“لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ” نهضةٌ عسكرية يمانية
“لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ” نهضةٌ عسكرية يمانية
بشرى خالد الصارم
إنها آية وعد الآخرة، مناورة عسكرية يمنية هي الأبرز التي تحاكي التصدي لأربع موجات هجومية واسعة براً وبحراً، هذه حربٌ تقتحمها اليمن بثُقلها وتبعاتها ضد ثلاثي الشر المتمثل برأسه الأمريكي وتاجه البريطاني ونجمته الصهيونية، وضد لفيف الفنادق والإمعة، لعلهم أن يفهموا رسائل هذه المناورة جيِّدًا، وما عرضنا إلا جزءًا يسيرًا مما يمتلكه يمن الـ21 من سبتمبر.
حملت مناورة “ليسوءوا وجوهكم” دلالات عسكرية مهمة، سواء من حَيثُ توقيتها أَو طبيعتها، خَاصَّة أنها تزامنت مع مساعٍ أمريكية لتحريك أدواتها في الداخل للتحضير لفتح جبهة الساحل الغربي وغيرها من الجبهات لمواجهة القوات المسلحة اليمنية، وتزامنت أَيْـضًا مع ضغوط إقليمية ودولية متزايدة، والتي تهدف جميعها في المجمل إلى عرقلة دور اليمن في دعم وإسناد أهلنا في غزة ومقاومتها.
فهذه النهضة العسكرية ليست نزهة السنوات التسع، بل هي جحيم قارعة الأرض، ستُثخن الهزيمة في العدوّ، وتُريه بعض بأس اليمن الشديد، وله ما أعد، فالله لم يطلب المستحيل بل قال عز شأنه: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ» واليمن في التسعة الأعوام الماضية أعدت الصبر والتضحيات، وقدمت الخبرة العسكرية والمناورات، تعدينا الألم وصنعنا به الانتصار، وتجاوزنا الحصار وقدمنا الضرب والنقع والتنكيل في أكثر من أربعين جبهة.
واليوم نحن مع موعد مع أهل الكفر وأهل النفاق كله، نحن اليوم أمام معركة إسناد أمرنا الله بها وأن نكون أهلًا لها، وكنا أهلًا لها فعلًا وقولًا على المستوى الرسمي عبر القوات المسلحة بما أرسلت من رسائل النصر إلى كُـلّ اتّجاهات العالم، ونقعًا وحصارًا في البحار الثلاثة والمحيط، وإرسال السابحات والعائمات صوب سفن العدوّ، وإرسال الطائرات والصواريخ إلى مدائن فلسطين المحتلّة لتنقل تأثرنا وبأسنا إلى الصهاينة المحتلّين ومن معهم، وكذلك على المستوى الشعبي المتمثل بالحضور المليوني الأسبوعي المنقطع النظير الذي يملأ 360 ساحة في كُـلّ جمعة لينقلوا رسالة اليمن الواحد.
هذه النهضة العسكرية اليمنية في هذه المرحلة رسمت الأمل الواعد لهذه الأُمَّــة، فقد أثبت اليمن بثباته وإنجازاته العسكرية ومناوراته الواسعة دلائل التطور النوعي والعسكري لعمليات التصعيد ضد العدوّ والتصدي له، وَالمساندة لمحور المقاومة للمرحلة القائمة إقليميًّا ولمجريات المنطقة، فهذه المناورة تحاكي كُـلّ جبروت العالم أنكم مهما بلغتم من تقنيات ومن معدات وقوة هائلة؛ فَــإنَّ الله سبحانه وتعالى عندما يضع إرادته في شعب أحبه ويحبه فَــإنَّ النصر والتمكين سيكون حليفه، شعب ينصر الأُمَّــة رغم المخمصات والحروب والمآسي التي مرت عليه كشعب مظلوم محاصر، والمجازر التي تكبدها طيلة السنين التسع الماضيات، ما كانت هذه الجراح إلا مشيئة من الله لليمن ليكون بهذه الصورة التي يظهر فيها اليوم، فالإرادة الإلهية واضحة وجلية في هذه النهضة العسكرية اليمانية؛ فمن قرّر نصرة الله ونصرة الشعوب المكلومة مؤكّـد أن معية الله ستحاوطه وتكلّله.
فلولا وجود الله مع هذا الشعب وبفضل القيادة الحكيمة المتمثلة بالسيد القائد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لما وصل هذا الشعب إلى ما وصل له اليوم، رغم اجتماع أساطيل الدنيا أمام بحار هذا الشعب، واستخبارات العوالم، واجتماع الرصد والتجسس وكلّ مفاخر السلاح ومصانعه من كُـلّ العالم للمحاولة لوقف اليمن وشعبه وقيادته عن موقفه المساند والثابت لأهل غزة وفلسطين، وما زاده ذلك إلا عزمًا وقوةً وثباتًا.
لقد شكلت هذه النهضة العسكرية صفعة مدوية في وجه الجبروت العالمي لهذه المرحلة الصعبة، بجانب موقف الشعب اليمني القوي في مراحله التصعيدية الأولى، فهذه هي يمن ثورة الـ21 من سبتمبر، وما كانت مناورة «ليسوءوا وجوهكم» إلا بعضَ ما كشفت الستار عنه القوات العسكرية وَالمسلحة اليمنية، وبلا شك أن ما خفي كان أعظم.
لهذا فَــإنَّ أي تصعيد في هذه المنطقة سيكون له عواقبه الوخيمة، وسيكون له تأثيراته المباشرة على حسابات القوى الدولية، وخُصُوصًا الولايات المتحدة التي تراقب عن كثب هذه المتغيرات والتحضيرات في هذه البقعة الحيوية والحساسة، وتعمل على إعادة الوضع إلى ما كان عليه سابقًا تحت سيطرتها، ولكن يأبى الله لنا ذلك.