لهذه الأسباب دفع النظام السعودي كتائبه الداعشية لاقتحام قرية الصراري بتعز
لأن النظام السعودي بمملكة الدواعش قد تورط في عدوان فاق قدراته المنتفخة بعائدات النفط، ولأنه لا يجيد سوى الكشف عن وجهه القبيح في الأزمات فقد دفع مرتزقته من مسلحي التنظيمات الإرهابية الداعشية والسلفية المسيطرة على أحياء مدينة تعز وريفها الجنوبي في مديرية صبر صبر الموادم إلى اقتحام قرى عزلة الصراري المحاصرة منذ أكثر من سنه، ليس لتسجيل انتصار في هذه العزلة النائية ذات القرى الصغيرة المتناثرة، بل لانتاج أزمة من شأنها صرف انظار اليمنيين والسعوديين والعالم عن الانتكاسات الكبرى التي واجهت كتائب الجيش العائلي السعودي في جبهات ما وراء الحدود.
أفلح النظام السعودي بالمهمة قطعا بعدما ركن المهمة على المئات من دواعشه الذين هرعوا لاقتحام القرية برايات سود وعربات سود ونيات اكثر اسوداد.. لكنه زج بمرتزقته والعشرات من المغرر بهم، في اتون أزمة ملاحقة وقصاص لن يفلتوا منها بل لن يجدوا معها مخبأ لا فوق الأرض ولا تحتها.. ففي غمرة نشوة النصر الهلامي فقد المرتزقة البوصلة ووثقوا جريمتهم المشهودة بالصور والفيديو.
ظنوا أن جرما كهذا سيسجل انتصارا كبيرا يرضون به مسيريهم المختبئن خلف منابر مملكة الدواعش.. ولعلهم ظنوا أن جرما كهذا سيمنحهم الحصانة والامتيازات وسيفتح لهم الخزان السعودية المقفلة.
في هذه الجريمة الموثقة بايديهم أظهرت الكتائب الداعشية للعدوان وجهها الأكثر وحشية وقبحا وشهدهم العالم يقصفون بوحشية قرى عزلة الصراري بالمدفعية والقذائف الصاروخية ساعة لم يكن فيها سوى القليل من أبنائها يدافعون عن منازلهم المحاصرة منذ أكثر من سنة.
اقتحموا بهمجية ووحشية عشرات المنازل الريفية مروعين سكانها من النساء والأطفال، ونبهبو المنازل عن بكرة ابيها واضرموا فيها النار وارغموا عشرات العائلات من والنساء والأطفال على النزوح إلى مناطق جبلية في العراء، وفجروا جامع قرية الصراري التاريخي بعدما اضرموا فيه النار ونبشوا ضريح بانيه العلامة جمال الدين احرقوا رفاته حقدا وغلا وكراهية.
لأنهم كانوا بحاجة إلى دليل يرسلونه إلى مطابخ الفتنة الداعشية في السعودية وثق دواعش المرتزقة جرمهم الكبير باقتحام حرمة بيت من بيوت الله بالفيديو والصور وسارعوا إلى نشرها، وفي مقاطع الفيديو كانت اصواتهم واضحة وهم يصرخون بعلو اصواتهم المرتعشة ” حسينية الشيعة الروافض في قرية الصراري بتعز ” وهاهي حسينيتهم تحرق على أيد الأبطال” وانعم بها من بطولة بانتهاك حرمة جامع اذن الله ان يرفع ويذكر فيها اسمه.
كان هذا الدعشيي بوصفه الجامع بأنه حسينية يردد ما تضج به قنوات الفتنة المذهبية السعودية وما يبطنه العدوان من مرام باشعال وتأجيج نيران فتنة طائفية لها بدايات ودونها النهايات، حتى أنهم لم يفغلوا ان يصطحبوا معهم سكاكين “داعش”
بالنسبة لمفارز انتاج الارهاب الداعشي المتطرف في المؤسسة الوهابية السعودية، لا شيء يهم سوى تقديم الدليل على ذلك السلوك الهمجي البريري باقتحام المساجد ونبش الأضرحة وشن الهجمات البربرية على المخالفين من المذاهب الدينية، فهو وحده من سيفتح لهم الخزائن في حفلات توزيع الجوائز الوهابية.
بلغ العته بكتبية الدواعش التي كانت توثق الجرم الكبير ،مبلغه بأن سلطوا الكاميرات على جامع جمال الدين التاريخي في قرية الصراري الذي طالما أدى دورا رياديا في نشر رسالة التوحيد السمحة.. ليكشفوا عما في صدورهم من بغضاء وغل وطمع بالحصول على حفنة مال مدنس واصفين بالسنتهم المرتعشة جامع القرية بأنه” حسينية” في مصطلح ربما لم يسمع به أكثر سكان القرية في حياتهم.
جانب من الخراب في جامع جمال الدين بعد تفجيره بعبوة ناسفة واضرام النار بداخلة
ارادت العصابات الداعشية أن تقدم دليلا على ولائها للمرجعية الوهابية الراعية لتنظيمات “داعش” فكان جامع جمال الدين التاريخي هو الثمن اقتحموه بدم بارد ونبشوا ضريح العلامة الراقد في الزواية المحمدية منذ قرون، واحرقوا رفاته، سعيا للحصول على الجائزة الكبرى، فيما تولى أخرون لا يجيدون حتى القراءة باحراق مكتبة الجامع التي تعد من اكبر المكتبات الصوفية في تعز بل وفي اليمن عموما نظرا لما تحتويه من مصنفات دينية نادرة.
كثيرون ذكرهم هذا المشهد بسلوك العصابات الداعشية المسيطرة على أحياء مدينة تعز والتي شنت حملات واسعة لهدم الاضرحة في المساجد وفي غيرها من الأماكن، وهو ذات المشهد الذي طالما قدمته العصابات الداعشية في العراق وليببا وسوريا وغيرها من البلدان التي ينخر فيها السرطان الداعشي السعودي.
لأن المهمة كانت تقتضي وجود اسرى تلبي مطالب عرف عمليات الجيش العائلي السعودي فقد شن المرتزقة حملة اعتقالات طاولت العشرات من المدنيين الأبرياء وبينهم صغار السن والمرضى، لتأتيهم الأوامر ليلا بنقلهم إلى معسكرات التحالف، ففي الجبهة الحدودية ما يدعو للتحفظ على هؤلاء املا في انقاذ ماء وجوههم الملطخ بالهزيمة والادعاء بأنهم أسرى حوثيين من الجبهات الحدودية.
تلك امانيهم .. وهيهات
المستقبل