لماذا هُزم الجيش الأمريكي على يد القوات المسلحة اليمنية بعد 30 عامًا من التفوق؟ الصين تُجيب

تحت عنوان ” من “ضربة تقليل الأبعاد” إلى “التواجد في موقف صعب”، لماذا هُزم الجيش الأمريكي على يد القوات المسلحة الحوثية بعد 30 عامًا؟ ” كتب المحلل الصيني شياو مينغ مقالاً نشرته نشرته منصة “حديث المدينة” أكد فيه الولايات المتحدة، التي كانت قبل ثلاثة عقود رمزاً للقوة العسكرية الكاسحة، باتت اليوم عاجزة عن حسم المواجهة أمام جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، رغم الفارق الهائل في الإمكانيات العسكرية والتقنية.
واستعرض المقال الذي حمل عنوان “من سحق الخصوم بسهولة إلى الوقوع في مأزق”، الفارق بين أداء واشنطن في حرب الخليج الثانية عام 1991، وبين عجزها الحالي عن التعامل مع تكتيكات حرب العصابات التي تعتمدها قوات الحوثيين، في ظل تقادم واضح في معدات الجيش الأميركي، وتراجع في العائد الاقتصادي للحروب.
وأشار مينغ إلى أن واشنطن استخدمت في حرب الخليج أنظمة متطورة كانت مخصصة لمواجهة الاتحاد السوفييتي، مثل القنابل الذكية والطائرات الشبح، وحولت المعركة إلى ما يشبه “عرضاً تكنولوجياً من طرف واحد”، لكن بعد زوال الخصم السوفييتي، تباطأ تطوير الجيش الأميركي نتيجة غياب التهديدات الكبرى، ما أدى إلى اعتماد مستمر على معدات موروثة من حقبة التسعينيات.
وأضاف أن الحوثيين لا يملكون جيشاً نظامياً يمكن تدميره، ويعتمدون على تكتيكات مرنة ومنخفضة الكلفة ترهق القوات الأميركية وتفشل محاولات الحسم العسكري، مشبّهاً ذلك بمحاولة “قتل ذبابة بمدفع ثقيل”، في إشارة إلى الفارق بين طبيعة الأهداف وتكلفة مواجهتها.
وتطرق الكاتب إلى العامل الاقتصادي، مشيراً إلى أن الحروب لم تعد تدرّ الأرباح نفسها كما في الماضي، حيث كانت هيمنة الدولار تسمح باستعادة جزء من الإنفاق العسكري، أما اليوم، فإن كلفة أي حرب واسعة قد تهدد التوازن المالي الأميركي، في ظل ضغط شركات السلاح على الكونغرس لتبرير زيادة الميزانيات.
واختتم مينغ تحليله بالقول إن أمريكا انتقلت من مشهد التفوق الكاسح إلى مأزق غير تقليدي، إذ باتت قواتها عاجزة أمام جماعة مسلحة تقاتل بإيمان وبأدوات بسيطة، لكنها قادرة على إرباك أعتى قوة في العالم، وتغيير معادلات النفوذ في الشرق الأوسط.

قد يعجبك ايضا