ماذا نستلهم من الشهيد؟
في يوم الشهيد نستلهم من الشهيد العزَّة والوفاء، والصدق، والثبات على الحق، والبذل والعطاء والتضحية.
ونستلهم من الشهيد الأخلاق والقِيَم العالية، وكذلك نستذكر مسؤوليتنا جميعًا، مسؤولية مجتمعنا تجاه أبناء الشهداء التي هي مسؤولية مهمَّة علينا جميعًا.
(من كلمة للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في الذكرى السنوية للشهيد 1433هـ)
في ذكرى الشهيد نستذكر كل الشهداء عبر التاريخ
في ذكرى الشهيد هذه المناسبة الغالية المقدَّسة نستذكر فيها كل الشهداء عبر التاريخ، ومن مختلف الأزمنة والمناطق والبلدان وإلى يومنا هذا.
الشهداء وفي مقدِّمتهم الشهداء من الأنبياء، والشهداء من الصديقين، والشهداء من كافة المؤمنين المجاهدين في كل العصور والأزمنة والمناطق والبلدان، وفي صدر الإسلام الأوَّل، في يوم بَدْرٍ، وفي يوم أُحُد، وفي مقامات الإسلام وأيامه الخالدة وأيامه المجيدة، وإلى شهداء عصرنا في فلسطين الجرح النازف لأُمتنا الإسلامية، إلى العراق، إلى لبنان، في كل بُقعة من بقاع العالم الإسلامي سقط فيها شهيد، بذل نفسه لله، ونُصرة للمستضعفين من عباد الله، وصولاً إلى شهداء مسيرتنا المباركة والمُظفَّرة.
(من كلمة للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في الذكرى السنوية للشهيد 1433هـ)
الشهداء رجال عظماء لهم مقامهم العظيم عند الله سبحانه وتعالى
نستذكر شهداءنا العظماء، ونستذكر شهداء النهج الإلهي من أنبياء الله وأوليائه، نستذكر الشهداء على طول خط الرسالة الإلهية على امتداد التاريخ ونأخذ الدروس ونستلهم الدروس ونأخذ العِبَر من هذه المناسبة المهمة.
نأخذ الدروس التي نحن في أَمَسِّ الحاجة إليها في الواقع الذي نعيشه، والتحديات التي تمرُّ بنا والأخطار المعروفة التي تهدد الواقع من حولنا.
عندما نتحدث عن الشهداء في سبيل الله فنحن نتحدث عن رجال عظماء لهم مقامهم العظيم عند الله سبحانه وتعالى، لهم مكانتهم الرفيعة عند الله سبحانه وتعالى، ومهما قلنا ومهما تحدثنا ومهما عبَّرنا فلن يصل حديثنا عنهم إلى مستوى ثناء الله عليهم، وما أعد لهم من النعيم العظيم والمكانة السامية.
هم أحباء الله وأولياء الله الذين رضي الله عنهم وأرضاهم ومنحهم هذا الشرف الكبير الذي هو وسام عظيم لأولياء الله سبحانه وتعالى.(من كلمة للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في الذكرى السنوية للشهيد 1434هـ)
مسؤوليتنا تجاه الشهداء
من وفائنا للشهداء ومن مسؤوليتنا تجاههم أن نكون أوفياء مع المبادئ والقيم التي ضحوا من أجلها، فالشهداء قدموا أنفسهم في سبيل الله لأهداف عظيمة؛ كي يتحقق العدل، كي يزول الظلم، كي ينعم الناس بالعزَّة، كي تتحقق لأمتهم الكرامة، كي يقوم دين الله، لأجل أن تعلو كلمة الله، القيم والمبادئ والأهداف التي قدم الشهداء أنفسهم في سبيل الله من أجلها، وضحوا من أجلها يجب أن نكون أوفياء معها، فأن تكون جهودنا جميعًا كمجتمع مؤمن، وكمجاهدين في سبيل الله سبحانه وتعالى قائمة على هذا الأساس، وأن نصون هذه المسيرة المقدَّسة العظيمة من أن تشوبها الأشياء التي تُسيئ إلى قداستها، وإلى قداسة قضيتها، وإلى مستوى تضحياتها وعطائها وبذلها.
