للأسف مرحلةُ التهدئة (المحدودة) مع العدوّ، خلقت لدى البعض حالةً في التشويش الفكري، والفهم القاصر، في إدراك خطورة المرحلة، والتعاطي معها إعلامياً، وفقَ قراءة صحيحة، وَفهم عالٍ للمشهد السياسي، والواقع الداخلي وانعكاسات التأرجح المرحلي في حالة اللا حرب واللا سلم، ومن المهم أن لا ينجرَّ البعضُ إلى طرح مواضيع وقضايا، لا تتلاءمُ ولا تتوافق مع الخطوات الإعلامية السليمة في مواجهة العدوان؛ فالهرفُ الإعلامي المفتقِرُ للمعرفة والمعلومة الصحيحة والمسؤولية الوطنية، يعكسُ -مع الأسف- مستوىً هابطًا للبعض لا يرتقي إلى مستوى تضحيات الشعب اليمني، التي يقدمها كُـلّ يوم، وعلى مدى ثماني سنوات من العدوان والحصار.
الارتجاليةُ والتضخيمُ غيرُ المبرّر لكل شاردةٍ وواردة قد تحدث هنا أَو هناك، باتت اليوم موادًّا سخيفة على صفحات البعض، في مواقع التواصل الاجتماعي، وباتت هذه المرحلة -بما لها من سلبيات- ذريعةً في إطلاق انفعالات غير مبرّرة، مغلفة بالانتقادات والاجتهادات الخاطئة وكأن أصحابَها أدرى وأحرصُ من القيادة بمصالح الشعب وهمومه، ومتطلباته، وكأن فترةَ التهدئة والضبابية السياسية باتت أمراً واقعاً ومفروضاً على شعبنا، وأن المكاسبَ (الفُتات) فيما يخُصُّ ميناء الحديدة، ومطار صنعاء هي كُـلُّ ما استطاعت أن تنجزَه القيادةُ السياسية، من خلال المفاوضات مع العدوّ وفي فترة هذه المرحلة.
مجموعةُ هذه الترهات والوساوس التي تنتابُ البعضَ تكشفُ عن خلل تحليلي، وركاكةٍ في الرؤيا والقراءة الصحيحة للواقع، لا ترتقي إلى مستوى الفهم والإدراك التي كان يجبُ أن تستخلصَ من خطابات قائد الثورة والقيادة السياسية، التي تؤكّـد دوماً على التمسك بحقوق الشعب اليمني وعلى مبدئية وثبات موقفها تجاه العدوّ وعدم التفريط بتضحيات الشهداء وصمود الشعب اليمني العظيم.
يدركُ الكثيرُ، غيرُ المندفع والواعي، بأن كُـلَّ الخطواتِ والإجراءات التي تعملُ عليها اليومَ القيادة، وما ستعملُ عليه في المستقبل القريب، هي تحَرُّكاتٌ حريصةٌ وصادقةٌ مع الله ومع شعبها، وستكون بإذن الله في صالحِ هذا الشعب على كُـلّ المستويات وفي كُـلّ الظروف التي تتطلب معها المعركة، سواء في شِقِّها السياسي التفاوضي مع العدوّ، أو في التصعيد والحسم العسكري معه.