مأرب… العدوان الأمريكي السعودي والهروب من الهزيمة بجلباب القاعدة
إعداد: صادق البهكلي
مصادر موثوقة أكدت لصحيفة الحقيقة أن المئات من عناصر القاعدة يتدفقون على محافظة مأرب بشكل يومي ومن جهات غير معروفة بالتحديد ويأتي تدفق عناصر القاعدة في هذا التوقيت له دلالات مهمة فتطور الأحداث الميدانية لصالح الجيش واللجان دفع قوى العدوان للبحث عن رهانات جديدة بعد أن فشلت كل الرهانات في اخضاع الشعب اليمني أو مواجهة بسالة وصمود الجيش واللجان الشعبية وتقدمهم المتسارع في مختلف الجبهات، فهل أصبح عناصر القاعدة والجماعات التكفيرية هي آخر رهانات العدوان؟ ولماذا تتدفق هذه العناصر إلى مأرب في هذا التوقيت؟
هذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذا التقرير.
معركة مأرب: نقطة تحوّل في الحرب اليمنية
تحت هذا العنوان نشر مركز كارنيجي الشرق الأوسط مقالاً يتحدث عن الأهمية الاستراتيجية لمعركة مأرب معتبراً أنها ذات أهمية جغرافية وسياسية واقتصادية كبيرة.
بالرغم من انتقائية المقال ومحاولة تقديم الجيش واللجان على أنهم عدوانيون وأن مأرب مدينة وديعة لا تضم سوى مخيمات النازحين فإن المقال لم يستطيع اغفال التقدم الكبير للجيش واللجان والانتصارات الاستراتيجية التي سجلوها في سلسلة جبال نهم والجوف لكنه المقال ذاته تنبأ بثلاثة سيناريوهات لمعركة مأرب السيناريو الأول هو هزيمة الجيش واللجان والسيناريو الثاني أن تطول المعركة بشكل مرهق للطرفين أما السيناريو الثالث هو انتصار الجيش واللجان الشعبية وفي سياق تحليل السيناريو الثالث قدم المقال فرضيات عدة أهمها انتشار غير مسبوق لعناصر القاعدة ومن يسميهم المقال (تنظيم الدولة الإسلامية)..
هذا السيناريو الثالث هو ما أصبحنا نشاهده في سلوك العدوان الأمريكي السعودي من خلال استجلاب العناصر التكفيرية إلى محافظة مأرب في محاولة لوقف تقدم الجيش واللجان الشعبية باتجاه تحرير المحافظة لكن وجود العناصر التكفيرية المعروفة بدمويتها وعمالتها ستجعل من تحرير مأرب هدفا مقدسا بالنسبة للجيش واللجان ولأبنائها الشرفاء وخيارا لا رجعة عنه.
عناصر القاعدة أداة أمريكا السحرية
من أجمل ما يصف حقيقة علاقة أمريكا بالقاعدة والجماعات الإرهابية ما تحدث عنه السيد حسين (رضوان الله عليه) في محاضرة [الشعار سلاح وموقف] حيث قال: ((الاستعمار الحديث الآن جاء تحت عنوان خبيث، باسم مكافحة إرهاب, ومعهم مجموعة يسمونهم إرهابيين يقسموهم على المناطق، وفي الأخير يقولوا نريد ندخل نطرِّدهم, نلحق بعدهم, ويدخلوا المناطق, يدخلوا البلدان, يدخلوا البلاد ويحتلوها ويهيمنوا عليها, ويكونوا قد خضعوا الدولة فيها, والناس ما يروا شيء إلا عندما تستحكم قبضتهم, ما يرى الناس أشياء, ما يروا أمريكيين أمامهم زاحفين، إلا بعدما يكون قد استحكمت قبضتهم, قد دخلوا البلاد, بنو قواعد عسكرية, توافدوا بأعداد كبيرة)). وهكذا نجد أمريكا تفرش اجنحتها للجماعات الإرهابية وتمولها كما حدث في العراق وسوريا ثم تجعلها مبررا لتدخل قواتها لتتمركز في أهم المناطق النفطية وما يحدث في مأرب لا يخرج عن هذه المؤامرة..
عناصر القاعدة ومن خرج من جلبابهم من الجماعات الإرهابية الأخرى كداعش والنصرة وغيرها من التنظيمات هي أدوات أمريكا السحرية وتنتقل من دولة إلى أخرى ومن منطقة إلى منطقة أخرى بكل سهولة فقبل سنوات كانت في افغانستان ثم ظهرت فجأة في العراق ثم انتشرت في اليمن وفي سوريا وفي سيناء مصر وفي الصومال وفي مختلف الدول التي ترغب أمريكا في استعمارها وهي جماعات تظهر فجأة بثياب رثة ثم لا تلبث أن تمتلك السيارات والطائرات المسيرة والأسلحة النوعية وتصنع المفخخات فمن أين جاء لها كل هذه الإمكانيات سوى من المحرك الرئيسي أمريكا وإسرائيل.
