مؤامرة صهيو أمريكية سعودية إماراتية لتجزئة وتمزيق اليمن.. وصنعاء تحذر العدوان من العبث الممنهج بالوحدة
منذ إعلان العدوان على اليمن في الـ 26 من مارس 2015م، وما قبلها بعقود ظلت اليمن مطمعا وهاجسا لأمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات، نظرا لموقعها الاستراتيجي الهام في المياه الإقليمية الدولية وجزرها الفريدة وما تكتنزه من ثروات نفطية غازية هائلة، إذ أن الهدف الرئيس للعدوان على اليمن ليس إعادة ما يسمى بشرعية الدنبوع الذي انقلبوا عليه في عشية وضحاها، والذي اتخذوا من هذا المبرر ذريعة وشماعة لاحتلال اليمن ونهب ثرواته وإذكاء الصراع المناطقي وتغذيته عبر أدواتها من المرتزقة وأجندة عملاء يتحركون وفق موجهات مرسومة لتنفيذ المؤامرة الخبيثة وتمزيق اليمن.
ومع اقتراب ذكرى إعلان الوحدة اليمنية، انعقد خلال الأيام الماضية في محافظة عدن المحتلة ما سُمي بـ”اللقاء التشاوري الجنوبي”، تبناه ما يسمى بالانتقالي بدعم وتوجيه أميركي إماراتي سعودي، والذي تمخض فولد فأرا، ولم يكن سوى مسرحية هزلية فاشلة، نظرا للحضور الهزيل والرفض الواسع ومقاطعة كثير من المكونات الجنوبية حضور هذا اللقاء التآمري الذي ترى أنه لا يحمل أي روح وطنية، ويهدف لتمزيق اليمن ووحدته وخلط الأوراق وتعطيل عملية السلام الشامل في اليمن، بحسب تصريح للقيادي الجنوبي يحيى باراس، مؤكدا أن مستقبل الجنوب خاصة واليمن بشكل عام مرتبط بطرد التحالف المحتل، طرد صحيح وكامل وليس جزئي، وطرد مرتزقته وأدواته وعملائه، و عند ذلك سيرى الجميع النور وستنتهي كل هذه الأزمات.
خيوط المؤامرة الخبيثة وخلال الأيام الماضية بدأت تلوح في الأفق، مع إعلان ما يسمى بالانتقالي المدعوم إماراتيا، لما وصفه بـ”الميثاق الوطني” وإعلان الحكم الذاتي في عدن، والذي تضمن إشارات إلى ترتيبات لإعلان الانفصال وفك الارتباط، والانسلاخ عن الجمهورية اليمنية الموحدة، وهو ما يكشف بوضوحٍ المستفيد من تجزئة البلاد وتقسيمها، ويعزز تلك الحقيقة سكوت ما سمي بالمجلس الرئاسي- الذي شكلته الرياض عن الإخلال بأهم الثوابت الوطنية واستهداف البلاد بالتقسيم، الأمر الذي يؤكد أنهم مجرد أدوات ومرتزقة تعمل وفق موجهات الأمريكي والبريطاني والسعودي والإماراتي الذي يسعى إلى تمزيق اليمن ونهب ثرواته.
صنعاء تحذر العدوان من العبث بالوحدة
حذرت صنعاء تحالف العدوان من استمرار العبث بوحدة اليمن مؤكدة أنها خط أحمر. وقال نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني حسين العزي إن على هذه الدول أن توقف عبثها الممنهج ولعبها في خطوط حمر بحجم وحدة اليمن، مضيفا : هي نصيحة صادقة ولهذه الدول أن ترمي بها عرض الحائط وتواصل التحدي إنما سجلوها واسألوا بعد حين أي البلدان صارت 20 قطعة بلادنا أم بلدانكم؟.
رسائل إنذار لأبو ظبي
إلى ذلك حذر عضو المكتب السياسي لأنصار الله حزام الأسد الإمارات من تداعيات توظيفها لأدواتها ضد وحدة اليمن، وقال الأسد في تغريدة له على ”تويتر”: أنه كان حري بدويلة الإمارات أن تعقد اجتماعات فصائلها وميليشياتها في أبو ظبي حتى تثبت جدية خروجها ورفع يدها عن اليمن، مؤكدا أن هذه المسرحيات الهزلية ترسخ اطماع هذه النتوءة الطارئة على جغرافيا وتاريخ الجزيرة العربية واصرارها على الاستمرار في عدوانها وانتهاكها لسيادة ووحدة اليمن وتهديد أمن واستقرار المنطقة، محذراً الإمارات بالقول : ”وعلى الباغي تدور الدوائر“.
مؤامرات خطيرة تستهدف الجنوب
في السياق حذر مراقبون مما يجري في الجنوب المحتل من مؤامرات خطيرة جدا تقوم بها دول العدوان وتستهدف في المقام الأول أبناء الجنوب لإدخالهم في اتون صراعات وانقسامات جديدة تفضي إلى حرب أهلية لا تبقي ولا تذر ليتسنى للغازي والمحتل ومرتزقتهم من نهب ثروات ومقدرات الجنوب والاستيلاء عليها.
ووصف المراقبون الخطوة التصعيدية التي أعلنها ما يسمى بالانتقالي بالانقلاب الكامل على كيان الجمهورية اليمنية خصوصاً أنها تأتي في سياق الاجواء التفاوضية والمساعي الطيبة لسلطنة عمان ما يثير علامات الاستفهام من نوايا باطنية لا تعكس نوايا طيبة تجاه اليمن ووحدته.
وقال المراقبون.. يسوق للمؤامرة الخطيرة على أنها حركة نضال وطنية جنوبية ومحصلة كفاح وتضحيات، والحقيقة عكس ذلك.
وأشار المراقبون إلى أن تقسيم البلد وتجزئته إلى كنتونات صغيرة هدف رئيسي لتحالف العدوان وكل تحركاته في المناطق المحتلة والتي ينفذها عبر أدواته سياسياً وعسكرياً تهدف إلى فرض ذلك لكن مؤامراتهم أضحت مكشوفة وستفشل بعون الله تعالى، وبوعي الشعب وعزمه على تحقيق سيادته واستقلاله، وإصراره على الحفاظ على وحدته.