ماذا يعني الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟
ماذا يعني الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟
ج/
بسم الله الرحمن الرحيم
1- يعني الفرح به صلّى الله عليه وآله وسلّم بأمر القرآن من قوله تعالى:
( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) ) يونس
فالله تعالى أمرنا أن نفرح بالرحمة، والنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أعظم الرحمة، قال الله تعالى:
( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) ) الأنبياء
2- يعني تثبيت أفئدتنا، لأن الله سبحانه وتعالى قال :
( وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)) هود
فهذا يظهر منه أن الحكمة في قصّ أنباء الرسل عليهم السلام تثبيت فؤاده الشريف بذلك ولا شك أننا اليوم نحتاج إلى تثبيت أفئدتنا بأنبائه وأخباره أشد من احتياجه هو صلّى الله عليه وآله وسلّم .
3- يعني إقامة نشاط اجتماعيّ دنيويّ خالص بنيّة التقرّب إلى الله.
4- يعني بأن المقصود هو الاعتناء والاهتمام بسيرة وأخلاق وآداب محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، كما يعني بأن هذه الاجتماعات في المولد هي وسيلة كبرى للدعوة إلى الله، وهي فرصة ذهبية لا تفوت.
5- يعني مكافأته صلى الله عليه وآله وسلم بأداء بعض ما يجب له علينا ببيان أوصافه الكاملة وأخلاقه الفاضلة، ففي ذلك التقرب له عليه السلام باستجلاب محبته ورضاه.
6- يعني ربط الزمان بالحوادث الدينية العظمى التي مضت وانقضت ، فإذا جاء الزمان الذي وقعت فيه كان فرصة لتذكّرها وتعظيم يومها لأجلها ولأنه ظرف لها .
7- يعني أن المولد يبعث على الصلاة والسلام بقوله تعالى :
( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) ) الأحزاب
فكم للصلاة عليه من فوائد نبوية، وإمدادات محمدية، يسجد القلم في محراب البيان عاجزاً عن تعداد آثارها ومظاهر أنوارها.
8- يعني محبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ أن معرفة شمائله ومعجزاته وإرهاصاته تستدعي كمال الإيمان به عليه الصلاة والسلام ، وزيادة المحبة ، إذ الإنسان مطبوع على حب الجميل، ولا أجمل ولا أكمل ولا أفضل من أخلاقه وشمائله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وزيادة المحبة وكمال الإيمان مطلوبان شرعاً، فما كان يستدعيهما فهو مطلوب كذلك.
9- يعني تشريف الزمان الذي ولد فيه صلى الله عليه وآله وسلم، يؤخذ من قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم في فضل يوم الجمعة وعدِّ مزاياه : ( وفيه خُلق آدم ) تشريف الزمان الذي ثبت أنه ميلاد لأي نبيٍّ كان من الأنبياء عليهم السلام، فكيف باليوم الذي وُلد فيه أفضل النبيين وأشرف المرسلين.
ولا يختص هذا التعظيم بذلك اليوم بعينه بل يكون له خصوصاً، ولنوعه عموماً مهما تكرر كما هو الحال في يوم الجمعة شُكراً للنعمة وإظهاراً لمزية النبوة وإحياءً للحوادث التاريخية الخطيرة ذات الإصلاح المهم في تاريخ الإنسانية وجبهة الدهر وصحيفة الخلود.
10 – يعني احترام وتقدير لهذا التصور الواقع في نفوس الناس عن شخصية ذلك الرسول العظيم مستشعرين جلال الموقف وعظمة المقام.
11- يعني إزعاج أعداء الأمة، وحرباً نفسية ضد أعداء الله.
12- يعني إظهار الناس كباراً أمام العدو ومتوحدين.
من الصعب إن لم يكن من المستحيل، أن يتمكن المرء من سرد عظمة الاحتفال بخير البشر، لكن كان ما كتبناه عبارة عن مختصر لا يفي بالتأكيد بالجوانب العميقة والكبيرة للاحتفال بمولد الرسول الأعظم.
وصَلِّ أَللَّهُمَّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ الطَّاهِرِين
قال تعالى:
( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) ) التوبةَ
#المولد_النبوي_الشريف
⚡صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا⚡