ما دلالات التحركات العسكرية الغربية في السواحل اليمنية؟!
بعد مرور أربعين يوما على إعلان الأمم المتحدة الهدنة الإنسانية والعسكرية في اليمن، لم تلتزم قوى التحالف السعودي بتنفيذ بنود الهدنة الأممية المعلنة، وعلى رأسها فتح القيود على السفن النفطية وفتح الحصار على مطار صنعاء، فما الذي يمكن أن تؤول إليه الأحداث على الساحة اليمنية في ظل إستمرار التعنت الفاضح للتحالف؟ وهل يعد التحالف السعودي لمرحلة جديدة من التصعيد ؟!.
عدم إلتزام التحالف السعودي بالهدنة الأممية أصبح فاضخا للغاية أمام العيان، ولا يحتاج لعناء البحث والتفسير، فمن أبرز بنود الهدنة التي تضمنت السماح لرحلتين عبر مطار صنعاء أسبوعيا، وكذلك للإفراج عن سفينتين نفطية، أسبوعيا، لم يتم تنفيذ أيا منها، على العكس من ذلك ذهبت قوى التحالف لتشديد الحصار على الشعب اليمني، خلال فترة الهدنة.
ناهيك عن إستمرار خروقات قوى التحالف العسكرية، التي باتت واضحة بإعتراف وسائل إعلام موالية للتحالف، وهو ما أثبتته صنعاء بالصوت والصورة عندما وثقت قبل أيام قليلة، عملية إسقاطها لطائرة حربية صينية الصنع من نوع ” CH4 ” تابعة للتحالف في محافظة حجة، شمالي البلاد.
التحالف السعودي لم يحاول فقط الالتفاف على جهود السلام في اليمن، بإنشاء مجلس رئاسي جديد ، والذي أعده عسكريين غربيين بمثابة مجلس حرب، لتمرير مشاريع جديدة لقوى التحالف في البلاد؛ بل في استغلال القوى الغربية المشاركة والمساندة للتحالف، لهذه الهدنة الأممية، بإنشاء تحالف دولي بحري يضم أكثر من 35 دولة على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، وتسيير ونشر بوارجها العسكرية في تخوم المياة الإقليمية اليمنية.
التحركات الإسرائيلية الأمريكية والغربية الأخيرة، في البحرين العربي والأحمر، وما يرافقها من عمليات إنزال للقوات الأجنبية في سواحل اليمن الجنوبية إبان الهدنة الأممية المعلنة، لا تكشف حقيقية النوايا الخفية لقوى اللتحالف السعودي تجاه السلام وحسب، وإنما تكشف مرحلة جديدة من التصعيد، تسعى من خلالها تلك القوى لفرض سيطرتها على السواحل والمواقع اليمنية الإستراتيجية، أهمها مضيق باب المندب، إلى جانب تشديد الحصار على البلاد.
إذا ما تمعنا في حقيقة النوايا “الخفية” للتحالف تجاه الهدنة الأممية، فإنها تتضج جليا من خلال تعاملها “الهزلي” مع ملف الأسرى، بعد إفراجها عن 136 محتجزا جلهم من العمال اليمنيين والأفارقة، وزعمها بأنهم أسرى من قوات ” الحوثيين “، وهو ما نفته صنعاء، والتي أكدت إفراج التحالف عن خمسة أسرى فقط، في خطوة تكشف حجم استهتار التحالف بالملفات الإنسانية، وانتهاجه لسياسة الإستهتار والمرواغة في كل ما يخص جهود إيقاف الحرب على اليمن.
على كلا، يؤكد الكثير من المراقبين أن سياسات التحالف تلك، ستظل عقبة حقيقية في تحقيق السلام العادل في اليمن، في حين يبدو أن التحالف السعودي الإماراتي على وشك أن يفقد آخر فرصة لخروجه من اليمن بأقل الخسائر الممكنة، وهو ما أكده متحدث قوات صنعاء العميد يحيى سريع، الذي حذر من مغبة مواصلة التحالف خروقاته للهدنة الإنسانية والعسكرية في اليمن.
YNP _ حلمي الكمالي :