العدوان السعودي الأمريكي يدخل معركة مأرب بجلابيب القاعدة
جبهة مأرب التي هي آخر وكر لقوى العدوان ومرتزقتهم في الجبهة الشرقية أصبحت تكتسب معركة تحرير مأرب أهمية كبرى على كل المستويات إذ أن تطهيرها من قوى العدوان ومرتزقتهم يعني هزيمة قاسية سترتد لصالح الجيش واللجان في جبهات ما وراء الحدود كما أنها ستؤمن ثروة نفطية هائلة تنهبها أمريكا والنظام السعودي.
ومع الفشل الذريع لقوى العدوان وانكشاف حقيقتهم وفشلهم حتى في إدارة المناطق المحتلة عززت من القلق الأمريكي الكبير من نجاح الجيش واللجان في تطهير جبهة مأرب والاتجاه نحو الحدود السعودية وهذا القلق دفع المخابرات الأمريكية للدخول إلى ميدان المعركة بجلابيب داعش.
وعن حقيقة تدفق عناصر القاعدة لمأرب قالت مصادر صحفية أنه تم استقدام أكثر من 150 عنصرا من تنظيم القاعدة التكفيري من محافظة حضرموت إلى مأرب بقيادة المدعو أبو هاجر الحضرمي.
وبين المصدر أنه تم استقدام أكثر من 100 عنصر من جماعة القاعدة من محافظة البيضاء بقيادة المدعو أحمد عباد الخبزي إلى مدينة مأرب.
كما تم استقدام أكثر من 70 عنصرا من القاعدة من محافظة أبين بقيادة المدعو المرفدي إلى مدينة مأرب.
ويستخدم العدوان السعودي الأمريكي الجماعات التكفيرية بمختلف مسمياتها في عدوانه ضد الشعب اليمني، وقد أكدت تقارير إعلامية تشارك التكفيريين والمرتزقة في القتال ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية.
وتأتي هذه التطورات بعد الهزيمة الساحقة التي لحقت بقوى العدوان ومرتزقتها في جبهة نهم، حيث تمكن الجيش واللجان الشعبية من تطهير مديرية نهم بالكامل وتحرير أجزاء واسعة من محافظتي مأرب والجوف، وبات الجيش على مشارف مدينة مأرب.
جدير ذكره أن الإعلام الحربي اليمني كان قد وزع مشاهد مصورة ضمن عملية [فأمكن منهم]مشاهد لأوكار ما يسمى بالقاعدة والجماعات التكفيرية في منطقة الخسف بمحافظة الجوف التي سيطر عليها الجيش واللجان الشعبية ضمن عملية “فأمكن منهم”.
وعثر الجيش واللجان الشعبية في تلك الأوكار على أحزمة ناسفة وقذائف ومتفجرات ووثائق وخرائط تتعلق بتحركات التكفيريين، وكيف يسعون لاستهداف المجتمع.
وتظهر المشاهد العديد من الكتب التي تتعلق بهذا التنظيم التكفيري، والتي تشمل في مجملها التكفير والقتل والذبح على الطرق التي ترضي من أنشأتهم أمريكا وإسرائيل وبأموال الخليج المدنس.
كما تظهر المشاهد سجونا سرية لحبس المستضعفين من المواطنين ممن تقع أيديهم عليهم وتعذيبهم.
ووثقّت عدّسة الإعلام الحربي سجوناً نسائية لتنظيم القاعدة تم فيها تعذيب المختطفات، بينهن الأسيرة سميرة مارش.
كما أظهرت المشاهد مدرسة اللبنات التي اتخذها التنظيم التكفيري مكاناً لتعليم فكرهم وتعبئة عقول البسطاء بالأفكار المدمرة.
وعثر الجيش واللجان على بعض الأموال السعودية التي كانت بحوزة التنظيم، ما يؤكد دعم النظام السعودي لهذه الجماعات المتطرفة.
وأكد الجيش واللجان الشعبية أنهم بالمرصاد لهذه العناصر وملاحقتهم حتى تطهير اليمن من رجسهم مهما بلغ حجم التضحيات.
مأرب لن تكون إدلب أخرى
إن تدفق الجماعات الإرهابية إلى مأرب هي استباق لذرائع أمريكية وهو ما حدث هذا اليوم الثلاثاء 17 ذو الحجة ـ لحظة كتابة هذا التقريرـ حيث أعلنت أمريكا أنها استهدفت بطائراتها معسكر للقاعدة في مأرب وقتلت سبعة أشخاص وهذا الإعلان لا يعدو كونه محاولات لتسويق نشر عناصر القاعدة في مأرب واستقدام الجماعات الأخرى لتحويل مأرب إلى إدلب سورية أخرى، وهذا ما لا يمكن أن يقبله الشعب اليمني بقيادته الثورية وبجيشه ولجانه وبشعبه الحر الأبي.