ما لا تعرفونه عن الشهيد السيد إبراهيم بدرالدين الحوثي,, بقلم: البتول المنصور
ولأن في قصص الصالحين حياة للقلوب ولأن هناك مواقف للشهداء تجعل المرء يحاسب نفسه ويسألها أين نحن من تضحيات هؤلاء؟
في أربعينية الشهيد إبراهيم بدر الدين الحوثي سنسرد لكم بعضا من مواقفه وأعماله العظيمة التي جعلته يكون من المصطفين بالشهادة الملتحقين بركب الإمام الحسين سيد الشهداء
ما أعظمها من نشأة وما أحسنها من تربية وما أكرمها من أسرة ضحت في سبيل الله وقدمت أغلى ما تملك بذلت الدماء الزكية التي كانت سببا في صحوة الأمة بأكملها بخروج المشروع القرآني ليبصر النور من جبال مراّن وينتشر ليعم الأرجاء ولن يكون فقط حكرا على ارض اليمن الحبيبة ولكن سيعم لينتشر في أرجاء المعمورة بإذن الله .
في هذه السطور القادمة والقليلة دعوني أقتطف لكم مواقف يجب أن تخلد لأجيالنا القادمة لتكون عبقا يفوح دائما بالأثر الطيب لتملأ وجدان كل من يقرأها وكل من يستمعها واخترنا لكم قصة شهيد عظيم بكى عليه القريب والبعيد سواء من عرفوه أو من لم يعرفوه حتى من سمعوا عنه مجرد السماع ذرفت دموعهم حزنا على الشهيد المغدور به إبراهيم بدر الدين الحوثي ورفيقه الشهيد محمد البدر العياني
فقد كنت أظن أن زمن تضحيات العظماء والابطال والمؤثرين على أنفسهم قد انتهى ولا نجده سوى في عالم الخيال والقصص الجميلة لكن في اليمن وتحت ظلال مسيرتنا القرآنية قدمنا نماذج راقية من الشهداء والأبطال المؤمنين ولا أبالغ إن قلت أنه لا فرق بينهم وبين شهداء بدر وأحد …
لن يسعني المجال لأتحدث عن سيد شهداء المسيرة القرآنية ولا عن من عمّدوها بدماءهم الزكية في بداية انطلاقتها سواء من أسرة ال بدرالدين الحوثي او غيرهم من الأسر الفاضلة
دعوني أسرد لكم أخر أسبوع من حياة الشهيد إبراهيم وفي مقال قادم بإذن الله سأسرد لكم مقتطفات من حياة رفيق الشهيد في الجهاد والاستشهاد الشهيد محمد العياني :-
لا أبالغ إن اطلقت على شهيدنا لقب زين عابدين المسيرة حيث والإمام زين العابدين لم يكن فقط يعرف فقط بالسجاد او بزين العابدين ولكن عرف عنه أيضا حبه للفقراء والمستضعفين وتفقده الدائم لهم لدرجة أن بعضهم بكوا عليه بكاءا شديدا ..ولم يدركوا انه هو من يعطيهم إلا بعد رحيله..
وبعد أن وجدوا على ظهره الشريف أثار حمل أكياس الطحين
لا غرابه أن الشهيد إبراهيم كان كل همه أن يقضي حاجات الفقراء بما تيسر له فهو سليل الأطهار تربية العظماء
تحكي زوجته الفاضلة السيدة زينب البدر التي كان شقيقها مرافق للشهيد والتي هي أم أولاده الثلاثة محمد والزهراء والبتول أنه في أخر أسبوع من حياته كان يذهب بنفسه وبسيارته ويأخذها معه لبعض بيوت المرابطين والمحتاجين ليوزع لهم ما تمكن من تجميعه لهم من التجار ومن أصحاب الوجاهات تقول زوجته :-
سلام ربي على الشهيد إبراهيم الذي ماعرفته إلا نصيرا للمستضعفين وسأشهد شهادة سأسأل عنها يوم القيامة بأني ما عرفته رد أحد أو أغلق هاتفه من أحد بل كان بيته المتواضع مفتوح للجميع وهاتفه مع الجميع يجيب في أي وقت ..
وكان يحثني بأن لا أرد أي سائل حتى وإن اعطيتهم ما تبقى من قوتنا
تواصل الحديث :-
كان يردد دائما ما دام الله يسخر الناس ليسألونا ويطلبوا منا حاجتهم فنحن إلى خير والله تعالى يخلف ويضاعف لم يشاء
كان لا يشعر بالسعادة والراحة إلا اذا شعر أنه ساعد أي اسرة فقيرة وفك كربتها .
