وانا اتابع تداعيات الفضيحة المُجلجلة للمتحدث باسم العدوان السعودي تركي المالكي، الذي اختار مقطعا من يوتيوب لفيلم امريكي عن صواريخ بالستية عراقية، على انها صواريخ إيرانية موجودة في ميناء الحديدة، استوقفتني كثرة التعليقات على الفضيحة، والتي اعادت للأذهان فضيحة جريمة خاشقجي المروعة.
وانا اتابع تعليقات المعلقين على فضيحة “الصواريخ الإيرانية في الحديدة”، وجدت ان هناك قاسما مشتركا بينها، وهو الحيرة والاستغراب ، من حجم “غباء” الجهات التي تقف وراء هذه الفضيحة، رغم كل الإمكانيات المالية والمادية الهائلة التي تمتلكها السعودية، والتي سهلت لها تجنيد جيوش من الإعلاميين والفنيين والتقنيين العرب والأجانب، والتي تنحصر مهمتها الوحيدة، بتجميل صورة النظام السعودي.
العديد من المعلقين، استحضروا أيضا فضائح سعودية سابقة، وهم يعلقون على فضيحة “الصواريخ الإيرانية في ميناء الحديدة“، منها فضيحة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي المروعة وهو في قنصلية بلاده في إسطنبول، والتي شغلت العالم لسنوات، لا بسبب وحشيتها فقط بل بسبب غبائها أيضا. وهناك من استحضر فضيحة استدعاء رئيس الوزراء اللبناني الى السعودية، وضربه واهانته واجباره على تقديم استقالته من منصبه وهو في الرياض. بالإضافة الى العديد من الفضائح الأخرى مثل مهزلة تمثيلية القيادي في حزب الله في اليمن، وفضيحة السفينة الإماراتية التي ضبطتها القوات المسلحة اليمنية، والتي كانت تحمل عتادا حربيا، الا ان المالكي، كان يشير الى العتاد الحربي ويؤكد انها معدات طبية.
بعض المعلقين الظرفاء، دعا الى ادراج جريمة قتل خاشقجي، وإجبار رئيس الوزراء اللبناني على الاستقالة من منصبه وهو في الرياض، واستخدام مقطع من فيلم امريكي على اساس انه مخازن صواريخ بالستية إيرانية في الحديدة، في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، كأغبى جريمة قتل في التاريخ، وكأغبى اجراء سياسي في التاريخ، واغبى عملية تلفيق بيان حربي في التاريخ.
هناك من تساءل من المعلقين، كيف تتوقع السعودية ان تُقنع الشارع العربي، بنظامها السياسي، ومواقفها السياسية، وهي التي تعلن جهارا نهارا، دون ان تدري، ان الصواريخ والطائرات التي تستهدف السعودية هي يمنية وليست إيرانية، والدليل فيلم المالكي الفضيحة. وان كل ما تقوله السعودية عن الانفتاح لا حقيقة له، والدليل جريمة خاشقجي. وان ايران تتحكم بشكل صارخ بالقرار اللبناني وتهيمن على مفاصل الحكومة ، وتمنع اي تحرك يمكن ان ينقل لبنان من ازمته الحالية الى بر الأمان، والدليل فضيحة استقالة الحريري .
أخيرا نقول، ماذا لو كانت السعودية بلا نفط ولا موارد، فهل كنا نشهد، وجود تيارات وأحزاب وشخصيات، في البلدان العربية، وهي تدافع بهذا الشكل الاعمى عن السياسة “الحكيمة”!! للسعودية، الى الحد الذي تعتبر فيها هذه الأحزاب والشخصيات، السعودية قبلتها، وتقدم مصالحها على مصالح بلدانها، بل وتتهجم حتى على رموز بلدانها الوطنية والدينية، من اجل عيون السعودية، بل ان هناك من هذه لأحزاب والشخصيات، من هي على استعداد لدفع الأوضاع في بلدانها نحو الانفجار والاقتتال، كما في لبنان، من اجل عيون السعودية؟.