لماذا يعد العام الثامن للعدوان على اليمن عام المفاجآت للسعودية؟
دخل العدوان السعودي على اليمن عامه الثامن في ضوء مفاجئات جديدة ونقل الحرب الى قلب السعودية ما يكشف عن تغيير في المعادلات ضمن بنك أهداف جديد يشمل عواصم العدوان، وأبرز منشاته الحيوية.
تعرض اليمن ولا يزال يتعرض لأبشع عدوان سعودي امارتي بدعم امريكي غربي الهدف منه نهب ثروات اليمن والسيطرة على قراراته، سبع أعوام مرت سقط خلالها عشرات الاف من الشهداء والجرحى من اليمنيين وتدمير المنشات الحيوية والبنية التحتية، حيث شن تحالف العدوان اكثر من 274 الف غارة على اليمن وهو ما تم فقط رصده بشكل رسمي.
امام هذا التخاذل والصمت الدولي قامت القوات المسلحة اليمنية بتطوير قدراتها العسكرية حيث اكد المتحدث باسم القوات اليمنية المشتركة العميد يحيى سريع أن قوات صنعاء نفذت خلال معركة التصدي للعدوان ما يزيد على 13208 عمليات عسكرية منها 6681 عملية هجومية و6527 عملية تصد وإفشال محاولات هجومية للعدوان. أبرز العمليات العسكرية الهجومية التي نفذتها قوات الجيش واللجان الشعبية، هي عملية نصر من الله بمراحلها الثلاث، وعملية البنيان المرصوص وعمليات البأس الشديد وعملية ربيع الانتصار وعمليات عسكرية واسعة في البيضاء والضالع وشبوة ومأرب، إضافة إلى ما العديد من العمليات العسكرية.
وقبل بداية العام الثامن للعدوان ووسط اشتداد للحصار على الشعب اليمني المهدد بأكبر كارثة إنسانية مع شح المشتقات النفطية ما يؤدي لارتفاع الأسعار وانقطاع في الكهرباء نفذت القوات المسلحة اليمنية عملية كسر الحصار بمرحلتيها الأولى والثانية التي استهدفت العمق السعودي ومنشئات اقتصادية وحيوية .
حيث شملت المرحلة الأولى من العملية قصف عدد من منشئات السعودية الحيوية والحساسة التابعة لشركة أرامكو في الرياض وينبع ومناطق أخرى، فيما استهدفت العملية بمرحلتها الثانية عددا من الأهداف الحيوية والهامة في مناطق أبها وخميس مشيط وجيزان وصامطة وظهران الجنوب. هذه العمليات تهدف إلى تحرير أراض واسعة كان العدوان قد توغل فيها، وتكبيده خسائر بشرية كبيرة، إضافة إلى تدمير المئات من المدرعات والاليات ومخازن الأسلحة واغتنام كميات كبيرة من الأسلحة.
الرياض على خلفية هذه الهجمات وفي خطوة خبيثة هدفها التنصل من مسؤوليتها فيما آلت اليه الأوضاع، إعلنت إخلاء مسؤوليتها عن أي نقص في إمدادات الطاقة إلى السوق العالمية، هذا التهرب من مسؤولية نقص الإنتاج النفطي للسوق الدولية، بحجة تعرضها للهجمات، غير مبرر، إذ بإمكانها رفع الحصار المفروض على الموانئ اليمنية، والوفاء بالتزاماتها بإمداد السوق الدولية وبالأخص الغربية بالنفط في ظل الأزمة العالمية الراهنة.
الملاحظ ان ضرب المنشات لشركة أرامكو السعودية بالصواريخ الباليستية والمسيرات ليس جديدا، ولكن الجديد في هذه الهجمات الأخيرة استهدافها لمحطة تحلية مياه في مدينة جازان للمرة الأولى منذ بداية الحرب ما يعني نقل الحرب الى كل بيت سعودي وهذه النقلة النوعية اللافتة في الهجمات جاءت بهدف كسر عملي وسريع للحصار الذي تفرضه السعودية وتسريع التوصل إلى حل سياسي.
كما ان هذه الضربة اعادت السعودية الى حجمها الطبيعي ونزعت من عليها رداء الداعية للسلام التي تدعو لإجراء حوار يمني يمني في الرياض والذي هدفه الأصلي هو تشديد الحصار على اليمنيين وجمع شتات المرتزقة لتنفيذ المزيد من الهجمات العدوانية، بالإضافة الى ذلك تصور السعودية نفسها صورة الراعي للسلام حيث عرض ابن سلمان الوساطة للتدخل في الازمة الأوكرانية الروسية حيث تسع السعودية لاستغلال هذه الفرصة النادرة للضغط على إدارة جو بايدن من أجل دفع الأخيرة إلى خطوات أكثر حزماً في اليمن، مستعينة في ذلك بسلاح النفط الذي ترفض إلى الآن زيادة إنتاجها منه وفقاً لما يرغب فيه الأميركيون. فتأتي الضربة اليمنية لتعيد تذكير السعودية بمحدداته وانه طرف في الحقيقي في الحرب على اليمن وافهمها وأن الحل الوحيد يكمن في الاعتراف بالوقائع والدخول في مفاوضات جادة وحقيقية على أساسه وانه قبل السعي للتوسط فيما بين باقي الدول ان تنقذ نفسها أولا من المستنقع اليمني .