هؤلاء الشهداء الأجلَّاء ما قدَّموه من تضحيات وصلت إلى مستوى النفس والحياة بكلها، كان أملهم إقامة الحق، إقامة العدل، أن ينعم مجتمعهم المؤمن بالعدل وبالأمن وبالسلام، وأن يتحقق في واقعه دين الله سبحانه وتعالى، والرحمة والأخوَّة والقيم العظيمة والنبيلة، فمن الوفاءِ لهم الوفاءُ مع تلك المبادئ ومع تلك القيم.
أيضًا من الوفاء لهم، من مسؤولياتنا كمجتمع مؤمن تجاه هؤلاء الشهداء رعاية أسرهم، والاهتمام بأسرهم، أسر الشهداء هم أمانة في أعناقنا جميعًا كمجتمع مسلم،
(من كلمة للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في الذكرى السنوية للشهيد 1432هـ)
يقع على عاتق الجميع مسؤولية كبيرة تجاه أسر الشهداء
ونستذكر أيضًا في ذكرى الشهيد: الفضل العظيم لأُسر الشهداء لمن يحتسبون شهداءهم عند الله سبحانه وتعالى، الله سبحانه وتعالى يقول: }وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الخَوفْ وَالجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ{[سورة البقرة:155 – 157].
فكل أُسرة شهيد قدَّمت في سبيل الله من أبنائها واحتسبتهم عند الله سبحانه وتعالى لها عند الله هذا الشرف، لها عند الله هذا الفضل، لها عند الله هذه الكرامة: }أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ{ لهم هذه المنزلة الرفيعة والعالية والفضل الكبير عند الله، ولهم هذا العطاء الإلهي الذي وعدهم الله به، ولن يُخلف الله وعده.
ومسؤولية الجميع: دولة، مؤسسات، دولة وما تبقى منها، ومجتمعًا، مسؤوليتنا جميعًا مسؤولية كبيرة تجاه أسر الشهداء حقهم علينا أن نتعاطى معهم مثل أسرنا تمامًا تمامًا ألاًّ يجوعوا ونشبع ألاَّ يلحقهم المعاناة فلا يجدون من يمد إليهم يد المحبة والإخاء والرحمة والكفالة والتعاون، مسؤوليتنا جميعًا وهذه قيمنا كيمنيين قيم الكرم قيم العطاء قيم الإحسان قيم المروءة قيم التعاون أن نحافظ عليها.
أُسر الشهداء هم أمانة في أعناقنا جميعًا كمجتمع مسلم، نتحمل مسؤولية أمام الله تجاه هذه الأسر في رعايتها، في مساعدتها، الكثير من تلك الأسر التي قدمت شهداء فقدت من يعيلها، من يهتم بها، فيجب على المجتمع أن يكون تجاه هذه الأُسر مُكرِمًا لها وحنونًا تجاهها، رعاية ورحمة وخدمة وإحسان، وهذا قليل من كثير في مقابل ما تحقق ببركة الشهداء، في مقابل ما تحقق للأمة من خلال تضحياتهم، قليل من كثير، ولن يضيع شيء في هذا الاتجاه.
وليتذكر كل إنسان منَّا، كل إنسان يتذكر فيما لو كان هو الذي قدَّم نفسه في سبيل الله، وفي سبيل نصرة المستضعفين، أليس سيأمل من بقية مجتمعه وإخوانه أن يكونوا هم من يكونون مبادرين إلى رعاية أُسرته؟ إلى ألاَّ ينسوا له ما قدَّمه في سبيل الله؟ هذا شيء مهم وهو مسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى.
فقد رحل هؤلاء الشهداء العظام وتركوا أمانة أودعوها إيانا هي: براعم الإسلام، براعم الإيمان، الأشبال الأعزاء أبناؤهم، تركوا أيضًا أمانة في أعناقنا جميعًا نتحمَّل مسؤولية تجاهها هي: أُسرهم
.(من كلمة للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في الذكرى السنوية للشهيد 1432هـ)