ماذا وراء المراوغات لـ “التحالف السعودي الإماراتي” في ظل غياب المؤشرات الإيجابية لإنهاء الحرب على اليمن

منذ أيام قليلة دخل العدوان السعودي الإماراتي على الشعب اليمني عامه الثامن حيث استهدف التحالف خلال السنوات الماضية كل مقدرات الشعب اليمني المدنية ودمر الأماكن السكنية بطريقة همجية وذلك من خلال القصف بالطائرات واستخدام كل أنواع الأسلحة القانونية وغير القانونية، فالتحالف السعودي الإماراتي لم يراعِ حرمة الأطفال والنساء وقلة حيلتهم، بل عمل على إحداث كارثة إنسانية داخل هذا البلد. في نفس الوقت الذي مارس فيه التحالف أبشع الجرائم في اليمن عمل أنصار الله على مواجه الغطرسة السعودية الإماراتية بالرد القاسي ضد أهداف ومواقع حيوية حساسة في كلاً من العمقيين السعودي والإماراتي، حيث ثبت أن قوى التحالف عجزت عن تحقيق أي هدف استراتيجي أو عسكري في الميدان اليمني،  من جهة أخرى أثبت الشعب اليمني صبره وقوته في مواجه دول العدوان و على الرغم من الحصار الاقتصادي على هذا الشعب الا أنه استطاع أن يحقق انتصارات عسكرية كبيرة في الميدان على كل المستويات، وهذا ما شاهدناه خلال الضربات الأخيرة على العمق السعودي التي جعلت السعودية تشعر بالإرباك والقلق من طبيعة نوعية الأهداف التي تم قصفها فالعمليات الأخيرة لانصار الله كانت دقيقة من حيث نوعية السلاح وطبيعة الأهداف.

التحالف السعودي الإماراتي يعلن وقف عملياته العسكرية بالداخل اليمني

أعلن التحالف الذي تقوده السعودية ضد الشعب اليمني مساء الثلاثاء أنه سيوقف عملياته العسكرية في الداخل اليمني، وذلك اعتباراً من صباح الأربعاء وطوال شهر رمضان، التحالف الذي أعلن أن الهدف الرئيسي لإيقاف العمليات العسكرية هو “إنجاح المشاورات” مشاورات القوى اليمنية في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي ، و”خلق بيئة إيجابية.. لصناعة السلام”. لكن في الواقع المشاورات التي تجري في الرياض لم يشارك فيها أنصار الله حيث رفض أنصار الله المشاركة في الحوار التي دعت الية السعودية كون السعودية هي فعلاً مشاركة في العدوان على اليمن إضافة إلى ذلك فإن صنعاء ترفض أي حلول جزئية، لإنهاء الحرب في اليمن وترى أن بداية إنهاء الحرب على اليمن يبدأ بوقف العدوان وبرفع الحصار وفتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي وسحب قوات التحالف من اليمن بشكل كامل .

وفي نفس السياق الذي أعلن في التحالف وقف العمليات العسكرية في الداخل اليمني أعلن المتحدث باسم التحالف السعودي الإماراتي العميد تركي المالكي، بأن القرار يأتي “استجابة للدعوة المقدمة من الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف بطلب إيقاف العمليات العسكرية”. وأضاف المالكي أن “قيادة القوات المشتركة للتحالف ستلتزم بوقف إطلاق النار وستتخذ كافة الخطوات والإجراءات لإنجاح وقف إطلاق النار وتهيئة الظروف المناسبة وخلق البيئة الإيجابية خلال شهر رمضان المبارك لصنع السلام وإنهاء الأزمة“.

التحالف يتجاهل المأساة الإنسانية التي سببها في اليمن

قرار التحالف الذي أعلن بوقف العمليات العسكرية في الداخل اليمني تجاهل المأساة الإنسانية التي سببها في اليمن حيث لم يتطرق القرار إلى رفع الحصار المطبق على الشعب اليمني، و إزالة كافة العوائق على الحركة في الحديدة ومطار صنعاء ولم يتطرق بكلمة واحدة على فتح المجالات الجوية والبحرية في اليمن التي هي تحت السيطرة السعودية، والتي تعتبرها صنعاء شرطا أساسيا لأي حوار قادم لإنهاء الحرب في اليمن.

تجاهل السعودية وعدم اتخاذ قرار كامل وشامل لإنهاء الحرب في اليمن يطرح تساؤلات عديدة حول نية التحالف لإيقاف الحرب في اليمن، فالعدوان الذي تم الإعلان عنه من واشنطن بحجة “الدفاع عن شرعية الرئيس هادي”، ما زال يواصل حربه على اليمن حتى يومنا هذا في كل المجالات، فخلال السبع السنوات التي مضت عمل التحالف على إيجاد معاناة كبيرة على الشعب اليمني، واستمر التحالف في سعيه للانتصار عسكرياً، حيث أن  استمرار الرهانات السعودية الخاطئة في حربها على اليمن كلفت دول العدوان ملايين الدولارات بسبب الحسابات الخاطئة. وهنا لابد من الإشارة إلى أن الكفاءة العسكرية والقتالية تدريباً وتسليحاً، لمواجهة دول العدوان وارتفاع معدل العمليات الصاروخية وعمليات الدفاع الجوي وعمليات الطيران المسيّر، بما حملته من تطور في نوعية السلاح الدقيق على مستوى الصواريخ أو على مستوى الطائرات المسيرة واستمرار عملية التصنيع والتطوير جعل التحالف السعودي يعاني من الإرباك بسبب الهزائم المتكررة التي يتلقها يوما بعد يوم.

