لمن يبتغي الانصاف .. بقلم/ عبدالملك العجري
الامتحانات والتحديات التي تعاقبت على اليمن وسلطات ثورة 21 في صنعاء كانت من الضخامة والجسامة بما تنهد له الجبال وتنهار له دول عظام فغير تناقضات المرحلة الثورية ،ورثوا دولة عبارة عن عجوز مريضة تسير وسيل البول من خلفها يجري،وفرضت علينا حرب عدوانية تزعمها اغنى الامبرطويات المالية والعسكرية والاعلامية وكان في ظنهم ان هذا الكيان المتهالك يكفيه نفخه من الجو ليتطاير كالعهن المنفوش .
امام هذه الامتحانات التي تاتي عادة- كما يقول هيكل -بعد أن يكون شعب من الشعوب قد تحمل بأكثر مما تحتمله طاقتهم اقتصادياً وسياسياً وفكرياً، تتولد لدى البعض حالة احباط وياس وتذمر والبعض يعلن الهزيمة مبكرا ،ومع اشتداد المحنة يسقط من يسقط ويتحول من يتحول ،و في الوقت الذي تتحرك لتثبيت قدمك على ارض تمور باضطرابات تميد بارم ذات العماد لا يغفر لك اي عثرة ويحصي عليك كل زلة ويطالب ان تزن كل خطوة تخطوها بالقسطاس المستقيم .
كان من حظ سلطات ثورة 21 سبتمبر وجود كتلة ثورية صلبة نفخت في هذا الكيان البالي من القوة ما فاجأالغزاة وحطم تقديراتهم في واحدة من المفارقات التاريخية النادرة ليس من قبيل المبالغة ولكنها الحقيقة التي يقرها الخصوم وينكرها الجاحدون ولا يراها المهزومون والساخطون .