ما دخلوها وهم يطمعون….. بقلم / صادق البهكلي
الاتفاق السياسي بين المؤتمر وأنصار الله هو شهادة تاريخية على عظمة الهدف ونبل المقصد وصدق النية وعلو النفس ووطنية لا غبار عليها يتمتع بها أنصار الله القادمون من بين ركام الحروب ومآسيها وجراحها ليقدموا اروع بل أعظم الدروس سياسياً واجتماعياً وعسكرياً.
إنها الحكمة اليمانية حين تصبح القيم والمبادئ الإسلامية متجسدة في الواقع الحي والملموس ولم تعد مجرد خطب ووعظ داخل المنابر أو في المناسبات بل صارت ضوابط وممارسات وثقافة والتزام يقدمها أنصار الله في أروع صورة ..
فالأتفاق السياسي لم يأتي في ظل نقطة ضعف أنصار الله حتى نعتبر ذلك بمثابة اتجاه إجباري فرض على الحركة البحث عن حلول جديدة للتغلب على نقاط الضعف ولو في تقديم تنازلات كما سيتوهم البعض بل ان هذا الإتفاق يأتي في أوج قوة الحركة بعد ان امتصت الصدمة بكل نجاح واستطاعت الصمود عسكرياً وسياسياً واجتماعياً وإدراياً لعام ونصف وحافظت على مؤسسات الدولة ووضعها الاقتصادي واستمرت في ضل الحصار الخانق والضغط العسكري الكبير في دفع رواتب الموظفين حتى منهم مؤيدين للعدوان وحافظت بشكل كبير على استقرار العملة في وضع كان مؤشرات السقوط الاقتصادي واحتمالاته في أعلى درجاتها بعد شهور قليلة من بداية العدوان..
إن قيادة انصار الله وكوادرها تقدم اليوم نموذج فريد في التعاطي مع القوى السياسية خصوصاً وان أغلبها كانت من اشد المناوئين للحركة لا لأي هدف سوى حرصاً من الحركة على تعزيز اللحمة الوطنية واتاحة الفرصة امام الجميع لتحمل مسؤولياتهم تجاه الوطن وتأكيدا لما أكدته الحركة أكثر ممن مره انها لا تريد الاستحواذ على السلطة. وهذا النموذج لم تقدمه أي حركة سياسية او دينية حتى الأحزاب التي تدعي التوجه الديمقراطي على مستوى المحيط المحلي والاقليمي والعربي بشكل عام..
لا اهدف من وراء هذه الملاحظات تشخيص الاتفاق أو التقليل من جهود الاخوة في المؤتمر الشعبي العام بل هو من باب الاعتراف بالحقيقة وتشجيعاً لهذا التوجه المهم والذي سيكون له اثراً كبيراً على الحركة في المستقبل وعلى الاستقرار السياسي والأمني داخل الوطن وسعياً وراء تقديم هذه الصورة المشرقة لتكون نموذجاً يحتذى به في الوطن العربي الذي تعصف به الكثير من الخلافات وحالات الشقاق بين الكيانات والحركات السياسية.
ان هذا الاتفاق في بعده العام يشكل نصراً سياسياًَ لا يقل أهمية عن الانتصارات العسكرية في ميادين الشرف وهو رد طبيعي على التعنت الأمريكي برفض الحلول السياسية وتجاهل المجتمع الدولي لمعاناة اليمنيين وسيساهم في تدعيم الجبهة الداخلية سواء تجددت الحرب او توقفت فإن ايجابياته في حال صدقت النوايات ستكون كبيرة..
تحية لكل لرجالنا الأبطال الذين يقارعون قوى الجبت والطغيان على كل الجبهات والمواقع وفي مختلف المناطق والرحمة للشهداء الأبرار الذين قدموا ارواحهم رخيصة في سبيل الله وسبيل الوطن وكرامة ابناءه والشفاء لجرحانا ..