يبدو الموقف اليوم في فلسطين سرياليًا: يقاتل أبطال المقاومة بصلابة وعنفوان، يُرعّفون العدو الصهيوني خسائر كبيرة وهائلة، يترنح الكيان الصهيوني تحت وقع الضربات المسددة، يحصي خسائره التي لا تحصى من طوفان الأقصى، يترنح مهزوماً ومأزوما بقصف سجادي على قطاع غزة، مرتكبا مذابح وحشية مروعة، يدمر المساجد والبيوت والبنى ويقتل الأطفال والنساء بالأسلحة المحرمة والفوسفورية، تصمت أنظمة التخاذل وتتواطأ حتى التآمر، وتنطق أنظمة التطبيع وتعبر عن دعمها ومساندتها للعدو الصهيوني بكل وضوح ووقاحة.
الجامعة العربية لاذت بالصمت أيضا، رغم المذابح والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة، ولا يبدو أن شيئا سيعيد المطبعين والخونة والمتخاذلين.. دولا أو ملوكاً أو أمراء إلى الموقف العربي المفترض، فماذا بقي لهذه الدول المسماة عربية من عروبة اليوم؟.
وما هي سقوف خياناتها التي تريد الوصول إليها، إن كانت اتفاقيات التطبيع تقيد هذه الأنظمة الخائبة من اتخاذ موقف ضد الصهاينة، فلماذا تذهب لإدانة الشعب الفلسطيني، هل هي مجرد اتفاقيات فقط، أم أنها صهينة وتصهين؟!.
في جديد الخيانة، أعربت دويلة الإمارات عن تضامنها مع العدو الصهيوني، وإدانتها للمقاومة الفلسطينية في غزة، في بيان صادر عن خارجيتها، ثم في اتصال أجراه وزير الخارجية عبدالله بن زايد مع أحد قيادات الكيان الصهيوني، ولا شيء أقبح من الخيانة للأمة وموالاة أعدائها إلا المجاهرة بذلك، بل والمبالغة في إظهار ذلك، كما فعلت دويلة الإمارات الصهيونية.
السعودية التي أصدرت بياناً متخاذلاً إزاء أحداث طوفان القدس، كان قد بشّر ولي عهدها قبل أسابيع بقرب التطبيع العلني مع الصهاينة، وسخّرت لجانها الإلكترونية لتشويه المقاومة الفلسطينية والتحريض عليها في وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال أبواقها وكتبتها وصُحفِها وإعلامها تقدم سرديات وروايات إعلامية منحازة بكل وضوح للعدو الصهيوني، وضد المقاومة الفلسطينية، ولذلك مرت مذابح الأمس – التي ارتكبها العدو الصهيوني – والسعودية تعيش نشوة الصهاينة أنفسهم وحالها ومقالها اقتلوا الفلسطينيين أكثر.
حال البحرين والمغرب والسودان، التي طبّعت علاقاتها مع كيان العدوّ، وحتى الجامعة العربية مضت في نفس اللهجة وسيرك اللغة الأمريكية والغربية التي استنفرت بكل المستويات لصالح الصهاينة، غير أن الشعوب لها كلمتها وموقفها الذي ظهر وحدد وجهته منذ اللحظة الأولى مع فلسطين لا مع العدو اليهودي.
ليس مطلوباً من هؤلاء الخونة أن يفعلوا شيئا لفلسطين اليوم، فمقاومتها الشجاعة، وبمساندة محور المقاومة يقوم بالواجب وأكثر، المطلوب هو أن يصمتوا ويخرسوا ويلوذوا بالصمت، حتى مواقفهم الداعمة للصهاينة لن تنقذ الكيان من أزمته وهزيمته الساحقة، إنهم فقط يكشفون خياناتهم اليوم ويفرزون أنفسهم كصهاينة بالتبعية والولاء.
ليسوا عرباً ولا أنظمة عربية بل صهاينة بالولاء والتبعية، وبكل وضوح ظهرت دويلة الإمارات ومملكة السعودية منحازتين بكل وضوح للعدو الصهيوني، ودون مواربة تضامنت دويلة الإمارات مع الصهاينة ووقفت ضد المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وهذا الانكشاف الفاضح يضعنا جميعا أمام موقفين.. إما مع فلسطين أو مع الصهاينة.
هؤلاء المطبعون اليوم صاروا صهاينة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ولم تعد لهم أي صلة لا بالعروبة ولا بالإسلام ولا بالإنسانية، إنهم مجموعة أدوات تؤدي وظائف حقيرة لصالح الأعداء ويشتغلون بكل طاقاتهم وبكل إمكاناتهم لصالح الصهاينة وضد الأمة وشعوبها.
شنوا الحرب على اليمن بدعوى الحفاظ على الأمن القومي العربي.. فهل أصبح الأمن القومي العربي، هو أمن الصهاينة والاحتشاد على الشعب الفلسطيني، والحال يمتد على أدوات هذه الأدوات في اليمن، فالمرتزقة بكل صنوفهم ينساقون وراء المتصهينين ويلوذون صمتا أو يعرضون بالمقاومة الفلسطينية وبما تحققه من انتصارات.
أين حزب الإفساد والخطيئة الذي ظل يرفع شعار القدس غايتنا طويلا؟!، وأين الدواعش والقاعدة والجماعات التكفيرية الأخرى؟!
لقد تصهينوا بالمعلن والمجاهرة أو ماتوا ولاذوا بالصمت.. بعضهم قالوا إن حماس تغامر.. وآخرون يقولون إن حماس تنفذ أجندات إيران.. ومعظمهم وقفوا مع الصهاينة بوضوح وبالمجاهرة
إنهم صهاينة بالولاء والتبعية..
يقول الله تعالى “وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَٰتِلُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوِ ٱدْفَعُواْ ۖ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّٱتَّبَعْنَٰكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَٰنِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَٰهِهِم مَّا لَيْسَ فِى قُلُوبِهِمْ ۗ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ”.