ماذا حدث بتركيا “انقلاب عسكري-أم مسرحية”….؟
الحقيقة /كتب / احمد عايض أحمد
بطبيعة الحال اهتمامنا بأخبار اسود الوطن ومواجهة الغزو والارتزاق هو واجبنا ومسؤوليتنا الاساسيه والوحيده ولكن دعتنا الاحداث الى التطرق للشان التركي للمرّه الاخيره.. لاسباب كثيره…
ان النهج الامريكي العسكري والاستخباري مبني على حماية المصالح الامريكية والمصالح الامريكية بتركيا هي الاكبر في المنطقة كمصالح استراتيجيه “عسكريه-استخباريه-اقتصاديه”..الموقف الامريكي في البداية كان الصمت الامريكي والاوروبي سيد الموقف وتحول الى دعم اردوغان بساعة زمن فقط والسبب ردة فعل الشارع التركي الداعم لاردوغان ولانقلاب جزء كبير من الجيش التركي..خطة الانقلاب كانت محكمه جدا ولكن الشعب التركي بين نارين “نار اردوغان وجحيم الجيش التركي” الجيش التركي طيلة تاريخه يحكم بالحديد والنار ولم تتقدم تركيا خطوة واحدة بل عاش الشعب التركي في فقر وانعدام حريات ووالخ و لنكن منصفين لم تتنفس تركيا الا في عهدا اردوغان الذي نهض بتركيا اقتصاديا وجعلها من اكبر الاقتصادات العشرين بالعالم .اخطاء وسلبيات وجرائم اردوغان بالنسبة لنا والتي تجعلنا ان نصنفه وحزبه كعدو هي تتركز في السياسه الخارجية الداعمه للارهاب وللاخوان وللكيان الصهيوني وللنفوذ الامريكي بالمنطقة العربيه ودعم اردوغان للعدوان على اليمن فقط….ليس لدينا عداء مع الشعب التركي ابدا فهم اخوتنا في الدين..للعلم اخوانية تركيا تختلف تماما عن اخوانية مصر واليمن والمنطقة.فالاخوانية التركية ليست عقائديه او مذهبيه او تكفيريه بل مصلحيه علمانيه بمعنى تتحالف مع من يتبادل المنافع مع تركيا ولو كان مع الشيطان.. وايران هي اقوى شريك اقتصادي لتركيا وروسيا اكبر شريك تجاري وخدمي لتركيا وان حدثت خلافات شديده بين روسيا وايران مع تركيا جراء الازمة السورية والعراقيه ولكن التحول السياسي التركي الاخير باعتذار اردوغان لروسيا وتوجه اردوغان الى احياء علاقته مع النظام السوري اربكت الحسابات الغربيه تمام… فماذا حدث بتركيا:
هو انقلاب عسكري حقيقي نفذ باحكام من قبل جزء كبير من قادة الجيش التركي بضوء اخضر امريكي لاستهداف الجيش نفسه وهنا الخديعه الامريكية التي تدعم الجيش في مجال وتدعم اردوغان في مجال اخر ونجح الانقلاب بالساعات الاولى ولكن لم يكتمل والسبب لم تستجيب افرع الجيش التركي الاخرى بشكل سريع رغم استجابة بعض قادة الجهاز القضائي التركي اضافة الى سرعة استجابة الشعب التركي لدعوة اردوغان..لذلك كانت مهمة افشال الانقلاب تقع على عاتق “المخابرات- الشرطة- التنظيم السري لحزب العدالة والتنمية التركي” عزز ذلك تأييد المعارضة التركية لدعوة اردوغان بمواجهة الانقلاب العسكري .ليس حبا فيه ابدا ولكن لان المعارضه التركية تدرك حجم الخطر على التيارات السياسيه التركية من الجيش التركي اذا نجح الانقلاب العسكري لان السياسيين الاتراك عاشوا هذه الاخطار طيلة خمسين سنه… امريكا شعرت بان الانقلاب لن ينجح ولاسباب رئيسيه منها عدم اعتقال الرئيس وعدم وقف خدمات الانترنت إلى جانب عدم حجب وسائل التواصل الاجتماعي والأهم هو عدم وجود عناصر وقوات كافية لترهيب المتظاهرين اضافة الى ان السيطرة على العاصمة التركية، أنقرة ومفاصل الدولة المهمة لم تتحقق وإن حصل فسيكون بعد ذلك السيطرة على المناطق التي تتمتع بأعداد كبيرة من الموالين لاردوغان وهو الأمر الذين سيكون صعبا جدا بفرق عسكريه قليلة جداً ” وهذا يوحي الى ان تركيا تتجه نحو الفوضى والاقتتال الدموي وخصوصا ان اردوغان والمعارضة والشعب عازمون على افشال الانقلاب ولو بقوة السلاح .المفاجئه ان الاكراد وقفوا بقوة مع اردوغان لذلك امريكا نظرت بسرعه الى مصالحها وخصوصا العسكرية منها قاعدة “انجرليك الجوية وغيرها”. لذلك فشل الانقلاب ..لانعلم ماذا حدث في الساعة الثانية بين اتصالات اردوغان وعلي بن يلدريم والمدعي العام التركي مع القيادة الأمريكية التي نتجت الى معركة جوية امريكية مع سلاح الجو التركي الانقلابي التي اسقطت خلالها بعض المروحيات والمقاتلات التركية من قبل سلاح الجو الأمريكي بانقرة ومحيط والمدن الجنوبيه ودعوة قادة سلاح الجو الامريكي الانقلابيين بهبوط كافة المقاتلات والمروحيات وان المجال الجوي مغلق .استجابه الاغلبيه وبقت بعض مقاتلات الانقلابيين تقصف وخمدت بالاخير..سقط خلالها 800 جندي وضابط تركي منهم 50 جنرال وحدث ماحدث من اعتقال4000 جندي وضابط وجنرال بالجيش و القليل جدا من مسؤولي الامن التركي ومسؤولين كبار بالقضاء التركي ولازالت الاعتقالات ساريه وبقوة…
في الختام.. من يقول ان هناك يد للنظام السوري او المصري او الايراني او الروسي فهو اما غبي او لايفهم لان امكانات الانظمه المذكوره لاتستطيع تنفيذ انقلاب بتركيا او غير تركيا لانها لاتمتلك القوة السريه المرتبطه بالدولة العميقة بتركيا وخصوصا العسكرية والاستخباريه..
ان هذا الانقلاب الفاشل هو فرصه ذهبيه لاردوغان في مسح خصومه من الخارطة وتقوية سلطانه وستشهد تركيا والمنطقة تغيرات كبيره جراء هذا الانقلاب.. الاخطر من ذلك هو اهانة الجيش التركي عبر وسائل الاعلام من قبل التنظيم السري لحزب العدالة والتنمية بالضرب والاعتقال واستيلائه على الدبابات والمدرعات وغيرها هي اهانة للجيش لم يشهدها الجيش التركي مدى تاريخه والسؤال الى اين يذهب الجيش التركي بعد الانقلاب “سلطنة الجيش ام حزبنة الجيش ” نتيجة انقلاب لن يتكرر ابدا بمستقبل تركيا فارادة الانقلاب العسكري كُسرت الى الابد .ايضا هناك اسرار وفضائح عن هذا الانقلاب لم تكشف بعد والايام ستكشف الكثير والكثير