التحالف السعودي الإماراتي يراوغ ولا مؤشرات ايجابية لوقف العدوان

يعلم الجميع أن إنهاء الحرب في اليمن لابد أن يكون على أساس صحيح و وفق خطة محددة يلتزم الطرف السعودي فيها ، لكن القرار التي تم الإعلان عنه من قبل التحالف مؤخرا لا يحمل أي نية صادقة لوقف وإنهاء العدوان على الشعب اليمني، وهذا ليس جديداً  فالتحالف خلال كل السنوات الماضية كان يستخدم موضوع إنهاء الحرب و وقف العمليات العسكرية من أجل كسب مزيد من الوقت لترتيب صفوفه والعودة من جديد لممارسة جرائمه بحق الشعب اليمني ، وهنا لابد من الإشارة إلى أن تحالف العدوان لم يتخذ أي خطوة تشير إلى نوايا إيجابية لديه،  وربما تكون  التصريحات التي أدلى بها الناطق باسم تحالف العدوان تصريحات حول وقف العدوان بأنها إعلامية تبقى في إطارها الإعلامي، ولا وجود للمصداقية على أرض الواقع.

من جهة أخرى يمكن القول أن الضربات الأخيرة التي قام بها الجيش اليمني و استهداف “ارامكو” هي ضربة قاسية وذكية أوقعت السعودية وامريكا في فخ كبير حيث أن تداعيات ضرب الجيش اليمني واللجان الشعب لمنشأتين في أرامكو لا يقتصر على السعودية، وإنما شكل ضربة قاسية لأطراف ثالثة تتمثل في (التحالف السعودي – الولايات المتحدة – الكيان الإسرائيلي)، فالعملية التي استهدفت فيها عشر طائرات مسيرة حقل ومصفاة السعودية الأضخم، ومصدر الأوكسجين السياسي، والاقتصادي للسعودية وأميركا يعتبر ثمرة من ثمار الصبر والصمود الاستراتيجيين والنجاح اليمني في إيقاع العدو بفخ معركة استنزاف استهلكت رصيده السياسي، والعسكري، والاقتصادي، والأخلاقي، والوجودي.

 التوقيت والدلالات لإعلان وقف العمليات العسكرية من قبل التحالف

من الواضح أن التحالف السعودي الإماراتي خلال السنوات الماضية فشل في تقييم قدرة خصمهم، حيث عملت السعودية خلال الفترة الماضية من خلال إعلامها على انكار القدرات المتصاعدة  للجيش اليمني والقوة الصاروخية ولكن مؤخرا من الواضح أنَّ هناك أسطولاً من الطائرات المسيرة تهدد عمق العدوان السعودي الاماراتي، ويلجم شهيته العدوانية، ويرسل رسالة للمعتدي الأميركي الصهيوني بان الهزيمة المبرمة موشكة وعلى الأبواب. ادراك السعودية مؤخرا لمدى فعالية القوة الصاروخية في اليمن وتأثيرها على قلب موازين الحرب جعلها تشعر بالخوف من أن تكون خلال الأيام الماضية أمام ضربات جديدة تتعرض لها من فصيلة ضرب شركة أرامكو  حيث أن الواقع الموضوعي والتحول بموازين القوى في الحرب اليمنية رسم معادلات جديدة في تحويل المعركة بين اليمن وقوى العدوان من داخل اليمن إلى داخل أراضي المملكة السعودية من الناحية الاستراتيجية حيث أن  نقل المعركة لداخل السعودية واستهداف أخطر مرفق اقتصادي سعودي دولي – ارامكو- رسالة بان تدفق النفط بهرمز وباب المندب يخضع لإرادة أصحاب الأرض وابنائهاوفي نفس السياق يبدو أن التحالف السعودي يعمل جاهداً لكسب الوقت فالضربات الموجعة التي تلقتها السعودية كانت الأكثر ايلاماً لها وهنا يطرح تساؤل هل يمكن أن تستغل السعودية الإعلان عن وقف العمليات العسكرية موقتاً للعودة من جديد لممارسة جرائمها في اليمن ؟

في الختام وفي ظل استمرار الرهانات السعودية الخاطئة في حربها على اليمن، وعدم صدق نيتها في إنهاء العدوان على اليمن حذرت قيادات في حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية بأن استمرار السعودية في حسابتها الخاطئة ستكون له عواقب وخيمة على المملكة السعودية ، حيث أن القوة الصاروخية للجيش اليمني تزداد يوماً بعد يوم ، فالمُعادلة الجديدة مع دُخول هذه الحرب عامَها الثّامن تقول إن الشعب اليمني لن يُواجه وحده الجُوع ونقص الكهرباء والمِياه وانعِدام أبسط الخدمات المعيشيّة الأساسيّة بينما ينعم امراء الحرب في  السّعودية بالرفاهيّة والأمن والاستِقرار

 

* المصدر :الوقت التحليلي

قد يعجبك ايضا