ماذا لو لم يخرج الحسين ؟ ؟

عين الحقيقة/ توفيق هزمل 

إحدى طرق الوصول الي فهم حدث ما ومدى أهميته وخطورته هو افتراض عدم حدوثه. 
لنتخيل أن الحسين قبل ببيعة يزيد وعاش حياته ناسك متبتل في محراب فما هي تداعيات هذه البيعة والقبول بتولي يزيد أمور المسلمين ليصبح وليهم وولي أمرهم ؟ ؟
بالطبع لم يكن المسلمين ليتفرقوا الي مذاهب وفرق 
وهذه إيجابية بحد ذاتها 
ولكن حول ماذا سيتوحد المسلمين ؟ ؟
هل حول الإسلام الذي أرسى دعائمة معاوية في عندما أعتلى رقاب المسلمين وأسمى عام وصوله لولاية الأمر عام السنه والجماعة وبالتالي فكل المسلمين سيصبحون سنه ؟ ؟
بالتأكيد لا ؛ فمعاوية كان يحاول الإمساك بالعصى من النصف فخروجه على أمام المسلمين وولي كل مؤمن ومؤمنه كان يحتاج إلي الكثير من الذكاء والمداهنه فلن يقبل الناس منه كفر بواح لذى لجان للتلبيس فدعى ان خروجه على الأمام علي كان للثأر لعثمان مستندآ الي حكم القرآن نفسه بأن من قتل فقد جعل الله لوليه سلطان؛ وقد أعتبر معاوية انه ولي دم عثمان وبهذا فله حق أمتلاك السلطان والخروج للمطالبة بدم عثمان؛ حتى عندما شعر بالهزيمة في المعركة لجاء للقرآن بأن رفع كتاب الله على أسنة الرماح طالبآ الإحتكام له .
كان معاوية يعرف بأن القرآن هو دستور الإسلام وثقله الأول وان علي هو ولي كل مؤمن ومؤمنه وهو الثقل الثاني ويعرف أن كل المسلمين يؤمنون بان الثقلين لا يفترقان وبالتالي فالخروج على أمير المؤمنين يحتاج إلي إيهام المسلمين بأن مطلب معاوية قرآني وهذا يؤدي لتصوير الإمام علي مخالف للقرآن وهذا يطعن في ولايته وثقله لأن شرط ولايته وثقله مرتبط بثقل القرآن .
حيلة توظيف القرآن وأيهام الناس بافتراق علي عن القرآن نجحت في تجميع جيش لمعاوية في أول الأمر ثم خلق شرخ في جيش الإمام علي بعد حادثة التحكيم وخروج الخوارج. 
بعد التخلص من الإمام علي تمكن معاوية من السيطرة على الفضاء العام للمسلمين حتى وجد الحسن نفسه وحيد لا ناصر له ولا معين على الطاغية في ظل خطر إبادة من تبقى من المؤمنيين الذين يعرفون الإسلام حق معرفته والمتمسكون بحبل الله المتين الذي يتكون من الثقلين كتاب الله وعترت الرسول؛ لذى قبل بالصالح مقابل كف أذى معاوية عن المؤمنيين. 
بعد أستتباب الأمر لمعاوية كان معاوية يدرك بأن الخطر الأكبر على ملكه هو القرآن إضافة للعتره الشريفه. 
فبداء عامه الأول في الحكم ببرنامج إقصاء القرآن وتحجيمة عبر استنساخ التجربة اليهودية التي همشت التوراة باستحداث التلمود وهي اقول وسيرة موسى وعلماء بني إسرائيل وبها استطاع اليهود تحريف تعاليم التوراة واسقاطها في غير موضعها وفق ما تقتضية مصالح واهواء اليهود. 
لذى أسس معاوية لتلمود الإسلام والمسمى السنه النبوية وسمى عامه الأول في الملك عام السنه والجماعة. 
وبهذا أسقط الثقل الأول وحاكميته لصالح أقوال وأفعال يمكن نسبتها للرسول عبر فريق الرواة والمحدثين الذين ألحقهم ببلاطه واغدق عليهم 
وبهذا فكل فعل منكر يفعله معاوية تدبج له الأحاديث أن رسول الله قد فعله. 
كانت حيلة التلمود أو السنه هي الحل لشرعنة ملكه وسلوكه لأنه لامجال لتحريف القرآن في ظل وجود العتره الطاهرة والتي ستفضح التحريف وتؤلب المسلمين عليه. 
بعد موت معاوية وتمكينه لابنه يزيد ليكون الملك من بعده والذي لا يتمتع بدهاء أبيه بل يمارس الكفر الصريح ولا يخفي إنكاره للوحي والنبوة ؛ كان يزيد يسعى لشرعنة القضاء على القرآن أو تحريفه لذى كان أول شخص سعى يزيد لارغامه على البيعة هو الإمام الحسين لأن الحسين أن بايع يزيد فقد افترق عن كتاب الله الذي يحرم موالات الظالمين وبالتالي يسقط ثقل العترة وبالتالي يفتح المجال للقضاء على ثقل كتاب الله أو تحريفه. 
لذى كان قرار الحسين بالخروج من المدينة حفاضآ عليها من بطش يزيد نتيجة رفض بيعته 
لقد قرر الحسين التضحية بدمه ودماء أسرته لأن هذا الدم هو الوسيلة الوحيدة لحفظ القرآن. 
لقد حفضت دماء الحسين الذكر السماوي ولو بايع لما بقي بيننا هذا القرآن. 
لذى فكربلاء هي ذكرى حفظ كتاب الله بدماء ولي الله 
وليبقى ما أن تمسك به المسلمون لن يظلوا أبدا كتاب الله والعتره المطهرة ؛ الثقلين الذين لن يفترقان بفضل تضحية الحسين؛ 
فعاشوراء ليس ذكرى إنقاذ اليهود من فرعون بل ذكرى إنقاذ المؤمنيين من الظلال 
#عاشوراء_ذكرى_الثقلين