حتى كان قريبا من الكل ويلبي كل الدعوات ولا يكسر خاطر أحد كان يهتم بشكل خاص بأسر المرابطين وبزيارة الجرحى وتوزيع الهدايا الرمزية لهم عبر المؤسسة التي كان يديرها مؤسسة تمكين ..
كان يزور الجبهات دائما وخاصة جبهات ما وراء الحدود يرفع معنوياتهم يثبتهم يرافقهم أيام ثم يعود
وتصمت قليلا لتأخذ نفسها وتقول بهدوء :-
في أحد المرات سألته أنا لماذا لا نعيش في مكان أوسع ولماذا لا تمسك منصب أكبر مثل الأخرين ؟
قالت زينب لم ينهرني ولم يغضب ولكنه رد علي بكل هيبة ووقار أنت تعتقدي أني لا أريد أن أركب السيارة الفخمة وأني لا أريد البيت الواسع والجميل ؟
بل إن نفسي تتمنى سيارة أكبر واستطيع أن اشتريها ولكني أخجل جدا من الله و من المستضعفين بأن أركب سيارة فارهة وهم في مثل هذه الظروف فلا بد من مخالفة النفس؟
وعندما يسألوه لماذا لا تمشي بالمرافقين والحراسة يقول : من يمشي بزيادة عدد من السيارات والمرافقين فهو يلفت الأنظار أكبر إليه فما أجمل أن تكون قريبا من الناس تشعر بمعاناتهم تسمع منهم ويسمعوك
وتؤكد زينب أنه كان يملك قلبا رحيما ما إن يسمع في أي إذاعة محلية عن أي حالة إنسانية كانت عيناه تدمع ويبادر بالتواصل ليساعدهم بما استطاع .
أما عن الأيام الأخيرة فتقول زينب :-
كان السيد إبراهيم يوصي دائما بأنه لو استشهد فيتم دفنه في مقبرة آل الصيفي التي كان يحبها ونشأ وترعرع في منطقة آل الصيفي وقالت أنها كانت تحاول أن تغير الحديث معه حول استشهاده .. لم تكن تتوقع أنها قادمة دون استئذان وبهذه السرعة
وقالت أنه في نفس يوم استشهاده رأى نفسه في المنام يأكل عنبا برفقة خالته أم اخوته التي تكفلت بتربيته رحمة الله عليها
وشعرت بالقلق وهو يروي لها منامه لكنها حاولت ترجمة ذلك المنام في نفسها أنه إلى خير ..
وحاولت أن تثنيه في خروجه قبل الأخير ولكنه كان يرد دائما بثقة واطمئنان الشهادة هي اسمى غاياتي وأقصى أمنياتي
تقول زينب كان الشهيد نموذجا للرجل المخلق الذي يمثل القدوة الحسنة لأهل البيت عليهم السلام وكان يخاطب شقيقها محمد الشهيد دائما بقوله : أنت مني يا محمد وأنا منك .
وكأنه كان يعمّد دماءهما الطاهرة بأنها ستسفك معا لتشهد بأنهما كانا نموذجا صادقا في الحياة البسيطة المتواضعة والتي يملأها نور الايمان بالله تعالى والشعور بحلاوة القرب منه
حياه قصيرة في عمرها عظيمة بعطاءها جعلت رحيل الشهيد يترك فراغا كبيرا وأثرا حزينا في قلب كل محبيه وكل من كان لا يتركهم ويساعدهم وفي قلب كل من حتى سمع عنه وعن دماثة أخلاقه وتواضعه
تكلم عنه السيد القائد عبدالملك الحوثي حفظه الله وقال عنه أنه كان يمشي مواطنا عاديا بين الناس لم يكن يتحصن بالحواجر الأمنية فكيف يعتقد العدو الغبي أنه قد انجز إنجازا كبيرا بقتله مواطنا عاديا ؟
فجع الناس جميعا وتألموا في ذلك التاريخ على تلك الفاجعة التي اعترف تحالف العدوان بأنه من نفذها وهو يفتخر
ما إن مر الشهر الأول بعد الفاجعة حتى أعلنت قيادة وزارة الداخلية أنها تمكنت من قتل منفذ عملية الاغتيال في عقر دار العدو وهذا مؤشر كبير ودليل أن تلك الدماء كانت سببا في كشف خلايا كبيرة تعمل لصالح العدوان وكان مخططها كبير وتملك قائمة لعدد من الشخصيات المستهدفة .
نم قرير العين يا سليل الكرام فوالله انك جاهدت في الله حق الجهاد وعبدت طريق الجهاد والاستشهاد وتركت من خلفك أبناء وبنات من أزكى الأولاد والبنات يستشعرون بالمسؤلية رغم صغر سنهم ويكملون مشوارك الذي علمتهم إياه بالصبر والجهاد والتواضع وحسن الأخلاق