لا يكاد يخلو أي عمل تاريخي من الحديث بشكلٍ مسهب عن الحضارة الفرعونية القديمة، حتى باتت الديانات الوثنية القديمة أقدس من الإسلام في مصر وكثير من دول العالم.
الأمر ليس صدفة، فالإعلام الدولي لا يتناول قضيةً ما بهذا القدر من التركيز إلا وله أهداف سياسية من وراء ذلك، وقد ترقى تلك الأهداف إلى المستوى الديني، واستبدال عقائد الفراعنة بالعقائد الإسلامية المستمدة من القرآن الكريم.
في فبراير 2021، نشرت مجلة “ديزيناري كون DISEGNARECON” الإيطالية بحثاً لخبيرة معمارية مصرية اسمها “سارة عبدربه”، ويخلص البحث إلى أن الثقافة الماسونية المنبثقة من اليهودية، هي امتداد للديانات الوثنية القديمة في مصر، وتتقاطع معها في كثير من العبادات والطقوس الماسونية.
وترى الكاتبة المصرية أن “الرموز الفرعونية التى تمثل الآلهة المصرية القديمة مثل قرص الشمس المجنح الذى يرمز للإله حورس، لا توجد إلا فى المعابد اليهودية والماسونية ومنها المعبد اليهودى في شارع عدلى بالقاهرة ومعابد يهودية أخرى حول العالم.”
وبالفعل إذا تأملنا العقائد اليهودية، فإنها امتداد للثقافة الفرعونية التي وثقها الله في القرآن الكريم، وليست مما أتى به نبي الله موسى عليه السلام.
فمثلاً قاعدة (فرِّق تسُد) التي مارستها بريطانيا ويمارسها اللوبي اليهودي حتى اليوم، هي استنساخ لمبدأ التفرقة العنصرية الذي مارسه فرعون بحق بني إسرائيل في مصر، (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم). القصص 4.
وقد ضاهى بنو إسرائيل عقائد فرعون بدلاً من الإيمان بموسى ودين الإسلام، وقد استطاعوا أيضاً أن يقنعوا حتى الكثير من المسلمين بأن اليهودية ديناً سماوياً رغم أنها افتراٌء على الله.
وقد استنسخت الماسونية العالمية تلك العقائد، وتحاول فرضها على الدول الإسلامية من خلال نفوذها الواسع الذي ارتبط بالاستعمار الإنجليزي وبقاياه في عالمنا العربي.
ومن أخطر الثقافات التي فرضتها الماسونية ربط الأمَّة بالأزمنة الغابرة ودياناتها الوثنية، وباتت مصر أكبر شاهد على ذلك، حيث يُقدس المصريون اليوم التاريخ الفرعوني وعقائده بدلاً عن الإسلام والتاريخ الإسلامي، ويتم استنساخ النموذج المصري في سائر الدول العربية بما فيها اليمن، حيث يجري الحديث كثيراً عن الديانات والعقائد الغابرة، واعتبار الإسلام من الثقافات الدخيلة على المجتمعات العربية.
وفي مواجهة تلك الحملات التضليلية، لا بُد من الرجوع إلى الثقافة القرآنية التي تكشف الغث من السمين، وتؤسس لمجتمع مسلم متحرر من قيود الاستعمار، بل ويستطيع تحرير العالم أجمع من هيمنة الصهيونية العالمية.
وثمَّة اليوم صحوة في عموم العالم العربي تدعو إلى الرجوع إلى الثقافة القرآنية، وينبغي التعريف بها واعتمادها كمقياس للتفريق بين ما هو إسلامي وماهو دخيل على عقائدنا، خاصة عندما يكون الحديث عن الأزمنة الغابرة التي لا مرجع عنها إلا المصادر اليهودية.