ما بعد تصريحات الرئيس صالح الصماد … بقلم / حمير العزكي
سمعنا خلال سنوات العدوان الثلاث العديد من المصطلحات الجديدة على ذاكرتنا الجماعية كان من أبرزها (الخيارات الاستراتيجية ) و معركة ( التنكيل ) و (البأس الشديد ) و (النفس الطويل ) واختلف التعاطي مع هذه المصطلحات من أحمق ساخر وحاقد متهكم وقارئ عابر و مؤمن مجاهد مصدق وواثق ، ومع مرور الأيام والشهور وتوالي الأحداث والانتصارات خسر الساخرون والمتهكمون و فاز المؤمنون المصدقون الواثقون بالله ونصره وتأييده .
واليوم ونحن نقتحم النصف الثاني من العام الثالث ، بالتزامن مع اقتحامات رجال الرجال المجاهدين الأبطال جند الله ورجاله للمواقع والتحصينات السعودية ، وعلى راسها معسكر الجابري ، واقتحام الصواريخ البالستية للاهداف الحيوية في العمق السعودي جملة وفرادى ، واقتحام الاسلحة المناسبة لعرض البحر محرقة ومدمرة ومغرقة البارجات الاماراتية في الساحل الغربي ، واقتحام الخلل الفني المزعوم لأجزاء طائرة البلاك هوك الاماراتية وسقوطها وهلاك طاقمها الذين اقتحم زملاؤهم برفقة الامريكيين منازل المواطنيين اليمنيين واختطفوا الرجال والنساء ، اليوم وفي خضم كل هذه الاقتحامات يتبلور واقع جديد تفرض ملامحه نفسها على الجميع .
اليوم تتحدث مراكز الدراسات والابحاث العالمية عن حجم خسائر تحالف العدوان على اليمن وعلى عبثية الحرب التي تخوضها وعلى وحشيتها وانتهاكاتها اللاإنسانية وعلى فشل قيادة العدوان وعلى راسها المهفوف محمد بن سلمان وسوء إدارته وأخطاءه المريعة وحديثه الهامس لمقتدى الصدر ان حرب اليمن ستنتهي قريبا ، والخلاف الحاد بين قوى التحالف وانسحاب قطر ، والتصدع الكبير بين دول العدوان وأكبر عملائها المحليين ودعواتهم للمصالحة الوطنية ، اليوم والعدوان في وضع حرج استوجب على تحالف الشر تحريك دميته الأممية وعودة الحديث عن المفاوضات والمبادرات ومحاولات تعويض الخسائر العسكرية الميدانية بمكاسب اعلامية وسياسية لا ولن يمكن لها ان تتحقق
اليوم يخرج الرئيس الصماد مصرحا بتصريح هو الأهم والأقوى والأكثر دلالة في رسم مستقبل المعركة ومصير المواجهة فيقول من الساحل الغربي بعد ان كان بالأمس في صعدة الصمود والتحدي (ستبدأ مرحلة الإنتقال من وضع الدفاع إلى وضع الهجوم وتعزيز مساراتنا في المعركة) وهذا الإنتقال الاستراتيجي الى وضعية الهجوم في هذا الوقت بالذات وفي ظل الظروف التي ذكرناها اعلاه يؤكد بمالا يدع مجالا للشك على نجاح الخيارات الاستراتيجية وواقعيتها كما تحدث عنها السيد القائد حفظه الله ويثبت يقينا صواب وحكمة القيادة في اختيارها التكتيكي بإعتماد المسار المناسب بمعركة النفس الطويل .
النفس الطويل الذي تبدأ فيه بالهجوم عندما ينتهي العدو من تقديم كل مابوسعه واستخدام غاية ما يمتلكه ، عندما تبدأ بإطلاق سلسلة من المفاجأت في الوقت الذي انتهى فيه العدو من استيعاب حقيقة فشله وواقع خسارته ، ما بعد تصريحات الرئيس الصماد لن يكون كما قبله ، ستسمعون وأعدكم بذلك مطالبات قوى العدوان بوقف اطلاق النار ، والمناشدات بالتفاوض الجاد والقبول بالاعتذار والتعويضات ، ستقرأون عن مبادرات دولية ومؤتمرات أممية تحاول انقاذ الانظمة المعتدية المجرمة من مصيرها المحتوم وسقوطها الرهيب .
تصريح الرئيس الصماد دون غيره بالانتقال الى مرحلة الهجوم يضفي على المرحلة القادمة صبغة رسمية في المواجهة وسيادية في قراراتها القادمة والحاسمة داخليا وخارجيا وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