مأساة حارس الملك: قصيدة للشاعر الكبير عبدالله البردوني قصيدة للبردوني تحاكي هستيريا العدوان على الجبال اليمنية
ماهي مشكلتهم مع الجبال؟
لماذا يقصفون “يسلح” كل هذا القصف؟ ماذا يحسبون يسلح؟
لا ندري، هل الصحراء وراء الأمر، أم الغباء، أم هو مجرد الإفلاس؟
أعتقد أنه الإفلاس..
ولكن، ويا للمصادفة، هناك قصيدة كتبها حكيم اليمن عبد الله البردوني بإسم “مأساة حارس الملك”، وفيها تجري حوارية فانتازية بين الملك وبين حارسه، حيث الحارس يشكو للملك من “الجبال” المتمردة: نقم وعيبان ويسلح وصبر، وغيرها، فيرد الملك: اقتلوهم، اسجنوهم، اقلعوهم..
فيرد الحارس: لكن سيدي، هذه أسماء أمكنة، فيقول الملك: لا هؤلاء شياطين وانا اعرفهم.. الخ.
سأترككم هنا مع مقتطفات “مأساة حارس الملك” الذي يمكن أن يكون أياً كان من بتوع “سلمان” المهاجرين في الرياض:
مأساة حارس الملك
سيدي : هذي الروابي المنتنه
لم تعد كالأمس ، كسلى مذعنه
(نقم) يهجس ، يعلي رأسه
(صبر) يهذي ، يحدّ الألسنه
(يسلح) يومي ، يرى ميسرة
يرتئي (عيبان) ، يرنو ميمنه
لذّرى (بعدان) ألفا مقلة
رفعت ، أنفا كأعلى مئذنه
***
أقتلوهم ، واسجنوا آباءهم
واقتلوهم ، بعد تكبيل سنه
أمركم لكن ! ولكن مثلهم
سيّدي : هذي أسامي أمكنه
هم شياطين ، أنا أعرفهم
حين أسطو ، يدّعون المسكنه
(صبر) وغد ، أنا رقيته
كان خبّازا ، أحله معجنه
(نقم) كان حصانا لأبي
إطحنوه علفا للأحصنه
قتـِّلوا (يسلح) ألفي مرة
إسجنوا (عيبان) حتى (موسنه)
إقلعوا (بعدان) من أعراقه
إنقلوا نصف (بكيل) (مقبنه)
***
أمركم لكن ! و”لكن” إقطعوا
رأسه ، دع عنك هذى اللكننه
……………………
وفي بقية القصيدة يتحدث “حارس الملك” إلى نفسه عن نفسه..
وفيما تشكل شخصية هذا الحارس التابع نمطاً شائعاً بين كل خُدّام القصور، إلا أنها تبدو، وياللمصادفة أيضاً، وكأنها حرفياً سيرة ذاتية لشخصية محددة هي شخصية “علي محسن”، وبما في ذلك التحاق محسن بـ”الثورة الشعبية”!
إليكم مختارات من بقية الأبيات:
سيدي : إطلاق نار ، ربّما
ثورة ، قل تسليات محزنه
***
إمض يا جندي ومزقهم … نعم
فرصة أخرج ، أرمي السلطنه
أشعر الثوار أنّي منهمو
سوف تبدو سيئاتي حسنه
إنني سيف لمن يحملني
خادم الأسياد ، كلّ الأزمنه
***
ينتضيني ، من يسمّى سيّدا
أو هجينا ، واليد المستهجنه
إني للمعتدي ، بي يعتدي
للمضحي ، بي يفدّي موطنه
حين قلتم “ثورة شعبية”
جئتكم أشتاق كفا متقنه
رافضا كالشعب أن يدميني
(أخزم) ثان جديد ( الشّنشنه)
****
كنت سجانا أدقّ القيد عن
خبرة ، صرت أجيد الزنزنه
أقتل المقتول ، أدميه إلى …
أن أرى الأسرار ، حمرا معلنه
***
قد تطورت ، على تطويرهم
وأنا نفس الأداة الموهنه
محنتي أنّي ـ كما كنت ـ لمن
هزّني ، مأساة عمري مزمنه
(إنتهى)
!!!
رحم الله البردوني وأطال عمرك يا صديقنا العزيز “يسلح”.
محمد عايش
من صفحة الكاتب على “فيسبوك”