراتي والأمريكي بالمقدمة.
تعريف ومميزات صاروخ بركان 3:
هو صاروخ باليستي بعيد المدى تم تصميمه وصنعه محليا في دائرة الصناعات الدفاعية بأيادي وخبرات يمنيين وهو الجيل الأحدث والأكثر تطورا من بين المنظومات الباليستية الأخرى السابقة حيث جرى تطويره وتدعيمه بقدرات عملانية وخصائص تقنية وتكنولوجية فائقة التطور تلبي طبيعة مهامه على مسرح المواجهة والردع والطموحات الوطنية المرسومة له ، تم تسميته بركان 3 كونه من عائلة بركان المنظومة الباليستية الأولى التي تأسست في الأعوام الأربعة الماضية من العدوان على اليمن.
أهم مميزات هذا الصاروخ أنه يمتلك مدى استراتيجي يصل إلى أكثر من 1400 كم حسب مهامه العملياتية ويمتلك قدرات فائقة على المناورة التكتيكية وتجاوز أحدث المنظومات والوسائط الدفاعية للعدو من بينها منظومات الباتريوت باك 3 الأمريكية ومنظومات الدفاع الصاروخي الأخرى وإصابة الأهداف البعيدة والمتمركزة ضمن نطاق دائرة استهدافية قطرها 2800 كم، يتمتع هذا الصاروخ برأس حربي ضخم يستطيع حمل مئات الكيلوجرامات من المواد شديدة الانفجار المصمم لتدمير القواعد العسكرية والمنشآت الحيوية الكبرى كالمطارات ومحطات النفط والكهرباء والمعامل النووية.
والأهم أنه يعتبر جيل منافس للمنظومات الباليستية التي تتفرد بها الدول العظمى فهو يمتلك كل العوامل الأساسية البنيوية والهيكلية والتكنولوجيا المتطورة جدا ليكون موازي إلى حد كبير لصاروخ رودونج-1 الباليستي الكوري الشمالي وأيضا صاروخ “حتف -5” الباكستاني وغيرها من الصواريخ التي تعتمد عليها دول كروسيا وأمريكا لتحقيق التوازن الاستراتيجي الدولي.
(أهم الرسائل والأبعاد التي حملها صاروخ بركان 3):
لقد حمل صاروخ بركان 3 الباليستي اليمني الذي استهدف منطقة الدمام أقصى شرق المملكة والواقعة على سواحل الخليج الفارسي الكثير من الرسائل والأبعاد المحورية ولعل أهمها:
أن كل شبر بالسعودية والإمارات أصبح تحت النار والاستهداف وأن الإمارات بالدرجة الأولى التي لم تتعرض للقصف حتى الآن صارت أمام معادلة مدمرة وواقعية تثبت حرفيا قدرة اليمن على قصف أي هدف فيها طولا وعرضا وفي أي لحظة.
أن اليمن بهذه المنظومة الباليستية البعيدة المدى لم يعد قوة محدودة النطاق الناري بل أصبح قوة صاعدة تمتلك أذرع نارية عابرة للحدود الإقليمية تستطيع أن تفرض معادلات استراتيجية على المضمار الإقليمي وتقصف وتدمر أي هدف معادٍ سعودي كان أو إماراتي أو حتى أمريكي فقد مر الصاروخ بركان 3 من فوق رؤوس القوات الأمريكية المنتشرة حاليا في المملكة وبالتحديد قاعدة الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي جرى تحضيرها مؤخرا والتي تبعد من الدمام بضع من الكيلوهات فقط.