مؤسسة «أتلانتك كونسل» الأمريكية: الإمارات والسعودية في معركة طويلة مع الحوثيين
قال تقرير لمؤسسة «أتلانتك كونسل» الأمريكية، إن الأمل الوحيد لإنهاء حرب اليمن يكمن في ممارسة «الكونجرس» ضغوطاً كافية على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتقييد المساعدة العسكرية المقدمة للنظام السعودي، وتهديده بقطعها إذا لم يوقف حربه على اليمن، مضيفاً أن وقف إمدادات السلاح للرياض في حربها هناك سيفتح الباب أمام إيجاد حل دبلوماسي جاد يشمل جميع الأطراف.
ولفت الموقع إلى أن إدارة ترامب، وبإفساحها المجال أمام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للإفلات من جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي والامتناع عن الضغط على الرياض بشأن قتل المدنيين اليمنيين، أعطت انطباعاً للنظام السعودي أن بإمكانه الاستمرار إلى ما لا نهاية في جهوده للقضاء على الحوثيين من خلال الدعم الأمريكي.
وذكر الموقع أن إدارة ترامب، في محاولة لإرضاء منتقدي سياستها بشأن السعودية داخل «الكونجرس»، أوقفت إمدادات التزود بالوقود لطائرات التحالف السعودي-الإماراتي فوق اليمن، وضغطت على الحكومة اليمنية المنفية في الرياض لحضور محادثات السلام مع الحوثيين في السويد في نوفمبر الماضي.
لكن من غير الواقع -يتابع الموقع- ما إذا كانت هذه الإجراءات ستكون كافية لإرضاء «الكونجرس» الجديد، الذي بات الديمقراطيون يسيطرون فيه على مجلس النواب، العازم على اتخاذ قرار لوقف المساعدات العسكرية الأمريكية المقدمة لحرب اليمن.
ولفت الموقع إلى أن خروج «الكونجرس» بقرار قطع المساعدات عن الرياض، من شأنه من أن يمثّل إحراجاً لإدارة ترامب، ويعيق مساعيها الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط، ومنها ما يسمى «الناتو العربي» الذي تشبه أفكاره عقيدة ترامب، فهو مناهض لإيران بشكل رئيسي، ويعتبرها المصدر الرئيسي لمشاكله، والتي ينبغي مواجهتها براً وبحراً وجواً.
وأشار إلى أن «الناتو العربي» المحتمل سيتشكل من دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، والتي ستكون قوتها مجتمعة كافية لمواجهة إيران ونفوذها، لكن لم يعلن حتى الآن عن إطلاق المشروع الذي يرعاه ترامب.
وأوضح الموقع أن «الناتو العربي» تواجهه مشكلات، أبرزها أن الأردن ومصر غير معنيتين بمواجهة استراتيجية مع إيران، مضيفاً أنه في بداية صراع اليمن طلبت الرياض من عمّان والقاهرة وإسلام آباد مساعدة لها في حربها، لكن الثلاث أبوا دفع جيوشهم لهذه المعركة.
وأشار إلى أن قطر معنية أكثر بحوار دبلوماسي مع إيران، فضلاً عن كونها أصلاً هدفاً لحصار من قبل أبوظبي والرياض والمنامة، وأكد الموقع أن التحالف الإماراتي-السعودي يمتلك المقومات العسكرية والتكنولوجية كافة، لكنه عاجز عن إلحاق هزيمة سريعة بالحوثيين، مشيراً إلى أن إخراجهم من العاصمة صنعاء قد يستغرق عدة سنوات من الحرب، ومع تزايد الكارثة الإنسانية التي تحدق بالمدنيين، مع إمكانية تدمير اليمن تماماً.
وأوضح الموقع، أن الدولتين الرئيسيتين في الحرب -وهما الإمارات والسعودية- تعانيان من ضعف في قدرات حرب العصابات، وهي القدرات التي يتمتع بها الحوثيون.
وأكد الموقع أن فكرة «الناتو العربي»، وإن كانت غير واقعية، فإنها تشجع الرياض وأبوظبي على المضي قدماً في حرب اليمن، والسعي نحو تحقيق انتصار عسكري على الأرض عوضاً عن الحل الدبلوماسي.
وتابع القول، إنه لا شيء في هذه الحرب يمثل أية مصلحة أمن قومي لأمريكا، بل العكس، فكلما طال أمد الحرب، قوي الحوثيون وتوسعت علاقتهم بإيران وانتشر نفوذ «القاعدة»، وتمددت روسيا بنفوذها لتملأ الفراغ الذي خلّفته أمريكا.